عرض للمخرج العراقي أسامة السلطان
التسامح مفتاح الحياة

- 314

شهد اليوم الثاني من فعاليات الأيام العربية للمسرح بسطيف، عرض المسرحية العراقية "المفتاح"، من تأليف مثال غازي وإخراج أسامة السلطان، حيث تابع جمهور دار الثقافة "هواري بومدين" حفلاً مسرحياً مفعماً بالرمزية والرسائل الإنسانية العميقة.
تروي المسرحية قصة سجين سياسي يعود بعد سبع عشرة عامًا من الاعتقال إلى بيته القديم الذي صودر من قبل السلطات، محتفظًا بمفتاحه رمزًا للأمل والتمسّك بالذاكرة. غير أنّ المواجهة مع البيت تتحوّل إلى مواجهة مع الماضي، لتفتح باب التأمّل في علاقة الفرد بوطنه وتاريخه.
العمل الذي جاء في قالب واقعي زاوج بين البعد الدرامي والرمزية، ركّز على تحوّل شخصية السجين من الغضب والرغبة في الثأر إلى داعية للسلام والتسامح، في دعوة صريحة للتجاوز وبناء مستقبل مشترك. واعتمد المخرج أسامة السلطان على ديكور حقيقي وأثاث واقعي لتعزيز صدقية المشاهد، كما لجأ إلى تقنيات الميتا مسرح لتكثيف الأحداث وتقليل الاستطرادات، مانحًا العرض إيقاعًا مشدودًا يحافظ على تفاعل الجمهور. وتميّز العرض أيضًا بإضافة رؤية رمزية تمثّلت في تجسيد حضور زوج المرأة الغائب، وهو عنصر بصري منح المسرحية عمقًا جديدًا ومضاعفًا لمعانيها. الجمهور تفاعل بحرارة مع النصّ ومع الأداء التمثيلي المكثّف، مثمّنًا الطابع الإنساني للمسرحية ورسائلها الداعية إلى الأمل والمصالحة.
في هذا الشأن، أوضح مخرج العرض أسامة السلطان أنّ "هذا العمل هو رسالة محبة وسلام، أردتُ من خلالها أن أؤكّد أنّ الحياة لا تستقيم بالحقد والكراهية، بل بالتسامح والمصالحة. الإنسان قد يختلف مع الآخرين، وقد يقع في مشاكل وصراعات، لكنّ الحل لا يكون أبداً في تعميق الجراح أو تغذية الخصومات، وإنما في الحوار والتفاهم والصفح. حين نتصالح، نمكّن حياتنا من أن تسير بشكل أفضل، ونفتح أمام أنفسنا وأمام الآخرين أبواباً جديدة للتعاون والصداقة".
وزاد "قدّمتُ المفتاح ضمن إطار الواقعية السحرية، حيث يتقاطع الواقع مع لحظات من الفانتازيا، لأنني أؤمن أنّ المسرح ليس فقط مرآة للحياة، بل أيضاً فضاء للحلم وإعادة تشكيل الواقع. أردت أن يخرج المشاهد من العرض وهو يحمل فكرة أساسية، التسامح هو المفتاح لحياة أكثر إنسانية وأقل صراعا".