الأستاذ محمد داود في مداخلة بمعسكر:

ارتفاع محسوس في عدد الجوائز الأدبية العربية

ارتفاع محسوس في عدد الجوائز الأدبية العربية
الأستاذ محمد داود من جامعة أحمد بن بلة، وهران1
  • القراءات: 940
لطيفة داريب لطيفة داريب

قدّم الأستاذ محمد داود من جامعة أحمد بن بلة، وهران1، مؤخرا بدار الثقافة "أبي راس الناصري(معسكر)، مداخلة بعنوان "الجوائز الأدبية، إلى أين؟" من تنظيم "نادي البيان"؛ حيث أشار إلى منح الجائزة الأدبية لعمل أدبي قد تميز عن بقية الأعمال الأدبية المقترحة على لجنة التحكيم، وهي مسابقة ترعاها، أحيانا، وزارة الثقافة لبلد ما، أو مؤسسات عمومية وخاصة، أو جمعيات ثقافية، وربما أشخاص ممن يحبون الأدب، ويشجعون على الإبداع، وعلى المطالعة من الأثرياء ورجال الأعمال، ويسمى هؤلاء بالمحسنين، أو رعاة الأدب.

وتابع المحاضر: "غالبا ما تتم المسابقة سنويا، يُمنح على إثرها مبلغ مالي للفائز بها، وقد تُمنح له هدية معتبرة، أو تُطبَع مؤلفاته بعشرات أو مئات الآلاف مما يعود بالفائدة على كل من الناشر والأديب. والهدف من وراء ذلك هو ضمان أريحية مادية للكاتب لفترة معيّنة، وتحقق للناشر مبيعات أكثر للنص المتوّج بالجائزة". وأضاف مجددا: "إذا كانت الجوائز الأدبية تُعد في شكلها الحالي تقليدا غربيا، وفرنسيا على وجه الخصوص، فإن الثقافة العربية القديمة عرفت أنواعا كثيرة من التكريمات للأدباء والشعراء، سواء في العصر الجاهلي من خلال تكريم أصحاب المعلقات، أو من خلال الهدايا التي كانت تُمنح لشعراء البلاط، وشعراء المدح في عصر الخلفاء العباسيين بخاصة".

وأكد المحاضر ارتفاع عدد هذه الجوائز في الآونة الأخيرة سواء في الجزائر أو في البلدان العربية، ما يجعلنا نتساءل عن طبيعة وأهمية هذه الجوائز في إثراء الساحة الثقافية. كما ارتبطت الجائزة بالجانب الاقتصادي في البلدان الغربية، لما يحققه الناشر والكاتب معا من فوائد مادية، وما يجمعانه من أموال، ولهذه الأسباب يكثر الجدل والنقاش حول أحقية هذا النص أو ذلك الكاتب بعد الفوز بالجائزة، يضيف الأستاذ. ويتابع: ما يقودنا إلى الحديث عن الجوائز الأدبية داخل الوطن وخارجه؛ أي في الشرق الأوسط وفي فرنسا، كون الأدب الجزائري متعدّد اللغات (يُكتب باللغات الثلاثة: العربية والأمازيغية والفرنسية)، وهو متجاوز للأوطان من حيث النشر (حيث تُنشر النصوص الأدبية الجزائرية في البلدان العربية، وتتحصل على جوائز أدبية عربية، وتُنشَر في دُور النشر الفرنسية، وتتحصل على جوائز أدبية هناك)".

وذكر داود بعض الجوائز المهمة في الجزائر، وهي "جائزة محمد ديب" التي  تأسّست سنة 2001، إثر وفاة الروائي محمد ديب، وتشرف عليها جمعية "الدار الكبيرة بمدينة تلمسان"، وتخصّصت، في البدء، لكتاب القصة القصيرة باللغة الفرنسية، ثم تحوّلت للاحتفاء بالرواية، وباللغات الثلاث. ثم ظهرت سنة 2015 في الساحة الأدبية "جائزة آسيا جبار" التي أنشأتها وزارة الاتصال؛ تكريماً للروائية آسيا جبار بتمويل وتنظيم من المؤسسة الوطنية للإشهار التابعة لها، ثم لحقت بها وزارة الثقافة كشريك؛ من خلال المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية. أما جائزة "إيسكال" (Escale) وغيرها من الجوائز التي اختفت باختفاء أصحابها مثل جائزة الطاهر وطار، أو التخلي عنها مثل جائزة مالك حداد التي قامت برعايتها الروائية أحلام مستغانمي، وغيرها من الجوائز الموسمية التي لا تستمر.