الملتقى الدولي حول "محمد أركون" بتيزي وزو

التراث بلغة الحداثة

التراث بلغة الحداثة
محمد أركون
  • القراءات: 643
❊ س .زميحي  ❊ س .زميحي

دعا المشاركون في أشغال الملتقى الدولي حول محمد أركون الذي يحمل عنوان "فكر عالمي في السعي إلى إسلام الأنوار" الذي نظّمه المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو بالتنسيق مع جمعية "التحدي"، أول أمس، دعوا إلى ضرورة تعميم فكر محمد أركون في مجال العقلانية النقدية، التي تهتم بالقراءة النقدية الحداثية للنص القرآني ولمجمل التراث العربي الإسلامي الذي طوّره المفكر الإصلاحي والعالمي؛ في دراسته للعقل والتراث الإسلامي.

أكد رئيس جمعية الإسلام بفرنسا الدكتور غالب بن شيخ في محاضرة حول "محمد أركون والفكر المخالف" ألقاها بقاعة "رابح عيسات" بالمجلس الشعبي الولائي، أكد على أهمية هذه المحاضرة العلمية التي تسمح بتسليط الضوء على هذا المفكر والعالم والإنسانيّ الراحل محمد أركون، قائلا: "لم نستغل بما فيه الكفاية فكر ومعارف هذا المفكر والإنساني المعروف عالميا"، موضحا أن الجزائر بحاجة كبيرة وماسة لتكريم أبنائها وبناتها الذين جعلوها مشهورة عالميا، عبر تنظيم مثل هذه المبادرات واللقاءات والملتقيات العلمية. وأضاف المتحدث أنّه في مثل هذه الفترة التي هضمت فيها الحقوق والحريات، نحن بحاجة إلى فكر أركون ومعرفته، الذي انطلق بشجاعة والتزام في هذا الفكر الإصلاحي للدفاع عن إسلام الأضواء، مشيرا إلى أن أفضل صد للتطرف والإرهاب يكمن دائما في التربية والتوجيه واكتساب المعارف والفنون، مشددا على أن أركون هو الرجل الذي كان في خدمة الإنسانية بدون تمييز في العرق والدين.

وذكر المحاضر أن البلدان الإسلامية تكابد ثلاثة أنواع من الجهل، أحدها الجهل المقدس، والثاني جهل مؤسساتي، والثالث يتمثل في الجهل المعقّد، وكلها ثار ضدها أركون. كما ثمّن المتحدث مشاركة السلطة السياسية والمجلس الشعبي الولائي وجمعية "ملاقى لفكر أركون" الذي ليس فقط باحثا إسلاميا، بل فيلسوفا أيضا.

وقالت سيلبي أركون ابنة الراحل محمد أركون المتمرس في مناهج علوم الإنسان واللغة والمجتمع في محاضرتها حول "حيوات محمد أركون وراء المثقف الرجل"، إن أعمال المفكر الإصلاحي محمد أركون، كرّسها في الدفاع عن قضية نبيلة، متمثلة في نشر إسلام الأنوار، مثنية على مبادرة تنظيم هذا الملتقى الذي خُصّص لتسليط الضوء على أعمال والدها.

وأعقب الوالي عبد الحكيم شاطر في كلمته قائلا: "إنه يجب الاستمرار لضمان تطوير ونشر فكر أركون الكثيف والخصب الذي يستحق تعميمه ووضعه تحت تصرف الجمهور العريض"، مضيفا أن الراحل فتح حقل الدراسة متعدّدة التخصصات تحت عنوان "علم الإسلام التطبيقي" الذي طوّره في شتى الجامعات الأوروبية والأمريكية، في حين قال رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو يوسف اوشيش، إنّ أركون رجل السلم مؤيّد للحوار الهادئ بين الديانات، وأهم مفكر إسلامي في العالم المعاصر. وبالنظر إلى هذه الصفات كان من الواجب تنظيم ملتقى لنقل معارفه الغنية وتراثه السخيّ للأجيال الحالية والقادمة؛ تكريما وتقديرا لما قدّمه للإسلام".

وأكد عميد جامعة "مولود معمري" أحمد تيسا، أن أركون استطاع أن يُدخل نظرة التجديد إلى الفكر الإسلامي بعيدا عن الجماليات المحيطة، مؤكّدا أن أعمال أركون تطبع تاريخ الإنسانية، وأن جامعة تيزي وزو جاهزة لمرافقة كل النشاطات التي تهدف إلى ترقية وتعميم المعارف والفكر العالمي.

للإشارة، اختُتمت أشغال الملتقى الدولي حول أعمال المفكر محمد أركون مساء أمس الأحد، بتقديم سلسلة من المحاضرات والمداخلات التي قدمها جامعيون وباحثون وخبراء في مجالات متعددة من داخل وخارج الوطن.