في الذكرى الـ7 لرحيل أمير الأغنية الشاوية

إشادة بخصال كاتشو ودعوة لإقامة مهرجان باسمه

إشادة بخصال كاتشو ودعوة لإقامة مهرجان باسمه
  • 2234
 ع.بزاعي ع.بزاعي

  أحيت جمعية "شباب أصدقاء بلدية باتنة" بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، الذكرى السابعة لرحيل أمير الأغنية الشاوية، كاتشو، واسمه الحقيقي علي ناصري، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى في حادث مرور مروّع على مستوى الطريق الوطني رقم 3، يوم 12 أوت 2009، وهذا بمشاركة سيف الدين ناصري، نصر الدين حرة، فريد حوامد، جيمي مازيغ، حكيم شيبة، حميد بلبش، الشاب بوزيد من عين البيضاء والشاب اسكندر.

وبهذه المناسبة، قال رئيس جمعية "شباب أصدقاء بلدية باتنة"، السيد سمير بوراس، إن استذكار رحيل الفنان كاتشو، مناسبة للتواصل بين الفنانين المؤدين للطابع الشاوي وكذا دعم الجهود المبذولة لتطوير الأغنية الشاوية، فضلا عن كونها فرصة للنبش في التراث الشاوي الأصيل واستحضار أمجاد الفقيد وما قدمه في مشواره الفني. كما أجمعت العديد من الوجوه الفنية في الذكرى السابعة لرحيل الفنان "كاتشو" أمير الأغنية الشاوية، أن رحيل فنان من طينة علي ناصري، يعد خسارة كبيرة للأغنية الجزائرية عامة والشاوية خاصة، بالمقابل وصفوا بحّته الشاوية بالنادرة. للإشارة، تمّكن كاتشو من اعتلاء عرش الأغنية الشاوية، كما ساهم بقسط كبير في عصرنتها، حيث أدى أكثر من 100 أغنية من إنتاج رفيق دربه عمار جماطي. من بينها على "السلامة يا عبد القادر"، "أحنا شاوية"، "نوارة"،"هزي عيونك".  وقد عرف الفنان الراحل كاتشو، بأخلاقه السامية وشخصيته المميزة، وكان من المساهمين الجادين في المحافظة على الإرث الفني والمورث الثقافي الذي تزخر به منطقة الأوراس، حتى لقب بسفير النغمة الشاوية الأصيلة وأمير الأغنية الشاوية.

كما ترك المرحوم فراغا رهيبا في الساحة الفنية الوطنية، علما أنه من مواليد عام 1963 بقرية حملة بباتنة وعرف بخصاله الحميدة، وقد أدى فريضة الحج سنة 2005، ولديه ولدين وبنت. ويعد من مطربي المنطقة الذين يؤدون باللغة العربية والأمازيغية وله عدة أغاني وطنية ودينية.

وكان للمرحوم الذي باشر نشاطه الفني مع فرقة "ثازيري"، رفقة الفنان سليم سوهالي  واشتهر بأغنية "أقوجيل" وتعني بالعربية "اليتيم"، مشوارا حافلا أنتج خلاله 14  ألبوما في مساره الفني، وكانت كل  أغانيه مستلهمة من الواقع الاجتماعي للمنطقة، كما ساهم بقسط وافر في الارتقاء بالأغنية الشاوية إلى مصاف العالمية والوطنية وهو من القلائل الذين غنوا بقاعة الأولمبيا بباريس بعد عميد الأغنية الشاوية عيسى الجرموني ومطربين كبار أمثال إيدير وآيت منقلات. ولم يكتب للمرحوم أن يجسد أعماله الفنية المبرمجة لما بعد شهر رمضان من تلك السنة  التي غادر فيها الحياة، حينما كان متوجها إلى بيته بحي كشيدة بباتنة لمشاهدة مقابلة في كرة القدم بين الفريق الوطني وفريق الأرغواي. كما كان منشغلا في صائفة 2008 بمشروع إقامة مدرسة قرآنية بقريته تمهيدا للإعلان عن اعتزال الفن، إلى جانب ذلك كان شغوفا بالفلاحة وتربية الأبقار خصوصا بعدما تجسد حلمه منذ سنين في إنشاء مستثمرة فلاحية بقريته التي لازالت تستحضر ذكريات الثورة المباركة وويلات الاستعمار.

وكان آخر كلام للمرحوم مع الطبيب المسعف بمستشفى عين التوتة (35 كلم جنوب  باتنة)، حيث انتقل إلى بارئه 20 دقيقة بعد الحادث الذي وقع يوم 12 أوت على السادسة والنصف مساء، ويروي مناجيره عن الطبيب أنه تفاجأ لشجاعته النادرة وهو يستسلم للموت بعد تلفظ الشهادتين وترديد جملة "ساعدوني أنا خوكم رايح نموت".