بمساهمة الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي ودار "فيسيرا" للنشر والتوزيع

إطلاق مسابقة الألغاز الشعبية للرجوع إلى موروث الأجداد

إطلاق مسابقة الألغاز الشعبية للرجوع إلى موروث الأجداد
  • 989
مريم.ن مريم.ن

تشرع صفحة "ثقافة نيوز" الجزائرية، بالتعاون مع دار "فيسيرا" للنشر والتوزيع، والجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، بمناسبة شهر رمضان المبارك، في تنظيم مسابقة رمضانية أسبوعية، في سهرة كل خميس من الشهر الفضيل، بطرح لغز من الألغاز التي تزخر بها الذاكرة التراثية الجزائرية، تعيد المتابعين من خلال تلك الألغاز، إلى أيام وليالي الزمن الجميل وحكايات الجدات الرائعة.

تنطلق المسابقة بمجرد نشر الموقع للغز، ليكون حله سهرة الجمعة، ويتم الإعلان في نفس السهرة، عن ثلاثة فائزين، وفي حالة تحصل أكثر من ثلاثة مشاركين على الإجابة الصحيحة، يتم اللجوء إلى عملية القرعة لحسم الفائزين.

الجوائز عبارة عن مجموعة كتب لمؤلفين جزائريين وعرب، مهداة من طرف دار "فيسيرا" للنشر والتوزيع، وتكون الإجابات عن اللغز في التعليقات، ويحق للمشارك إجابة واحدة فقط بتعليق واحد، يمكن للمتابعين المشاركة بتعليق واحد فقط، وأي شخص يشارك بأكثر من تعليق، يحذف تلقائيا من المشاركة، حتى تمنح للمشاركين نفس الحظوظ في الفوز.

تكون المشاركة فقط على الصفحة، وقد حرص الإعلان على بث شعار "الزموا بيوتكم وكونوا معنا، رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير".

تبقى الألغاز، تلك الجمل التي تلغز الكلام، أي تخفي مراده، كما تعتبر أحد روافد الأدب الشعبي الموروث في أي بلد، بالتالي فهي شكل من أشكال الثقافة الترفيهية التربوية المتسمة بالابتكار، لقهر الواقع السائد، خاصة في زمن الحجر.

لغة الألغاز هي الحكي والحوار، أي لغة تعبيرية عن المكنونات الداخلية للفرد، تنطلق من العجز في عدم تحقيق الآمال أو الإحساس بالإحباط، أو حالات الفرح، وغيرها من الأمور التي جعلت الوسائل التعبيرية تخلق جوا من المتعة والحرية من كل قيد، فكانت الحكايات الشعبية والأمثال والألغاز وسائل لتحقيق ذلك.

تعتبر الألغاز الشعبية الجزائرية تراثا شفويا عاما، تتناقله الأجيال عبر العصور، وهي عامل للحفاظ على الشخصية الوطنية، وتقدم صورة مصغرة عن حياة المجتمع التي تعكسه ذهنيته وفرديته. والألغاز الشعبية باعتبارها سؤالا وجوابا، فإن دورها تعليمي يعتمد على تنشيط القدرات العقلية للأفراد، كالفهم والذكاء وقدرة الاستيعاب والتأمل والتركيز.

يعاني هذا الموروث الشعبي اليوم الإهمال في أغلب الأوساط العائلية، وبهذه المسابقة، سيجلب الانتباه وينشط الذاكرة الشعبية، علما أنه بمثابة كنز، إنه وسيلة أساسية للتربية، لأنه يعلم الأطفال والكبار معا كيف ينظرون للمشكلة من كل جوانبها، ثم يحتفظون بعد الكد والتفكير بحس فكاهي. تلتقي مجموعة من الناس، بالتالي يجيدون في الممارسات التلغيزية خير وسيلة للترفيه عن بعضهم البعض، بالتالي التباري في طرح الألغاز والبحث عن الإجابات، وقد تستغرق الممارسة مدة معينة وجلسات وسهرات مطولة.

يلجأ للغز بعض المربين البيداغوجيين، حيث يدمجون بعض نصوص الألغاز ضمن برامجهم التدريسية، من أجل تنمية قدرات الطفل على التفكير والإدراك والتخيل، كما يلجأ بعض الأطباء النفسانيين إلى تدعيم الممارسات اللغزية، من أجل اختبار مستوى ذكاء مرضاهم وصحة أو عدم صحة تفكيرهم.

قد يتخذ أسلوب الألغاز طابع الحكاية الشعبية، كما هي الحال في أسلوب بعض الأمثال، مما يدل على أن الفنان الشعبي يملك عدة قدرات في التلوين الشعبي.

هكذا سيستمتع المتابعون لموقع "ثقافة نيوز" بهذا التراث في ليالي رمضان، خاصة أن العوائل مجتمعة تستمع للكلام الطيب والهادف من رائحة الأجداد أهل الحكمة والمعنى.