تكريم رشيد بوجدرة بوسام التميز والاستحقاق

إطلاق "غزة حتى النخاع" في سبتمبر 2025

إطلاق "غزة حتى النخاع" في سبتمبر 2025
الروائي رشيد بوجدرة
  • 233
مريم. ن مريم. ن

بادر نادي قدماء الإعلام والثقافة، مؤخرا، بتكريم الروائي رشيد بوجدرة، بمناسبة الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب، بمنحه "وسام التميز والاستحقاق"، الذي دأب النادي على تقديمه منذ 11 موسما، للمتميزين من قدماء رجال الإعلام أو الثقافة. وكانت الاحتفالية بمثابة عرفان لما ساهم به هذا المبدع والمفكر والمناضل، عبر مشواره الطويل في إثراء الحياة الثقافية في بلادنا.

نظمت الفعالية في مطعم "اللؤلؤة الزرقاء" بميناء الجميلة في عين البنيان بالعاصمة، جمعت الكتاب والصحفيين والمثقفين البارزين، كان منهم سيدة الميكروفون ليلى بوكلي، وبوخالفة أمازيت، وعبد الكريم تازاروت، وبشير بخاري، وعبد القادر بن دعماش، والمخرجة فاطمة أوزان، والمخرج والكاتب علي غانم، وباديس فضالة وغيرهم الكثير.

وفي كلمة ألقاها خلال الحفل، أعرب بوجدرة عن تأثره بهذا التكريم، معتبرا أن اعتراف بلاده به في مثل هذه المناسبة الوطنية، يوازي في قيمته جميع الجوائز التي نالها خارجها، مضيفا بالقول "أنا ابن الاستقلال، وابن الثورة، وأحمل في كتاباتي جراح هذا الوطن وآماله، فشكرا لكم على هذا الوفاء."

للإشارة، فقد انطلقت المراسيم بعد الوقوف دقيقة صمت من طرف الحاضرين، وقراءة يوسف آيت طاهر كلمات الأستاذ أحمد شنيقي، تكريما للكاتب وعمله من ضمن ما جاء فيها "رشيد بوجدرة، صوت فريد في الأدب الجزائري والعربي"، وأنه "كاتب لا يعترف بالحدود"، مشيرا أيضا إلى أن رشيد بوجدرة، كما كاتب ياسين، يتميز بـ«الكاريزما، والهجمات المتواصلة، وامتلاك اعتراف أدبي عالمي، وموقف سياسي صادق". كما اعتبر أحمد شنيقي أن رشيد بوجدرة "ورغم خرجاته المستفزة، تبقى أعماله الأدبية شديدة الثراء والتنوع، من التطليق إلى "1001 سنة من الحنين"، إلى "طوبوغرافيا مثالية"، و«الحلزون العنيد"، و«المطر"، منوها إلى أنه "كاتب يكتب في اللغتين، له أعمال مسرحية، سيناريوهات".

تم تتويج الروائي بوجدرة  بميدالية الاستحقاق من طرف رفيق بساسي، أول مدير عام لصحيفة "المجاهد" اليومية، تحت التصفيق والهتاف. تأثر رشيد بوجدرة بهذه الأجواء بشدة، قائلا "لم أكرم قط في وطني، في بلدي، زرت موسكو ومدريد وباريس ونيويورك، لكنني لم أزر الجزائر قط، تشرفت بلفتتكم الكريمة، شكرا لكم".

المناضل بوجدرة يهدي فلسطين "غزة حتى النخاع"

أكد رشيد بوجدرة، على هامش الحفل، أنه في الرتوشات الأخيرة لكتابه الجديد "غزة حتى النخاع"، الذي سيصدر في سبتمبر 2025، عن دار الحكمة، ويتناول فيه مأساة غزة خلال السنتين الأخيرتين.

أوضح بوجدرة، أن الكتاب ليس بالرواية "بل هو نص سياسي على شاكلة كتابه الأخير "زناة التاريخ"، في حدته ونقده للتخاذل والصمت العربي أمام الاحتلال الصهيوني، وانتصارا لغزة وللفلسطينيين فيها، وهم يلاقون ما يلاقون من جرائم في حقهم".

كتاب "غزة حتى النخاع"، كما قال صاحبه، "سيكون هجاء لاذعا، وهذه المرة للساكتين من العرب على الجرائم الصهيونية في حق غزة والفلسطينيين، والمتواطئين مع الاحتلال، مثلما كان كتابه "زناة التاريخ" هجاء لاذعا لعدد من المثقفين العرب، الذين ساهموا "بمواقفهم وأعمالهم في تشويه الذاكرة الوطنية، وتلميع صورة الاستعمار الفرنسي، ويرى أن هؤلاء يعانون من "عقدة كراهية الذات"، كما سماها فرانتز فانون، متهما في الوقت نفسه المثقفين الجزائريين بالصمت والجبن أمام ما وصفه بـ "الخبائث المُخبأة"، ليقدم كتابه كهجوم صريح ضد هذا الصمت، وكسعي شخصي لـ«تنقية التاريخ الوطني من الأيادي القذرة".

"الأمة العربية أصابها الجبن"

عن غياب حركة شعرية أدبية عربية تساير ما يجري في غزة من مجازر وتدمير، مثلما رافق الشعر العربي الانتفاضات الفلسطينية في السابق، رد بوجدرة أنه آثر أن يقدم لكتابه الأخير "زناة الليل"، بمقطعين شعريين الأول لمظفر النواب والثاني لمحمود درويش، مؤكدا "فقدنا موهبتنا الشعرية"، والسبب في ذلك ـ حسبه- كون "الأمة العربية أصابها الجبن"، والجبن يفقد الموهبة ويفقد الشعر، علما أن هذا القحط لم يصب الشعر فقط، بل طال حتى الرواية.

اختتم هذا الاحتفال بأغنية "الحمد لله ما بقي استعمار في بلادنا" للحاج محمد العنقى، حيث تبادل الحضور التحيات والرقصات، احتفاء باستقلال الجزائر.

للإشارة، فقد صدرت، مؤخرا، طبعة منقحة عن "زناة الليل"، أضاف إليها رشيد بوجدرة تفاصيل أخرى عن الروائيين الفرانكو- جزائريين، بوعلام صنصال وكمال داود، معتبرا أن هذين الاسمين وأسماء أخرى مثلهما "لوثوا التاريخ الوطني"، من خلال "تلميع صورة الاستعمار الفرنسي، خاصة عبر تمجيد شخصية ألبير كامو".