افتتاح مقهى أدبي في العاصمة

الجلوس مع "جلال الدين الرومي"

الجلوس مع "جلال الدين الرومي"
  • القراءات: 794
دليلة مالك دليلة مالك

افتتح مقهى أدبي، حديثا، بشارع ديدوش مراد في الجزائر العاصمة، وأطلق عليه اسم "الرومي"، تيمنا بالشاعر والعالم، ثم المتصوف الأفغاني جلال الدين الرومي، مؤسس الطريقة المولوية.

يرمي مؤسسو المقهى إلى خلق حركة ثقافية وفنية، في مكان يلتقي الجميع، في أجواء ثرثارات المقاهي وصخبها، ويمكن أن ترتشف فنجان قهوة في حضرة "الرومي" مع كاتبك المفضل أو فنانك، أو مع أصدقائك، وسط نقاش حميمي.  قال عزيز حمدي، المشرف الفني على المقهى لـ"المساء"، إن برنامج مقهى الرومي الأدبي يمنح اهتماما أكبر بالكتاب، حيث ستعقد لقاءات مع المؤلفين وجلسات بيع بالتوقيع مرة كل 15 يوما في البداية، ثم تصبح مرة في الأسبوع. أضاف المتحدث "هذا فضاء ثقافي، ولاحقا سيتم تنظيم ورشات أطفال لمختلف التعابير الفنية، ومرحب بالفنانين الشباب، لاسيما في مجال التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي وغيرهما، والتي من شأنها أن تكون منها الانطلاقة إلى فضاءات أرحب وأوسع، بعدما كان مع جمهور صغير". ينتظر أن تقام، بعد شهر رمضان، أربعة لقاءات أدبية؛ اللقاء الأول مع سيدي علي قويدري فيلالي الذي أصدر مؤخرا، رواية عنوانها "ولادة"، وفقا للمصدر عينه.

مقهى "الرومي" مشروع قيد التطوير، فالأمر ليس سهلا، حسب تصريح عزيز حمدي، واستطرد "أول هدف نعمل عليه هو إثبات تواجدنا على الساحة، وأنه من الممكن إنجاز مقهى أدبي أو ثقافي". عن أهمية فتح مقهى أدبي، حري بنا العودة إلى كتاب مهم عنوانه "المقاهي الأدبية في باريس، حكايات وتاريخ" للكاتبة هدى الزين، التي تقول؛ إن المدن الأوربية الكبرى مثل باريس ولندن وأمستردام وروما منذ عصر النهضة، تميزت بظهور ما يسمى بالمقاهي الأدبية، وهذه الظاهرة شهدت انتشارا واسعا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وباتت هذه المقاهي المكان المفضل الذي يرتاده كبار الأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين.

فالمقهى الباريسي مثلا، ليس مجرد مكان للجلسة واللقاء والحديث، بل إنه أحد أبرز التعبيرات العبقرية في فرنسا، وتعد باريس مدينة المقاهي بلا منازع، منها خرجت تيارات أدبية وفنية وفكرية واندلعت الانتفاضات والثورات، لذلك تميزت بين عواصم العالم كعاصمة للثقافة العالمية. وقد برز دور المقاهى في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، وبالأخص في أوروبا، إذ تحولت إلى مؤسسات ثقافية وسياسية وارستقراطية يجتمع فيها الأدباء والشعراء والسياسيون ونبلاء المجتمع، مما جعل الاهتمام بتصميم المقهى وزخرفته ومقتنياته الفخمة أمرا ملحا لزبائنه، حتى بدت في عصرنا الحالي متحفا تاريخيا ومقصدا سياحيا مميزا، يسترشد به السياح ويتمتعون بزخارفه وتحفه.