العدد الخامس من منتدى المسرح الوطني

الأستاذة بن عائشة تسلّط الضوء على التجريب

الأستاذة بن عائشة تسلّط الضوء على التجريب
الأستاذة الدكتورة ليلى بن عائشة
  • القراءات: 1090
❊دليلة مالك ❊دليلة مالك

جاء العدد الخامس من منتدى المسرح الوطني الجزائري على فايسبوك، ليتحدث عن موضوع "التجريب في المسرح الجزائري المعاصر"، الذي اقترحته الأستاذة الدكتورة ليلى بن عائشة، التي ترى أن التجريب كان ولايزال ضالة الممارسين والمبدعين المسرحيين الذين ينشدون التميز.

أضافت بن عائشة أنهم يسعون إلى تكريس روح الابتكار والجدة عن طريق فتح الأبواب الموصدة، والحرص على اختبار آليات وأدوات التجربة المسرحية بشكل متواصل، للحصول على الأفضل رغبة في الارتقاء بالفعل المسرحي، وإيجاد سبل فنية جديدة تختبر ذهن المتلقي وفكره، وتداعب خياله لتقحمه في التجربة المسرحية وتفتح مغاليق التواصل؛ بهدف السمو بالتجربة المسرحية.

ولعل المسرح الجزائري في مساره قائم على الرغبة المتواصلة في البحث عن الجدة والتميز؛ فإلى أي مدى استطاع المسرحيون الجزائريون تكريس التجريب في إبداعاتهم؟ تسأل الباحثة، مضيفة: "وما التجارب الحديثة والمعاصرة التي تتجاوز الكائن إلى حدود ما هو ممكن مع قابليتها للتجدد والتفاعل في ظل التجريب المستمر؟ وهل يمكن أن نتجاوز بعض التجارب التي كرس النقد نفسه مطولا للحديث عنها من أجل وضع خارطة جديدة لرسم ملامح المسرح الجزائري المعاصر؟".

وفي النقاش مع المعلقين عن الموضوع قالت الأستاذة بن عائشة إنه في أواخر القرن العشرين وتحديدا منذ منتصف الثمانينات، ظهر نوع جديد من المسرح أُطلق عليه اسم المسرح التجريبي، ومع أن هذا المسرح لم يصبح النوع الأهم فقد صار الأشهر بين الاتجاهات المسرحية التي تسود هذه المرحلة؛ فعلى امتداد المرحلة السابق ذكرها اتخذت لفظة تجربة وتجريبي في المسرح، معاني متعددة؛ فما من إبداع تجديدي في جانب من جوانب الكتابة الدرامية أو العرض، إلا أطلقت على نفسها اسما ما، وأضافت إلى هذا الاسم صفة التجريب، ودليل ذلك أن ما فعله المخرجون الروس بعد "ستانيسلافسكي" والألمان والبولنديون، وُصف أيضا بأنه تجريبي، وأن ما كتبه الدادائيون والسرياليون وأصحاب مسرح الطليعة الفرنسيون وغيرهم من أصحاب المسرح الثوري والملحمي، وُصف أيضا بأنه تجريبي.

ويُجمع الكثيرون على أنه لا يوجد في الواقع قانون علمي صارم ومحدد لمعنى التجريب في المسرح؛ ذلك أن التجريب ثورة على التقنية القديمة، التي أصبحت في عداد الماضي؛ فكل ثورة من هذا القبيل تُعد تجريبا؛ لأن أصحابها خرجوا من شرنقة القديم، ليطأوا أماكن بكرا، يتوخون من خلال رحلة البحث والتجديد تلك، وتحقيق الجديد على مستوى مفردات العرض المسرحي. وأشارت المتحدثة إلى تجارب عديدة ذكرت في النقاش، تدخل في سياق التجريب، وفي إطار مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي شهدنا تجارب كثيرة. ومن بين الفرق الجزائرية فرقة البليري التي قدمت عرضا تجريبيا بتوظيف التقنيات التكنولوجيا وتقنية الفيديو آنذاك؛ بمعنى أن صور التغيير على مستوى العرض كثيرة. وأكدت أن ما نحن بحاجة إليه هو رفع التحدي للخروج من القمقم بتجاوز التجارب السابقة، والبحث في سياق التجارب المعاصرة، ببحث جيني إن صح القول، ومتابعة تطور العرض وتغيراته، وثمة تجارب حاليا تستحق متابعتها والبحث في آلياتها وبناها وفلسفة مبدعيها، وتبقى الحركة سمة المسرح بامتياز.

كما عرجت الأستاذة على دور النقد، الذي تعتبره بحثا جينيا، إن جاز القول، ومقاربة التجارب المسرحية في منابعها ومنابتها، ومن ثمة محاورة عناصر العرض المسرحي، والبحث عن مكامن الإبداع والجمال والتجديد فيه، وتصنيف العرض والاقتباسات وما ذكرته في أي خانة يمكن أن توضع. ففي النهاية ثمة تصنيف، والنقد هو الكفيل بضبطه وفق معايير علمية وموضوعية.