سكيكدة

احتفاءٌ بالمعرفة واستحضار مسار علي كافي

احتفاءٌ بالمعرفة واستحضار  مسار علي كافي
المجاهد الرمز المرحوم علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة الأسبق
  • القراءات: 1310
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

عاشت دار الثقافة محمد سراج بمدينة سكيكدة أول أمس الثلاثاء، على وقع الأجواء الاحتفالية المميزة المخلدة ليوم العلم المصادف لـ 16 أفريل؛ بتنظيم معرض للكتاب ببهو الدار، إلى جانب تنظيم فضاء مفتوح على الفنون التشكيلية، شارك فيها الأطفال الصغار الذين رسموا للعِلم والعَلم والوطن والجزائر. وما زاد في جمالية هذا الفضاء المفتوح للرسم، الوصلات الموسيقية العالمية التي قام بعزفها على آلة البيانو واحد من منخرطي ورشة الموسيقى للدار.

وفي سياق آخر مرتبط بنفس التظاهرة، احتضنت المكتبة البلدية خليفي الدراجي الواقعة بحي عيسى بوكرمة، ندوة تاريخية حول المجاهد الرمز المرحوم علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة الأسبق بمناسبة ذكرى وفاته، من تنظيم المتحف الجهوي بسكيكدة بالتنسيق مع البلدية والمكتبة البلدية، حضرها عدد من مجاهدي الولاية التاريخية الثانية وبعض رفقاء وأصدقاء المرحوم وعائلته.

وأعطى الأستاذ توفيق صالحي من جامعة سكيكدة، لمحة تاريخية عن حياة المجاهد الرمز العقيد علي كافي من تاريخ ميلاده إلى بداية حياته السياسية كمناضل في صفوف حزب الشعب الجزائري، فكفاحه ضدّ الاستعمار الفرنسي رغم صغر سنه، ما كلّفه السجن لمدة 15 يوما بتهمة كتاباته الحائطية على جدران مدينة الحروش، وسفريته إلى تونس، وانتخابه مفتشا عاما للطلبة الجزائريين بجامع الزيتونة، ونضاله داخل حركة الانتصار للحريات، إلى جانب نشاطه كمعلم للغة العربية بمدرسة حرة بسكيكدة إلى غاية التحاقه بالثورة سنة 1955، ومشاركته في هجمات 20 أوت 55 بسكيكدة، وفي مؤتمر الصومام ضمن الوفد الممثل للمنطقة الثانية بقيادة الشهيد البطل الرمز زيغود يوسف، ومغادرته الاجتماع بطلب من البطل الشهيد عبان رمضان لاستقبال شحنة من الأسلحة إلى غاية تعيينه في خريف 56 قائدا عسكريا للولاية التاريخية الثانية، ثم مسؤولا على رأس الولاية الثانية سنة 57 خلفا لابن طوبال، فتعيينه في 61 على رأس البعثة الدبلوماسية بالقاهرة، ليعرّج بعده المحاضر على مسيرة الفقيد بعد الاستقلال، والمناصب التي احتلها، منها سفير في لبنان سنة 63، وسوريا 66، وليبيا 70، وتونس 75، ناهيك عن عمله كمندوب لدى الجامعة العربية بالقاهرة وتونس، ليُنتخب في 1990 بعد إحالته على التقاعد، كأمين عام للمنظمة الوطنية للمجاهدين إلى غاية تقلده رئاسة المجلس الأعلى للدولة من سنة 1992 إلى غاية 1994. وأشاد الحضور بشخصية المرحوم العقيد علي كافي، الذي كان شخصية قوية وصارمة، ومجاهدا مغوارا، معروفا بوطنيته؛ إذ انخرط في الحركة الوطنية مبكرا، كما كان رجلا مثاليا، دافع عن لمّ الشمل ووحدة المجتمع الجزائري في أحلك مرحلة من مراحل تاريخه، كما  كان قدوة للأجيال الصاعدة في المجال الثوري والسياسي.

واحتضنت العديد من المؤسسات التربوية خاصة الابتدائيات، أنشطة بالمناسبة، كما هي الحال بمدرسة «عبد الحميد بن باديس» الابتدائية المتواجدة بوسط سكيكدة، حيث تمّ تنظيم معرض من إنجاز التلاميذ بمعية معلميهم حول شخصية العلامة ابن باديس، وكذا عن أهمية العلم، إلى جانب تنظيم مسابقة ما بين الأفواج وعروض مسرحية وأناشيد وطنية وألعاب تربوية، حضرها إلى جانب تلاميذ المدرسة أولياؤهم.

ونفس الأجواء احتضنتها بلدية قنواع التي عاشت، بدورها، أجواء مع العلم والفكر والتكريمات؛ من خلال الاحتفالية المميّزة التي نظمتها المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية.