الفيلم القصير ”ولد في معركة”

الأطفال أيضا ضحايا النزاعات في إفريقيا

الأطفال أيضا ضحايا النزاعات في إفريقيا
  • القراءات: 474
دليلة مالك دليلة مالك

ضمن قسم نافذة على الفيلم القصير الذي يقترحه مهرجان الجزائر الدولي التاسع للسينما، أيام الفيلم الملتزم، شاهد جمهور العاصمة، ظهيرة أوّل أمس الثلاثاء، الفيلم السويسري ولد في معركة للمخرجة يانغزوم براون، الذي يروي قصة مؤثرة لجندي طفل يدعى أونيكا، حملته الحرب ليكون طرفا فيها رغما عنه، ليترك شغفه بكرة القدم وهواية جمع الحجارة.

يبدأ الفيلم بطريقة شاعرية، بصوت طفولي يشيد بالسلام ويندد بالحرب والعنف، وبمقارنة الأسرة بالشجرة، على حدّ قول المثل الشعبي الإفريقي، ثم تلج المخرجة في أسباب انخراط هذا الفتى في حرب ربما لا يفهمها، لكن القصة تقول إنّ أونيكا كان يذهب إلى السوق أسبوعياً مع جدته، وفي يوم من الأيام، يسمع لأوّل مرة صوت سلاح، لكن جدّته تكون ضحية تلك الرصاصة المشؤومة، التي قتلت أيضاً براءة الفتى، وجعلته يدخل في دوامة عنف المتمردين، حيث اختطفوه لينفّذ أفظع الجرائم.

يخفي أونيكا دموعه خوفا من الخاطفين الذين أجبروه على ارتكاب أسوأ الأعمال الإجرامية، لكنه سرعان ما يتمكن من الفرار للعثور على منزله ووالديه. يهاجم متمردون آخرون كوخ الأسرة مرة أخرى، باحثين عن الجندي الطفل.

ومن خلال قصة أونيكا رصدت المخرجة عن قرب، الحالة الذهنية والنفسية للجنود الأطفال في إفريقيا باستعمال جماليات سينمائية لا تشوبها شائبة، وتكشف فظائع الاضطرابات النفسية الناجمة عن الحرب على الأطفال.

وقال وينستل جيرولد منتج الفيلم السويسري ولد في المعركة عقب عرضه بقاعة ابن زيدون، إنّ الفيلم طاف العالم وحقّق نجاحًا كبيرًا، ونال العديد من الجوائز المحلية والدولية. وأفاد المتحدث بخصوص إمكانية صنع فيلم وثائقي لربط هذه المصيبة بمزيد من الواقعية، بأن الخيال يصل إلى المزيد من رواد السينما من خلال العاطفة والتعاطف، والتفاعل يكون أقوى، مشيرا في سياق آخر، إلى أن التصوير تم في الولايات المتحدة الأمريكية بداعي التكاليف المالية، وقال إن التصوير كان سيكلف أكثر في إفريقيا.