جائزة ”آسيا جبار للرواية”

الدورة السادسة ضحية ”كورونا”

الدورة السادسة ضحية ”كورونا”
  • القراءات: 745
دليلة مالك دليلة مالك

أكدت رشيدة بلهرواي، مسؤولة الإعلام بالوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، أن الدورة السادسة لجائزة آسيا جبار للرواية، من غير الممكن تنظيمها في موعدها السنوي في شهر ديسمبر، نظرا للظروف الصحية التي تعرفها البلاد مع أزمة تفشي فيروس كورونا، ويمكن أن تقام لاحقا في حالة تحسن هذه الظروف.

في اتصال هاتفي مع المساء، أوضحت بلهرواي، أنه لم يقرر تأجيل الحدث أو إلغاؤه، مؤكدة استحالة إقامة حفل كبير، كما جرت العادة، لتكريم أهم كتاب الرواية الجزائرية باللغات الثلاث؛ العربية، الفرنسية والأمازيغية، ضمن جائزة آسيا جبار في الوقت الحالي، حرصا على سلامة صحة الناس، بالتالي فهو أمر متروك لتراجع انتشار الفيروس المستجد. ذكرت المتحدثة أن غياب صالون الكتاب، التظاهرة التي يكتشف فيها جديد الروايات الجزائرية، ألغيت دورتها الحالية لنفس الأسباب الصحية، أحد الأسباب في تأجيل الجائزة، ذلك أن هذه المسابقة تعد ثمرة صالون الكتاب الدولي. بالمناسبة، كشفت رشيدة بلهرواي عن أن الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، تنظم طيلة شهر نوفمبر الحالي، تظاهرة شهر الذاكرة، حيث أعلنت عن تخفيضات تصل إلى 30 بالمائة على أسعار كتب التاريخ والكتب الفاخرة، ويمكن للراغبين في اقتناء هذه الكتب الاقتراب من مكتبة شايب دزاير المتواجدة في شارع العربي بن مهيدي بالجزائر العاصمة. وبالعودة إلى الجائزة، فقد أطلقت باسم آسيا جبار (1936-2015)، وهي واحدة من أعلام الأدب في الجزائر عام 2015، تحت إشراف المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية.

ولدت الكاتبة آسيا جبار، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء املاين، في 30 جوان 1936 بشرشال، ولاية تيبازة. ابنة الطاهر، المولود بقوراية، والمتخرج من المدرسة العليا للمعلمين ببوزريعة، وباهية صحراوي المنحدرة من عائلة أحد مناضلي فرقة الأمير عبد القادر.

بدأت دراستها الأولى في مدرسة قرآنية، ثم التحقت بالمدرسة الفرنسية، وبعدها بثانوية بيجو في العاصمة (ثانوية الأمير عبد القادر حاليا). بعد عام، ذهبت إلى باريس لمزاولة دراستها في ثانوية فينيليون، لتصبح بعدها أول مسلمة تدمج في المدرسة العليا للبنات بسافر ”Sèvre” قسم تاريخ. وفي سنة 1956، تُفاجَأ الطالبة فاطمة الزهراء ايملاين بقرار طردها من هذه المؤسسة الدراسية، بسبب مشاركتها في الإضراب المنظم من طرف الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين. كتبت آسيا جبار أول روايتها سنة 1957، تحمل عنوان العطش، تليها رواية نافذو الصبر سنة 1958، كما قامت عام 1978 بإخراج فيلم وثائقي مدته ساعتين بعنوان نوبة نساء جبل شنوة باللغتين العربية والفرنسية، يتناول شهادات النساء الريفيات حول حرب التحرير، حيث تحصلت سنة 1979 على جائزة النقد العالمي التي تقام كل سنتين بالبندقية. عادت آسيا جبار مجددا إلى فرنسا سنة 1980، لتستقر هناك وتتفرغ لعملها الأدبي. قامت سنة 1982 بإخراج فيلم بعنوان الزردة أو أناشيد النسيان المتوج بجائزة في مهرجان برلين سنة 1983.

في عام 1995، توجهت آسيا جبار إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل أستاذة مرسمة بجامعة ولاية لويزيانا، ومكلفة بمركز الدراسات الفرنسية والفرنكوفونية، ثم بجامعة نيويورك سنة 2001، حيث عينت أستاذة من درجة الكرسي الفضي Silver Chair Professor. لآسيا جبار أعمال في المجال المسرحي أيضا، ففي سنة 2001، قامت بتأليف وإخراج الدراما الموسيقية بنات إسماعيل في الريح والعاصفة بروما (إيطاليا)، و«عائشة ونساء المدينة بروتردام، وبعد حصول روايتها ظل السلطانة على جائزة ليبيراتور بفرانكفورت سنة 1989، أصبح للروائية آسيا جبار جمهور عالمي. توج مسارها الأدبي بالعديد من الجوائز الأدبية الراقية. في سنة 1999، انتخبت آسيا جبار كعضو في الأكاديمية الملكية للغة والثقافة الفرنسية في بلجيكا، ثم في 16 جوان 2005 كعضو في الأكاديمية الفرنسية، لتصبح أول كاتبة من شمال إفريقيا تدخل الأكاديمية. وتوفيت أسيا جبار في 6 فيفري 2015 بباريس، ودفنت كما تمنت في شرشال مسقط رأسها.