أطلق وثائقيّاً عن تاريخ قسنطينة.. علي عيساوي لـ"المساء":

استنطاق الآثار للحفاظ على الموروث ومنع التزييف

استنطاق الآثار للحفاظ على الموروث ومنع التزييف
المخرج التلفزيوني والسينمائي علي عيساوي
  • 694
زبير. ز زبير. ز

أطلق المخرج التلفزيوني والسينمائي علي عيساوي، مع مطلع هذه السنة، عملا وثائقيا، يؤرّخ للمراحل التي عاشتها مدينة قسنطينة، ويحاكي ذاكرة المدينة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى الوقت الحالي، من إنتاج دار الثقافة "مالك حداد" ؛ حيث انطلق التصوير على هامش الاحتفالات الرسمية بالسنة الأمازيغية 2975، في لفتة رمزية، حسب المخرج، الذي تحدّث إلـى "المساء" ، عن هذا العمل وبعض تفاصيله. 

كشف المخرج علي عيساوي عن أنّ ديكور الانطلاق في تصوير هذا العمل تم بدار الثقافة "مالك حداد" ؛ حيث رفع عدد من الفنانين رجالا ونساء، التحدي وعلى رأسهم الفنان نور الدين مزهود المدعو "ميميش" ، وعملوا تطوّعا لساعات متأخّرة من الليل لإنجاز ديكور لصخر المدينة الذي يرمز للوفاء، والذي تنتصب عليه جسور المدينة والآثار الخاصة بتعاقب مختلف الحضارات انطلاقا من حكم الوندال إلى حكم الرومان، وقسطنطين الذي أعاد بناء المدينة بعد الخراب الذي لحق بها. ثم حكم العرب المسلمون، وبعدهم الأتراك والحكم العثماني إلى الاستعمار الفرنسي.

وحسب عيساوي، فإنّ هذا العمل الوثائقي لم يحدَّد بعد اسمه وعنوانه، لكنّه سيكون في جزءين. كما سيكون مرتكزا على البحث. وسيخاطب كلّ محبي هذه المدينة، وجميع من لديه دراية بخبايا وأسرار قسنطينة من الذين عاشوا العادات والتقاليد ولديهم الأرشيف والألبسة التراثية؛ حتى يقدّموا ويحكوا ما في جعبتهم، مشيرا إلى تنظيم "ماستر كلاس" مع أناس غير معروفين؛ في خطوة لإعادة قيمة الموروث الخاص بكل مرحلة من مراحل المدينة.

وأوضح محدّث "المساء" أنّه أراد من خلال هذا العمل، نقل التاريخ عبر أشخاص عاديين عاشوا الماضي أو تناقلوه عبر أسلافهم بعيدا عن حديث المؤرّخين، مضيفا أنّه أراد، أيضا، من خلال هذا العمل، استنطاق الآثار التاريخية التي هي بحوزة عدد من العائلات القسنطينية؛ في خطوة للحفاظ على هذه الآثار من التهريب، ومن البيع في السوق السوداء. وقال إنّ تهريب هذه الآثار سيساهم في تزييف التاريخ مع مرور السنوات. 

كما كشف مخرج فيلم "البوغي " الذي أُنتج في إطار "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، أنّ هذا العمل الوثائقي الذي هو بصدد إخراجه، يدخل ضمن الأعمال الوثائقية المتوسطة في جزءين، كلّ جزء بـ 52 دقيقة، مضيفا أنّ التصوير سيكون في ديكور خارجي بولاية قسنطينة. كما سيتم تسجيل بعض المقاطع الافتراضية بدار الثقافة "مالك حداد"، وهي المقاطع التي تحتاج إلى عزل صوتي بعيدا عن ضوضاء المحيط الخارجي، وعن منبّهات وضجيج المركبات.

أما بخصوص التمويل الخاص بهذا العمل الوثائقي، فأكّد عيساوي أنّ العملية ستكون من طرف دار الثقافة "مالك حداد" رغم الإمكانيات القليلة لهذا الهيكل الثقافي، مضيفا أنّ كلّ من يشارك في هذا العمل سيكون عمله تطوّعا، خاصة أنّه سيبقى أرشيفا في التلفزيون الجزائري، وحتى في المتحف، وفي دار الثقافة. كما سيكون مدوَّنا بطريقة وفية، تعكس القيمة التاريخية لهذه المدينة، التي يعود ظهور الإنسان فيها إلى فترة ما قبل التاريخ.

وكشف علي عيساوي عن عمل وثائقي آخر هو بصدد التحضير له، سيكون عن النادي الرياضي القسنطيني؛ من أجل تسليط الضوء على شهادات العديد من الشخصيات التي مرّت بهذا النادي، والذين توفاهم الله، مضيفا أن العمل يتناول العديد من المراحل بدءا من سنة 1898 تاريخ تأسيس جمعية الأخضر والأسود إلى 1926 تاريخ ظهور الفريق بهذا الاسم.

وقال إنّ النادي تم رفض دخوله البطولة الفرنسية بسبب وجود "المسلمين" في التسمية، ثم إلى سنة 1955 بعد أمر جبهة التحرير الوطني بتوقيف البطولة وصعود عدد من اللاعبين إلى الجبال للالتحاق بالثورة، ثم من 1962 تاريخ الاستقلال إلى غاية 1975 تاريخ الإصلاح الرياضي، ثم إلى غاية 2004 تاريخ آخر صعود للنادي إلى القسم المحترف الأول، قائلا إنّ هذه الجمعية كانت، خلال الاستعمار، حركة سياسية أكثر منها رياضية.