صدر للكاتب والطبيب محمود عروة كتاب جديد عن دار القصبة بعنوان "ابن حمادوش الجزائري..العالم المعزول في القرن 18"، قدّمه إلى القرّاء في جلسة بيع بالتوقيع خلال فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب.

في هذا السياق، قال عروة لـ«المساء" إنّه اختار العلامة وليد الجزائر العاصمة، ابن حمادوش الجزائري لكي يكون موضوع كتابه الجديد الذي كتب مقدّمته الكاتب والصحفي الراحل نور الدين لوحال ابن القصبة أيضا. وأضاف أنّ ابن حمادوش كان عالما وطبيبا ومهتما بالكثير من العلوم مثل الرياضيات والفلك والصيدلة وحتى النحو والصرف والقانون والأدب والفقه، أي أنّه كان علاّمة فعلا، كما كان محبا للسفر لاكتشاف خبايا العلوم وكان ميّالا للعزلة في عصر لم تكن فيه العلوم مزدهرة (القرن الثامن عشر) لهذا كان متميّزا.

تابع أنّ بن حمادوش ألّف الكثير من الكتب لكن بقي منها اثنان وهما "كشف الرموز" الذي ترجمه الى اللغة الفرنسية، العسكري الفرنسي لوسيان كلارك، وهو كتاب عن النباتات الطبية وغيرها من المواضيع ذات الصلة، والكتاب الثاني عنوانه "الرحلة" التي قصّ فيها العلّامة رحلته لأكثر من بلد ووصف فيها تقاليد الشعوب المختلفة ونباتاتها وحيواناتها فكان شديد الملاحظة ومتعطّشا للمعرفة. بالمقابل، أكّد الكاتب الأهمية الكبيرة لكتب بن حمادوش التي تعتبر شهادة حية عن الجزائر العاصمة في القرن الثامن عشر، فقد كان وليد البهجة وكان له محلّ مقابل الجامع الكبير، في حين أنّ أغلب الشهادات عن الجزائر العاصمة في تلك الفترة كُتبت من طرف الأسرى والرحالة.