لم يكرّم منذ رحيله في 2010

الإذاعة الوطنية تعيد الراحل الطاهر وطار إلى الواجهة

الإذاعة الوطنية تعيد الراحل الطاهر وطار إلى الواجهة
  • 835
دليلة مالك دليلة مالك

أقيمت ندوة تكريمية للروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار (1936-2010)، أمس الثلاثاء، بالمركز الثقافي "عيسى مسعودي" بالإذاعة الوطنية في الجزائر العاصمة، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة عشر لرحيل عميد الرواية المكتوبة بالعربية في الجزائر، بحضور بعض أصدقائه من كُتّاب وصحفيين.

جرت الندوة التكريمية بحضور محمد بغالي الرئيس المدير العام للإذاعة الوطنية، الذي أكّد في كلمته الترحيبية "كدنا ننسى عمي الطاهر وطار، هذه القامة الأدبية الكبيرة، ولكن مبادرة اليوم أعادت النقاش إلى السطح، حول ما قدّمه للثقافة الجزائرية، العربية، الإفريقية والعالمية"، وتابع "رغم أنّه لم يمض وقت طويل على رأس الإذاعة الوطنية، إلاّ أنّ لعمي الطاهر وطار حسنة جميلة، تكتب له صدقة جارية، لما أطلق إذاعة القرآن الكريم، وبفضله أعطى مجالا للتيار الإسلامي المعتدل للظهور".
وضمن برنامج إذاعي، بُثّ على أثير "الإذاعة الثقافية"، لهذه الندوة التكريمية، تحدّث الدكتور والإعلامي عبد القادر جمعة، وهو أيضا صديق الراحل الطاهر وطار، وقال إنّه منذ رحيل الأديب في 2010، لم تقم أيّ فعالية أو نشاط لتكريم هذا الرجل الذي قدّم الكثير للأدب والثقافة. وثمّن المتحدّث مبادرة الإذاعة الوطنية في تنظيم هذه الندوة، بعد 14 سنة من وفاة الروائي، داعيا إلى مبادرات مماثلة تهتم بأعمال وحياة الطاهر وطار الأدبية.
من جهته، أكّد الروائي والمترجم محمد ساري أنّ الطاهر وطار يُعدّ أحد مؤسّسي الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية، عرفه كرجل ريادي، أو قيادي، يعرف كيف يقود جماعة، ويحب أن يفعل ذلك، يحب أن يكون دائما محاطا بمحبيه، رجل نشيط لا يهدأ من العمل، وحزن كثيرا لما أحيل على التقاعد، وهو في سن 49 فقط، لذلك أسّس جمعيته الثقافية الشهيرة، وهي "الجاحظية". وقال المتحدّث بخصوص هذه الجمعية إنّها كانت مركزا لالتقاء المثقفين والمبدعين والصحفيين، وكانت دائما تعجّ بهم وتكتظ بزياراتهم غير المنتهية.
أما الأديبة والناشطة في الحقل الثقافي فوزية لارادي فقد وصفت الكاتب الروائي الطاهر وطار بـ"المُحرّك الثقافي"، وصاحب المقام الزّكي، كانت جمعيته "الجاحظية" فضاء لملتقى كلّ المبدعين من كلّ أنحاء الوطن، ليس العاصمة فقط، وقد حرص صاحب "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" على أن يكون المكان مفتوحا لكلّ هؤلاء المثقفين والفنّانين والصحفيين.
وقالت لارادي إنّ وطار بهذه الجمعية خلق حالة ثقافية قائمة بذاتها، وحرّك بها المشهد الثقافي في الجزائري، من خلال نشاطاته، وعبّرت المتحدثة عن أسفها لعدم وجود مبادرات مماثلة كالتي قام بها وطار الذي كان يؤمن بها وبدورها في المجتمع، وتأسيس فضاءات مثل فضاء "الجاحظية".
أما الصحفية السابقة عقيلة رابحي، قالت إنّها عرفت الراحل في بدايات عملها الصحفي، وقد تعاونت معه في تنشيط الكثير من الفعاليات، وأكّدت أنّ الطاهر وطار معروف بنشاطه الثقافي ودعمه للمواهب الشابة. وأنّ مبادرة الإذاعة الوطنية أعادت الاعتبار لصاحب رواية "اللاز" الذي كان مهمّشا.
يُذكر أنّ الندوة التكريمية نظمتها الإذاعة الوطنية ممثّلة في الإذاعة الوطنية، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الجزائر.