التراث المخطوط مصدر ثمين ومهم للمعرفة

الحثّ على استثمار تقنيات الرقمنة

الحثّ على استثمار تقنيات الرقمنة
  • 173
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

تـتـواصل بالمتاحف والمؤسسات الثقافية بتلمسان، مختلف النشاطات الثقافـية والعلمية والتراثية المتنوعة إحياء لشهر التراث، بشعار "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي"، والذي يشمل محاضرات وندوات علمية، معارض فنية تبرز الموروث الثقافي الجزائري بشقيه المادي وغير المادي، ورشات حية وأيام دراسية وتكوينية، مسابقات وسهرات فنية، اتفاقيات إلى غاية 18 ماي الجاري.

في هذا الصدد، قـدّم السيد محمد العرقوب محاضرة علمية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيارت، موجّهة أساسا لإطارات قطاع الثقافة والفنون ومالكي المخطوطات بالولاية موسومة بعنوان "الرقمنة والذكاء الاصطناعي كآليتين لحفظ وتثمين وإتاحة المخطوطات"، تمحورت حول مساهمة البيئة الرقمية في حفظ وتثمين المخطوطات وكيف يمكن الاستفادة من استثمار التقنيات التكنولوجية الحديثة في رقمنة الوثائق والمخطوطات باعـتبار التراث المخطوط يمثّل مصدرا ثمينا ومهما للمعرفة.

وأوضح المحاضر أنّه مع تطوّر التكنولوجيات الذكية وظهور تطبيقات الإعلام الآلي الحديثة والمتطوّرة، يحظى التراث المخطوط بفرصة جديدة للاستفادة من هذه التقنيات بغية الحفاظ عليه، والتي من بينها وأهمها التصوير الرقمي عالي الدقة، التعرّف الضوئي على الحروف، النمذجة ثلاثية الأبعاد، إلى جانب التطبيقات الذكية للأنترنت وتجربة الملحقة في تصميم تطبيق يتيح النسخ المرقمة عبر الهاتف الذكي والمسمى الخزانة الرقمية، الإتاحة عـبر رمز الاستجابة السريع.

 كما أشار المحاضر إلى أنّ استخدام هذه التقنيات كلّها وباستخدامها، سيعمل بشكل كبير على حفظ المخطوط من خلال ضمان الحفظ الرقمي للمخطوطات ونقلها على أوعية حديثة في شكل إلكتروني وامتلاك بديل على النسخة الأصلية، وكـذا المحافظة على النسخ الأصلية وتقليل استعمالها من طرف الباحثين والاعـتماد على البديل الالكتروني، فضلا عن ذلك تسهيل الحصول على المخطوط وإتاحته فـيمكن الوصول إليه عن بعد وكذلك استعماله من طرف عدّة باحثين في آن واحد.

للإشارة، من خلال البرنامج المسطر سيتم تسليط الضوء هذه السنة الذكاء الاصطناعي والذي يعد أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، ويهدف إلى تحقيق أنظمة ذكية وفعالة لطريقة الناس من حيث التعلّم، كما الاعتماد على التكنولوجيا المتطوّرة ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التراث الثقافي لها أهمية في تعزيز روافد تنمية البيئة الثقافية وحفظ وصون الموروث الثقافي أيا كان نقطه وبيئته، كما يأتي الشعار الذي حملة شهر التراث هذه السنة الموسوم بــ "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي" ليعكس الوعي المتزايد بأهمية توظيف التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في صيانة وتثمين التراث الثقافي، بما يضمن حماية الموروث الوطني من الاندثار، وإعادة تقـديمه في قوالب عصرية تواكب تحولات العصر وتخاطب الأجـيال الجـديـدة.