اختتام الصالون الوطني للفنون التشكيلية ببومرداس

اختتام الصالون الوطني للفنون التشكيلية ببومرداس
دار الثقافة «رشيد ميموني» في بومرداس
  • 1001
❊حنان.س ❊حنان.س

اختتمت أمس السبت، بدار الثقافة «رشيد ميموني» في بومرداس، الطبعة الأولى للصالون الوطني للفنون التشكيلية، بمشاركة 13 ولاية، حيث تزامنت فعالياته والاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 64 للفاتح نوفمبر.

أبدع الفنانون المشاركون في الصالون الوطني للفنون التشكيلية بدار الثقافة لمدينة بومرداس، في تخليد ذكرى ثورة نوفمبر المجيدة، وإظهار لقطات من الحياة اليومية للجزائريين تحت وطأة الاستعمار.

التقت «المساء» ببعض المشاركين، منهم الفنان بشير كاتي من ولاية بجاية، الذي أشار إلى أنه يشارك بلوحات خلد فيها تاريخ انعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، مستعملا ألوانا تمزج بين الأحمر والأخضر والأبيض، ألوان الراية الوطنية، معتمدا على تقنية الفن الانطباعي، ليصور البيت الذي انعقد فيه المؤتمر بقرية افري أوزلاقن بالولاية التاريخية الثالثة. كما عرض لوحات أخرى تمثل بورتريهات لبعض قادة الثورة، منهم الشهيد «تيبوش حسين» قائد عسكري بنفس  الولاية، هذا الفنان ذو الـ70 عاما، أكد رسم 2700 لوحة في مختلف المواضيع، إلا أن اللوحة المخلدة لمؤتمر الصومام التي رسمها عام 1969، وهو في الـ20 من عمره، تبقى من أحب اللوحات إليه. من جهته، شارك الفنان دحمان مرزاق من مدينة دلس بـ8 لوحات، ضمنها الحديث عن مدينته العتيقة، مجسدا أحياء وأماكن تعود إلى التواجد العثماني والحقبة الاستعمارية، مستعملا تقنية التنقيط بالأبيض والأسود، وقال الفنان بأنه مفعم بمشاعر الحنين التي تجعله غيورا على مدينته، فيبحث عن تخليد أهم وأشهر أزقتها ومعالمها، كالقصبة والثانوية التقنية وجسر وادي سيباو وغيره.

يحضر أيضا الفنان سيد أحمد قطاوي من مستغانم، بأربع لوحات تعبر عن الجمال في الحياة اليومية، وقال إنه رسام مختص في المنمنمات والزخرفة الإسلامية، عرض في إحدى لوحاته إبريقا وفناجين قهوة وكتابا ممزقا يحمل في طياته بعض الصور عن لوحات فنية، قال إنه يعبر عبر هذه الصورة عن حال الفنانين التشكيليين اليوم، الذين يشتكون نقص الاهتمام لاسيما من طرف الإعلام وبالتالي المجتمع ،وتأسف لكونه لم يحضر لوحات عن موضوع الثورة، حيث أكد أن الاتصال به للمشاركة في هذا المعرض كان متأخرا، وهو ما لم يتح أمامه فرصة التحضير، وهو نفس ما ذهب إليه الفنان ابن سكيكدة، مختار سلوغة، الذي أكد أنه لا يمكن حصر الفنان التشكيلي بموضوع أو بمناسبة معنية، ويطلب منه إنجاز لوحات معبرة عنها، بل أكد أنه يفضل عدم تقييد الفنان بموضوع ما، خاصة إذا لم يكن أمامه متسع من الوقت لإعداد اللوحات، مضيفا أنه يشارك بثلاث لوحات تحكي عن الثورة التحريرية، أنجزها في ظرف زمني قياسي، وقال بأنها تروي معاناة المرأة الجزائرية خلال الثورة، حيث كانت المرأة كأم أو زوجة تترك وحدها مع أبنائها لمصيرها، فتحمل ثقل المسؤولية. وأشار إلى أنه فضل استعمال لوني الأحمر والبرتقالي لتجسيد الدمار والشتات، واستعمل في لوحة أخرى الأزرق الذي اعتبره لون الأمل والمستقبل، وكذا ألوان الراية الوطنية التي ترمز إلى الاستقلال. أما الفنان أحمد بوكراغ المشارك من العاصمة، فقال بأن لوحاته تحكي مختلف الفترات التي عاشها الجزائريون خلال الحقبة الاستعمارية، مستعملا تقنية الألوان المائية «اكريليك» الممزوجة بالرمال وترمز إلى تراب الجزائر الذي ضحى من أجل استرجاعه الشهداء، ملفتا إلى تفضيله استعمال ألوان الراية الوطنية لإبراز عظمة الثورة وما أنجزه الرجال في سبيل استقلال الجزائر، بينما استعمل الفنان أحمد بوسعدية من تيزي وزو، تقنية قلم الرصاص بمزيج مع الألوان المائية، فأبرز بعضا من حياة الريف بمنطقة القبائل إبان الاستعمار، كما رسم قرية وجامعا في قلب حبل مشنقة يحمل ألوان العلم الفرنسي، وقال الفنان بأن الفرنسيين حاولوا طيلة 132 سنة طمس الهوية الجزائرية من دين ولغة.

ضيوف دار الثقافة «رشيد ميموني» ثمنوا مبادرة مديرية الثقافة لولاية بومرداس في سبيل تنظيم صالون وطني للفنون التشكيلية، لكنهم أعابوا على الدعوات المتأخرة التي تلقوها، مما لم يسمح لهم بالتحضير، ودعوا الوزارة الوصية إلى الاهتمام أكثر بالفنانين، لاسيما فيما يخص الدعم المادي والتكفل بالإقامة خلال مختلف التظاهرات، ولفتوا إلى تلقيهم للعديد من الدعوات من أجل المشاركة وتمثيل الجزائر خارج الوطن، لكنهم لم يتمكنوا من الذهاب بسبب غياب التكفل. كما وجهوا نداء للوزير عز الدين ميهوبي بهدف الاهتمام الخاص بالفنان بشير كاتي من بجاية، الذي تخرج على يده مئات الفنانين، غير أنه يعاني من فقدان صوته، وهو بحاجة إلى عملية جراحية لتركيب جهاز يسترجع به صوته لا يتعدى ثمنه 70 ألف دينار.