التأريخ وعلاقته بحماية التراث الثقافي والتاريخي

إجماع على التناول ”الضعيف” لأحداث الفتح الإسلامي

إجماع على التناول ”الضعيف” لأحداث الفتح الإسلامي
  • 947

يُعد التناول التاريخي للأحداث والمجريات التي صاحبت الفتح الإسلامي بدول المغرب العربي ومنها مدينة ميلة الجزائرية التي فتحها الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار (سنة 674م؛ أي 55هـ)، ضعيفا، حسبما أجمع عليه المتدخلون في أشغال الملتقى الوطني حول إشكالية التأريخ وعلاقته بحماية التراث الثقافي والتاريخي الخميس الماضي.

تطرق الدكتور بشير بوقاعدة أستاذ التاريخ بجامعة سطيف في مداخلته في هذا الملتقى المعنون الفتح الإسلامي لميلة نموذجا الذي احتضنته المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية مبارك بن صالح، تطرق لـ نقص المادة المصدرية التي تؤرخ للأحداث التي صاحبت الفتح الإسلامي ببلاد المغرب العربي، لاسيما بعد عزل الصحابي عقبة بن نافع وتولية أبي المهاجر دينار مكانه. وأردف أن المادة المصدرية وحدها هي الكفيلة بإماطة اللثام عن فترة الفتح الإسلامي بهذه المنطقة، ومنها ميلة عاصمة الصحابي أبي المهاجر، الذي فتحها، وجعل منها مركزا للانطلاق نحو فتوحات أخرى، كما قال.    

ولفت الأستاذ بوقاعدة إلى وجود مصادر محدودة في نقل المعلومات بهذا الشأن، في حين يتوجب اعتماد مصادر كثيرة ومتنوعة للوصول إلى المعلومات الدقيقة حول الفتح الإسلامي بميلة والمغرب العربي عموما.

وبدوره، استعرض أستاذ علم الاجتماع جمال بوربيع من جامعة جيجل في مداخلته التي كانت حول التحليل السوسيولوجي للأهداف التاريخية، الغنى التاريخي والثقافي عبر الفترات المتعاقبة على بلاد المغرب العربي، ومنها الجزائر التي تزخر، حسبه، بمقومات تاريخية أثرية هامة؛ حيث إن تاريخ ظهور الإنسان بها يعود بناء على الأبحاث الأخيرة، إلى ”2.4 مليون سنة مضت. ودعا المتدخل إلى الاهتمام بـ آثارنا وتاريخنا، مشددا في ذلك على فئة طلبة العلم، الذين تقع على عاتقهم هذه المهمة، خصوصا - كما قال - أن موروثنا الثقافي جدير بأن يُفتخر به.

كما وجّه دعوة للأكاديميين لإثارة نقاش حقيقي حول البحث الأثري والتاريخي، للربط بين الماضي والحاضر في دول المغرب العربي. كما تم في نفس اللقاء المنظم من قبل جمعية ميلاف الثقافية لولاية ميلة بإشراف من المديرية المحلية للثقافة، تقديم عدة مداخلات لأساتذة في التاريخ، أعقبها نقاش مع الحضور.