الشاب لياس سعدي لـ "المساء":
الثقة بالنفس والصوت القوي عماد الأعمال الناجحة

- 2385

يعد الشاب لياس سعدي موهبة غنائية بامتياز، لما يمتلكه من صوت متميز وأخلاق سامية وتواضع جعلت منه فنانا سكيكديا متفردا، يؤمن بأن الفن قيم وأخلاق وأن الغناء صوت قبل أن يكون كلمات. "المساء" التقت به في دار الثقافة لسكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة.
❊ من هو لياس سعدي؟
❊❊ فنان سكيكدي أحب الغناء منذ نعومة أضافره، ينظر إلى الفن بمنظور أخلاقي، فالغناء بالنسبة لي شعور بالالتزام واحترام كبير للجمهور.
❊ متى كانت بدايتك الفنية؟
❊❊ صراحة موهبة الغناء سكنتني منذ الصغر، وأذكر بأنني كنت فعلا لا أستسلم للنوم إلا بعد أن أدندن، وخلال مرحلة الثانوي بدأت موهبتي تبرز دون شعور مني، فكانت الخطوة الأولى سنة 1990 حين اتصلت بي فرقة "البحر الأبيض المتوسط" التي أصبحت عضوا فعالا فيها، وتخصصت في أداء كل الطبوع وشاركنا مع الفرقة في العديد من المهرجانات والدورات الفنية داخل الوطن خارجه، خاصة في تونس الشقيقة، حيث غنيت في العديد من مدنها كقابس وقرطاج وفي سيدي بوسعيد والكاف والعاصمة تونس وأذكر أنني أديت العديد من أغاني المرحوم حسني والشاب مامي، إضافة إلى عدة أغاني مستمدة من التراث الجزائري والتونسي، ولا أخفي عليكم بأن فرقة البحر الأبيض المتوسط هي التي فتحت لي أبواب ولوج عالم الفن من بابه الواسع، وفي سنة 2004 التحقت بفرقة " ناي21" واشتغلت معها لمدة 04 سنوات، شاركت معها أيضا في العديد من المهرجانات التي أكسبتني تجربة كبيرة لأنقطع بعدها ولفترة عن الغناء، لأسباب خاصة، انقطاعا ليس كليا، بل كنت في أوقات معينة أنشّط بعض الحفلات سواء في الأعراس أو في بعض المهرجانات والمناسبات التي تنظم بالخصوص محليا.
❊ ما هي مشاريعكم؟
❊❊ حاليا أنا بصدد التحضير لتسجيل ألبوم غنائي يكون بمثابة حوصلة تلخص مسيرتي الفنية، وسيمس ألبومي كل الطبوع الغنائية الجزائرية بعضها إعادة أغاني قديمة مشهورة مع بعض التغيرات، دون المساس بروحها، والبعض الآخر من كلماتي، أما الألحان فهي مستمدة من التراث الغنائي الجزائري، بالتالي فإن ألبومي سيكون دون شك من الألبومات الأولى والقليلة التي ستضم كل الطبوع الغنائية الجزائرية بتوزيعات تتلاءم وطبيعة العصر.
❊ لماذا بعد كل هذا المسار الفني الحافل تقررون أخيرا إنجاز ألبوم غنائي؟
❊❊ أقول لكم بكل صدق بأنني أملك منطقا أؤمن به، وهو أنني لو قمت بإصدار ألبومات سأموت معها فنيا بمجرد ما تُنسى، لهذا أفضل أن أبقى دائما مطربا متجددا بصوتي ومتميزا بأدائي ومحترما لجمهوري، لذا رأيت أن إصدار ألبومات في بداية مشواري الغنائي لا يخدمني.
❊ في رأيك ما شرط خلود أي عمل فني؟
❊❊ في اعتقادي أن أي عمل خالد يتطلب وقتا، لأن الأصل ليس في إصدار ألبومات تلو الأخرى، بقدر ما يجب أن يكون العمل نوعيا ومتقنا سواء من حيث الكلمات أو الألحان.
❊ هل أنت من المطالبين بتجديد الأغنية الجزائرية؟
❊❊ بالطبع أنا من الصنف الذي يؤمن بضرورة التجديد، لكن مع الحفاظ على روح ونقاء الكلمات التي يجب أن تكون نظيفة، فتربيتي الموسيقية لا تسمح لي بأن أغني أي شيء.
❊ كيف ترى واقع الأغنية الشبابية اليوم؟
❊❊ الأغنية الشبابية اليوم، خاصة الراي، في انحطاط والراي الذي نسمعه اليوم ليس هو الراي الحقيقي، مع احترامي لمطربي هذا النوع من الغناء، والعيب ليس في اللحن أو في الموسيقى بقدر ما هو في الكلمات السوقية التي تبقى بحاجة إلى تهذيب، وأقول لكم هنا بأنه مخطئ من يعتقد بأن الراي نوع غنائي خاص بالملاهي، فهو طابع من الطبوع الجزائرية المستمدة من تراثنا الغنائي.
❊ وماذا عن واقع الفنان؟
❊❊ لم يأخذ الفنان حقه كاملا، بدليل أن العديد من الأصوات المتميزة مهمشة، ونادرا ما يتم إشراكها في المهرجانات سواء الوطنية أو الدولية، في الوقت الذي تفتح الأبواب لمطربين من الخارج قد يكونون أقل شأنا من المطربين المحليين والجزائريين عامة، ومن المفارقات الغريبة أن جل المهمشين يسطع نجمهم في الخارج، لهذا بات من الضروري إعادة النظر في هذا الوضع برد الاعتبار للفنانين المحليين ومساعدتهم، ولما لا تكوينهم، كما يتحتم على القائمين على الثقافة اليوم أن يكونوا من أهلها حتى يفهموا الفنان.
❊ ماهي سبل الوصول إلى النجومية في نظرك؟
❊❊ نصل إلى النجومية بالعمل والتواضع والثقة بالنفس والإمكانيات الصوتية، لأن الغناء صوت فني قبل أن يكون كلمات.
❊ هل من كلمة أخيرة؟
❊❊ أشكر يومية "المساء" التي أتاحت لي هذه الفرصة الثمينة التي أعتز بها كل الاعتزاز واعتبرها بمثابة تشجيع سيمكنني من بذل المزيد من الجهد حتى أكون عند حسن الظن.