الشاعرة ملوكة بن قاق تفتح قلبها لـ "المساء":
الثقافة في وهران تسير بخطى ثابتة

- 725

الشاعرة ملوكة بن قاق شاعرة تترأس الجمعية الثقافية «فن وإبداع»، تسجّل حضورها بامتياز خلال أغلب المواعيد الثقافية التي تحتضنها ولاية وهران. هي مبدعة تمارس أحد أرقى الألوان الأدبية، فتجدها تمتطي صهوة القوافي وتترجل شعرا بديعا يحاكي مخيّلتها. كانت لـ «المساء» معها هذه الجلسة الحوارية حول عوالم الإبداع، الثقافة والأدب، واكتشفنا سر ذلك الميول الشعري.
❊❊ كيف كانت بدايتك مع الإبداع الشعري؟
— بدايتي مع الكتابة الشعرية كانت متأخّرة نوعا ما؛ لأنّني لم أكتشف ميولي نحو هذا اللون الأدبي إلا حين رغبت في التعبير عن خلجات النفس وعصاميتي في الكتابة، وكان محرّكه الدافع الإنساني وما يعكسه المحيط من صدامات وتهميش و»حقرة»؛ فالشاعر يحرّكه إحساسه، فيترجمه أبياتا من وحي تلك الأحاسيس، ومن ذلك الواقع السوداوي تفجّرت ملكتي الشعرية ونبعت رغبتي في التعبير عن تلك المظالم.
❊❊ وعمّ تكتبين؟
— كتاباتي عادة تتّصل بما يحيط بي، وعن الأخلاق والقيم والغبن الاجتماعي وغيرها من المواضيع التي نتعايش معها يوميا.
❊❊ هل هناك مساع لنشر أعمالك؟
— في الواقع لم أسع لذلك، والسبب ليس لغياب الثقة في النفس، لكن الفرصة ليست سانحة على الأقل في الوقت الحالي. ولن أستعجل النشر قبل أن يكون لي رصيد معتبر وأستزيد من ينابيع المطالعة والبحث في الميدان الأدبي لأكوّن لنفسي اسما شعريا وأدبيا.
❊❊ ما هو اللون الشعري الذي تركبين أمواجه، ومَن مِن الشعراء ترك أثرا في نفسك؟
— أنا أكتب الشعر الحر الذي يكون فيه الاسترسال سهلا بمعان قوية، كان تأثّري جليا في بداياتي بشاعر الحداثة أدونيس، ومنه إلى الشاعر محمود درويش، حيث أجد عذوبة في القراءة لهما، زد على جمالية التعابير التي يكتبان بها وقوّتهما في الوصف والتعبير الشعري.
❊❊ كيف تنظرين إلى الواقع الثقافي في الباهية؟
— أجد المشهد الثقافي في الباهية محتشما لولا إرادة بعض الجمعيات الثقافية ومساعي دار الثقافة التي كانت دائما في الموعد لتحريك عجلة المشهد الثقافي بعاصمة الغرب الجزائري، والتي تعمل من أجل ارتقائه للأحسن؛ فهذه الهيئات شريك مهم في وضع أسس الثقافة بها.
❊❊ هل من مشاريع في الأفق؟
— من أهم مشاريعي السعي للتغيير عن طريق الكلمة لتقويم السلوك السلبي للمجتمع وتغييره نحو الأفضل. أتمنى أن تعود مدينة وهران إلى سابق عهدها، مصدرا للإشعاع الثقافي والفكري، لاسيما أنّها تحوّلت إلى عاصمة متوسطية بامتياز .
❊❊ وبمَ ننهي هذا الحوار؟
— شكرا لجريدة «المساء» على تواصلها مع المبدعين وعلى دورها الجواري. وقبل كلّ شيء أتمنى الاستقرار للوطن، ومزيدا من الارتقاء للمشهد الثقافي بوهران، والاعتناء أكثر بالجمعيات التي تنشط في هذا المجال؛ فالجمعيات باتت اليوم مطالَبة بتكثيف الجهود من أجل خدمة الثقافة وإعطاء صورة مشرّفة تخدم المجتمع والبلاد معا.