فيلم "العايلة" لمرزاق علواش

"الحراك" يفتح ملفات الفساد ويتتبع فاعليه

"الحراك" يفتح ملفات الفساد ويتتبع فاعليه
  • القراءات: 354
مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك

قدم المخرج مرزاق علواش فيلمه "العايلة"، سهرة أول أمس السبت، بمسرح "عز الدين مجوبي"، ضمن العروض الخاصة التي يقترحها مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، وهو عمل يثمن بطريقة غير مباشرة، الحراك الشعبي الذي وقع في الجزائر في 2019، ودوره في إسقاط رموز الفساد، عبر قصة مثيرة، أبطالها عائلة تمتعت في وقت ما بامتيازات السلطة، ثم سرعان ما تغير الأمر نحو الأسوأ.

العمل الذي أنتج في 2022، ومدته 95 دقيقة، عُرض لأول مرة في الجزائر، من خلال مهرجان عنابة الرابع للفيلم المتوسطي، وسط حضور غفير من جمهور عنابة، وضيوف التظاهرة من فنانين ومخرجين، وينطلق من فترة قريبة منذ بداية الحراك الشعبي في 2019، يحدده المخرج مرزاق علواش، في وقت الربيع، حيث تسير فتاتان بالراية الجزائرية في إحدى مسيرات الجمعة، التي كانت حينئذ،"سارة" (نرجس عسلي) واحدة منهما، وهي ابنة الوزير السابق "مروان" (عبد الرحمان إيكاريوان)، تمارس دورها كمواطنة تطالب بالتغيير السياسي للبلاد، لكن ما لبثت أن عادت للبيت، لتكتشف مستجدات طارئة.

يتأكد "مروان" بمنعه من السفر، هو وكل عائلته، فالحراك الشعبي استطاع أن يفتح ملفات الفساد، حتى وإن كانت قبل سنوات، تنزعج زوجته خديجة (حميدة آيت الحاج) من الوضع، وهي تشاهد إمبراطورية البذخ التي تعيشها تتلاشى، ونفوذها في تراجع، فتقرر العائلة أن تبيع معظم أملاكها، ثم الهروب عبر الحدود الغربية، بمساعدة "خالد" (نصر الدين جودي)، وهو رجل أمن مكلف بكتابة تقارير عن هذه العائلة، لكنه لم يفعل لأنه واقع في حب ابنتهم "سارة".

في رحلة الفرار، يتبنى المخرج الكثير من الأفكار، وهي معروفة عند علواش (80 سنة)، متناولا مواضيع التحرر، منتقدا بعض أشكال التدين، التي تمثلت في صورة لباس جلباب الذي ارتدته "خديجة" للتنكر، وتسهيل عملية الهروب، والتي أبدت انزعاجها منه، لأنه منسوج بمادة النيلون.

وتبدو السيدة "خديجة" بمزاج منقلب ومجنون، اهتماماتها في الحياة غريبة، فهي تولي الأهمية لكلبها "برانس"، غير مهتمة بما يحدث من مواقف إنسانية، أو عائلية، ويقدمها المخرج في صور كاريكاتورية، متهكما وساخرا مما آلت إليه. ويظهر في الفيلم قصة شاب (الذي قاد السيارة لتهريب تلك العائلة)، يريد الانتقام من "مروان"، لأنه كان وراء سجنه، واتهامه في قضية نهب المال العام، لكنه لم يوفق في قتله، بل حدث العكس.

بالعودة إلى رحلة الهروب، تعود "سارة" إلى صديقتها، فور وصول خبر اعتقالها، خلال الحراك، لتساندها، بينما تصل العائلة إلى جدار النهاية، وسط فضاء فارغ، ذلك مآل الفاسدين. العمل لم يتكأ على تقنيات سينمائية جديدة، وقدم المخرج عمله بصورة كلاسيكية، معتمدا على مقاطع مشهدية بسيطة، وحوارات سطحية، وبأداء متفاوت للممثلين.