صدحت حناجر جمعية "إشراق بونة" بأطياف المالوف والغناء العنابي الأصيل في معرض "إكسبو أوساكا 2025"، ناقلة معها نبرات الشرق الجزائري وعبير المتوسط إلى اليابان، حيث امتزجت نوتات الفن الأندلسي بنبض العالم.

وقدّمت الجمعية التي تُعدّ من أبرز حماة التراث الموسيقي لعنابة، عروضا مفعمة بالشجن والبهجة، تنوّعت بين الموشحات القديمة والأنغام الشعبية الخفيفة، ما أضفى على المنصة روحا جزائرية خالصة، فكانت العروض أشبه بسفر موسيقي، يأخذ الحضور من ياسمين عنابة إلى نسمات المتوسط.

ولم يكن الصوت وحده هو حامل الرسالة، بل ارتدى أعضاء الجمعية اللباس العنابي التقليدي بكل تفاصيله الباذخة: "البلوزة العنابية" المطرزة يدويا، والمحرمة الحريرية، وألوان القفطان المحلي، في تناغم بصري مع الألحان التي تحكي عن الأعراس والمناسبات والحنين. «نحن لا نعرض فنّاً فقط، نحن نُعرّف بثقافة عمرها قرون"، هكذا صرّحت إحدى أعضاء الجمعية، مؤكدة أن حضورهم في اليابان ليس مجرّد مشاركة، بل رسالة حب وهوية، وسفر عبر الزمن.

وعبر ركن صغير تفوح منه روائح العنبر والصابون البلدي، قدّمت "إشراق بونة" للجمهور الياباني، لمحة من يوميات المرأة العنابية، من طقوس الأعراس إلى ليالي السمر، مزيّنة الحكاية بلمسات من الشعر الشعبي، والغناء الجماعي.

مشاركة "إشراق بونة" في إكسبو 2025 ليست فقط تأكيدا على حضور الجزائر الثقافي عالميا، بل هي أيضا تذكير بأن الفن الشعبي حين يُقدَّم بإخلاص، يعبُر القارات دون ترجمة، ويدخل القلوب من أقرب الأبواب: باب الإحساس.