بن زليخة يستعرض "التراث الأمازيغي وذاكرة العالم"

الأرشيف الوثائقي أداة لترقية الثقافة الأمازيغية

الأرشيف الوثائقي أداة لترقية الثقافة الأمازيغية
  • القراءات: 1246
❊ مريم .ن ❊ مريم .ن

نشط السيد أحمد بن زليخة رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو "ذاكرة العالم" أمس بقصر "مصطفى باشا"، لقاء تناول موضوع "التراث الأمازيغي وذاكرة العالم، وذلك في إطار الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة يناير 2969، حيث دعا إلى حفظ الأرشيف الأمازيغي، واستغلاله في ترقية هذه الثقافة الأصيلة.

تتمثّل رؤية برنامج الذاكرة العالمية، حسب الأستاذ بن زليخة، في أنّ التراث العالمي الوثائقي ينتمي إلى الجميع ويجب الحفاظ عليه وحمايته بالكامل للجميع، مع الاعتراف الواجب بالمعايير والتطبيقات الثقافية، وأن يكون متاحًا للجميع بدون أي عوائق، مع تسهيل الحفاظ على التراث الوثائقي في العالم؛ من خلال التقنيات الأكثر ملاءمة، ولمساعدة الجميع على الوصول إلى التراث الوثائقي، ومراعاة رفع مستوى الوعي حول العالم بأهمية التراث الوثائقي وأهميته.

وأنشأت "اليونسكو" برنامج "ذاكرة العالم" في عام 1992، وتعزّزت الجهود من خلال زيادة الوعي بالوضع المقلق؛ من أجل الحفاظ على التراث الوثائقي والوصول إليه في أنحاء مختلفة من العالم. وأوصت "اليونسكو" بالحفاظ على التراث الوثائقي والوصول إليه في شكل رقمي، وهو الأمر الذي اعتمدته الدول الأعضاء في اليونسكو بالإجماع.

وركّز الأستاذ بن زليخة على الذاكرة الوثائقية والرقمية التي تهم العالم اليوم. ومن ضمن ما استشهد به من التراث الأمازيغي المسجّل حوارات مولود معمري وكاتب ياسين، داعيا إلى استغلالها وتثمينها ضمن برنامج "ذاكرة العالم"، مؤكدا أنّ لا شيء يأتي من فراغ؛ فكلّ مسعى لتثمين وترقية الأمازيغية لا بدّ له أن ينطلق بما هو موجود كمادة أولية.

وشدّد المتحدّث على ضرورة حفظ هذه الذاكرة الأمازيغية بما فيها اللغة حتى لا تضيع كما ضاعت لغات أخرى كلغة الأسكيمو. وفي نفس الوقت أشار السيد بن زليخة إلى أنّه ليس من أنصار صراع الحضارات والثقافات، بل يفضّل تغليب المقاربات الحكيمة، كما أنّ منظمة "اليونسكو" تتبنى المرور الحر إلى العلم والمعرفة والإعلام، علما أنّ بعض البلدان ليس فيها هذا الحق، وتحدّ المرور حتى إلى الأنترنت والأرشيف، الذي أصبح اليوم جزءا من ذاكرة العالم، ليتوقف في هذا الشأن ويؤكّد أنّ أرشيف الجزائر مثلا، لازال جزء مهم منه عند فرنسا، وينبغي استرجاعه أو استنساخه، متأسفا لكون التفريط في هذا الأرشيف من الجزائريين أنفسهم، كما هي الحال مع أرشيفنا في تركيا، ليوضّح أنّ برنامج "ذاكرة العالم" يحرّك الفعاليات، لكنه لا يأتي بالحلول الجاهزة.

وبالنسبة للأمازيغية فهي - حسب المتحدث - عمق الجزائر التاريخي المتكامل مع شقي الإسلام والعربية، ويصف ذلك بـ "العجينة المتماسكة". وقال الأستاذ بن زليخة إنّ الهوية الأمازيغية هي هوية الدولة الجزائرية التي لم تتأسّس سنة 1830، كما يدّعي الاستعمار، بل كانت لديها ممالك وكيانات سياسية، منها دولة نوميديا مع القائد ماسينيسا، الذي بنى الجزائر، وأدخل زراعة الحبوب لأوّل مرة إلى المغرب الكبير، ثم ثمّن المحاضر دستور 2016 الذي أعاد الاعتبار لهذا التاريخ.

وعن الوثائق الأمازيغية أشار المتحدث إلى وجود نوعين منها، وهي الوثائق الأمازيغية الصرفة، ثم الوثائق ذات المضمون الأمازيغي (مكتوبة بخط غير أمازيغي)، حيث توجد مخطوطات أمازيغية مكتوبة بالحرف العربي بالمغرب، وأخرى عندنا بمنطقة بني ورتيلان، زيادة على التراث الشفهي الذي يستدعي التسجيل، ثم ترقيته في إطار البعد المغاربي والعالمي.

من جهتها، أوضحت السيدة حياة لعوج من لجنة "ذاكرة العالم"، أنّ الجزائر شاركت في برنامج هذه اللجنة التي تأسّست سنة 1992، والهادفة إلى الحفاظ على ذاكرة العالم الوثائقية. وتقدّمت الجزائر من البرنامج من 2006 إلى 2018 في إطار تسجيل مشروع فيلم وثائقي خاص بمخطوط التيفيناغ لشمس الدين الذهبي.

وأثار الحضور خلال المناقشة، العديد من القضايا، منها ترقية الأمازيغية في الممارسات الاجتماعية اليومية، وترسيخها عند النشء وفي الشارع، ورد الاعتبار لأبطال التاريخ القديم للجزائر؛ من خلال إطلاق أسمائهم على الشوارع والمؤسسات والمدارس وغيرها.

وفي الأخير، حرص السيد بن زليخة على تأكيد أنّ غياب الأرشيف الأمازيغي يعني إبقاء الهوية محصورة في المشهد الفلكلوري والجهوي.