سليمان سليمي الممثل البرعم في فليم "الكبش السحري" لـ"المساء":
التمثيل لا يبعدني عن الدراسة وأحلم بالاحتراف

- 840

يعد من المواهب الصغيرة التي لفتت انتباه متابعي السينما بالجزائر، وعمره لم يتعد 14 سنة، ولج عالم التمثيل مند نعومة أظافره، ولم تمنعه بيئته، كونه من ولاية جنوبية، من مواصلة حلمه والمشاركة في أعمال فنية بالجزائر العاصمة، فكانت له رغبة كبيرة في ولوج عالم السينما، بعدما خطى خطواته الأولى على خشبة المسرح، وشق الطريق نحو النجاحات والتألق.
إنه الفنان الصغير سليمان سليمي، الذي ترافقه دوما والدته في تنقلاته. "المساء" التقته مؤخرا بدار الثقافة "مالك حداد" في قسنطينة، على هامش العرض الشرفي لفيلم "الكبش السحري"، الذي يعد أحد أبطاله، فكانت لها معه هذه الدردشة.
❊ أولا، نريد أن نعرف كيف كانت بدايتك مع التمثيل؟
❊❊ بدأت التمثيل في المسرح، عندما كنت عضوا في الفرقة المسرحية جمعية "آفاق الجزائر" بولاية الأغواط، وقد تم اكتشافي عندما جاءت فرقة "فيلم البئر" إلى الأغواط من أجل تصوير بع المشاهد، وكان هناك بحث عن وجوه صغيرة للمشاركة في هذا العمل، وتقدمت وقتها (سنة 2013) وعمري لا يتعدى 8 سنوات، حيث شاركت في مسابقة الانتقاء وتم قبولي، وأظن أنه لولا المسرح لما نجحت في ولوج عالم السينما.
❊إذن فيلم "الكبش السحري" هو ثاني أعمالك الفنية؟
❊❊ صحيح، هو الفيلم الثاني الذي شاركت فيه، وهو عمل سينمائي موجه للأطفال، للمخرج المعروف الصادق لكبير، بدأنا التصوير سنة 2016، ودامت المدة سنتين من العمل الدءوب، كانت تجربة جميلة، خاصة أنها ضمت عددا معتبرا من الأطفال، من هم في سني وأحمل من هذا العمل ذكريات جد جملية.
❊أخبرنا عن دورك في هذا الفيلم؟
❊❊ جسدت شخصية أحد الأطفال ويدعى "سفير"، يقوم رفقة أخته الكبرى وعدد من زملائه من المدرسة، بجولة سياحية إلى حديقة الحيوانات بالعاصمة، ليكتشف هناك في جو من المغامرات العديد من الحقائق التي لا يعرفها، الفيلم يدخل ضمن الأعمال الخيالية، في ظل وجود قوى سحرية، يملكها مدير الحديقة، والذي تكون له علاقة وطيدة مع أختي في الفيلم، كنت دائما عندما أسأل عن بعض الأشياء التي أجدها غريبة، أقابل بإجابة واحدة أربط خيوط حذائك من أجل التهرب من إجابتي.
❊ كيف تجد نفسك بين تجربة فيلم "البئر" وفيلم "الكبش السحري"؟
❊❊ كنت محظوظا جدا، فقد سبق لي وشاركت في عمل سينمائي كبير نال شهرة على المستوى العربي وحتى العالمي، هو فيلم "البئر" للمخرج لطفي بوشوشي، حيث مثلت دور منصور، شخصية طفل صغير يعيش في قرية يحاصرها الاستعمار الفرنسي، ويمنع عنها كل ضروريات الحياة، بما فيها الماء في ذلك العمل، لم يكن هناك عدد كبير من الأطفال، يمثلون معي، على عكس هذا الفيلم الذي وجدت زملاء من نفس السن تقريبا، وكانت أجواء التمثيل رائعة ومشوقة واستمتعت بها كثيرا.
❊◄ كيف توفق بين الدراسة والتمثيل، وهل تحرص على الأولى؟
❊❊ بالفعل، يجب أن أحرص على دراستي إلى جانب التمثيل، أنا في الوقت الحالي مقبل على اجتياز شهادة التعليم المتوسط، وأتمنى النجاح بمعدل عال، وفي الحقيقة لم يؤثر التمثيل أبدا على دراستي، فأنا خلال السنة الفارطة نجحت بمعدل 16 من 20، وهي رد واضح لكل من يرى أن ممارسة أية هواية يمكنها التأثير على التحصيل العلمي، أرى أن التنظيم هو أساس النجاح.
❊ ماذا عن التمثيل؟
❊❊أظن أنه أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتي، خاصة أنه ـ كما قلت ـ لم يؤثر على الدراسة، فدخول هذا العالم بالنسبة لي، وفي مثل هذا السن، فتح لي أبواب المعرفة وازدادت ثقافتي، وكسبت المزيد من الشجاعة في مواجهة الآخر، أظن أن التمثيل صقل شخصيتي وأصبحت أكثر قوة من ذي قبل.
❊◄ لو خيرت بين الدراسة والتمثيل، ماذا تختار؟
❊❊ الدراسة طبعا، لأنها مفتاح أي نجاح، وفي الوقت الحالي أركز أكثر على الدراسة التي أظن أنها ستعبد لي طريق المستقبل، أما التمثيل فأمارسه من باب الهواية، في الوقت الحالي، وإن كان هناك "مكتوب"، ربما سأحترف هذا المجال مستقبلا.
❊◄ هل تلقيت تشجيعا من أجل مواصلة التمثيل؟
❊❊ طبعا، تلقيت التشجيع من العديد من المقربين الذين ربما أرجع سبب نجاحي لهم، كان تشجيعا من المحيط المسرحي والدراسي والحي والعائلة، وأول من شجعني محيطي الأسري، وعلى رأسهم الوالدان، اللذان لم يبخلا علي وساعداني كثيرا على ولوج هذا العلم، دون أن أنسى الدعم المعنوي الذي تقدمه لي أختي.
❊ألم تخلق لك الشهرة مشاكل في محيطك الدراسي أو بين أصدقائك؟
❊❊ (يضحك)، هو شيء عاد، فالكل أصبح يعرف أنني ممثل وأنا أتعامل ببساطة مع زملائي في الدراسة، وأشاركهم في العديد من النشاطات، خاصة المتعلقة بالمسرح، خلال المناسبات الوطنية أو الدينية، وعندما تنظم المدرسة بعض النشاطات الفكرية والفنية الهادفة، أو بمناسبة نهاية السنة الدراسية، ومع أصدقائي في الحي، نفس الشيء، أشاركهم في أمورهم وألعب معهم دون عقد.
❊◄ ما هي طموحاتك المستقبلية؟
❊❊ أولا كما سبق وأن أخبرتك، أحرص على مواصل الدراسة والاجتهاد فيها لكي أكون من المتفوقين، وأحصل على شهادة البكالوريا بتفوق، وبعدها أختار تخصصا ومتابعة دراستي للحصول على شهادة جامعية، فالشهادة شيء مهم في حياتي، كما أنني أحرص على مواصلة الخوض في مجال السينما، ولم لا الذهاب بعيدا في هذا المجال.
❊هل من رسالة للأطفال من هم في سنك ويملكون مواهب كامنة؟
❊❊ أولا، أقول لكل طفل يملك موهبة، أن لا يخفيها ويخرجها للعلن، وأن يتمسك بحلمه، فالله حبا كل واحد منا بموهبة، ولا يجب التفريط في استغلالها، حتى لا نندم في المستقبل، حين لا ينفع الندم، كل من يرى في نفسه أن لديه موهبة عليه أن يجرب ولن يخسر شيئا، النجاح يأتي بعد العديد من المحاولات والتجارب دون كلل أو ملل ودون يأس، حتى يمكن تفجير هذه الموهبة عندما تتوفر فرص النجاح.