مدرسة الفنون "كريشاندو" بالبليدة

استئناف النشاط بثلاثي أدبي

استئناف النشاط بثلاثي أدبي
  • القراءات: 648
لطيفة داريب لطيفة داريب

قدّم الكاتبان جواد رستم تواتي وفؤاد عيساني رفقة الشاعرة إيناس حيوني إصداراتهم الجديدة، أول أمس، بمدرسة الفنون "كريشاندو" بالبليدة. البداية كانت من إيناس حيوني التي تحدثت عن ديوانها الشعري الأول بعنوان "تحوّل"، فقالت انها لم تكن ترى نفسها في ثوب الشاعرة ولا الكاتبة، حتى أنها لم تكن تهوى القراءة كثيرا إلاّ أنّ وفاة والدها الذي كان مثالا تقتدى به، زعزع كيانها، ليكون رحيله بمثابة فاجعة لم تشف منها بعد وقد لا تشفى أبدا، وقالت إنّها وجدت دعما كبيرا من طرف مجموعات قراءة على صفحات التواصل الاجتماعي.

ورغم رفض دور النشر نشر ديوانها وفق حجج أغلبها تصبّ في الجانب التجاري إلاّ أنّ الشابة صاحبة 23 ربيعا نشرت ديوانها على حسابها الخاص بدار النشر "خيال" وهو الآن في طبعته الثانية، واعتبرت أنّ هذا الديوان هو بمثابة تكريم لوالدها مؤكّدة في السياق، أهمية تنويع الساحة الثقافية وعدم اقتصار فعل الكتابة على النخبة فقط، آملة في تحقيق أعمال أدبية أخرى تكون ذات نوعية أفضل. من جهته، اعتبر الكاتب الشاب فؤاد عيساني أنّ تحوّله للكتابة إلى اللغة الفرنسية مردّه تخصصه الجامعي حيث كان في بداياته ينشر باللغة العربية، أما عمله الجديد، فيتمثل في رواية "أيتام نقطة ب". الصادرة عن "فرامد"، التي تناول فيها قضية معطوبي الحرب الذين وجدوا أنفسهم ضائعين وغير معترف بهم، فقرّروا تأسيس منظمة "سكورات" الخاصة بالتنسيق العملياتي والاستخبارات المضادة للإرهاب، لمراقبة البروليتاريين والجمعيات الثقافية والموسيقيين والصحفيين والسياسيين الإسلاميين ونجوم الويب .وقال إنّه أراد تسليط الضوء أكثر على مفهوم الصداقة بين أفراد المجموعة الواحدة.

بالمقابل، تطرّق الكاتب جواد رستم تواتي في روايته الجديدة "المنصة والتاريخ" الصادرة عن دار "أبيك" إلى موضوع نفسي يحمل  أبعادا مختلفة ألا وهو "النرجسية"، وهذا في صورة بوعلام ناجي الذي تعرض لهزات كثيرة لنرجسيته حتى أنّه لم يستطع  كتابة نصّ مسرحي مميّز عله يترك بصمة في الفن الرابع، لعدم تمكّنه من اضفاء حقيقة جمالية على نص لا يتحدّث إلا عن "ناجي العظيم"، وأضاف أنّه أراد أن يكتب الجزء الأخير لثلاثيته التي بدأها برواية "امبراطور اسمه رغبة" التي تحصّل بها على الجائزة الثانية لعلي معاشي، صنف الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية لعام 2016، تلتها رواية "حضارة ارساتز" التي فاز بها بجائزة أحمد بابا المالية لعام 2020، ولكن ميلاد الحراك الشعبي في 22فيفري 2019 دفعه إلى كتابة رواية "المنصة والتاريخ". كما تطرّق إلى أهمية فهم التناقض الذي يحدث ليس بين أفراد الجماعة الواحدة بل حتى بين الفرد ونفسه، وطرح حسب ما قال أكثر من تساؤل حول نزاهة علاقات الحب والصداقة من عدمها، وكذا عن تعامل الإنسان مع الطرف الآخر كمرآة له من دون الاعتراف بذلك، علاوة على مسائل أخرى تتعلّق بأهمية التنوّع داخل المجتمع الواحد.