في خمسينية وفاة أبي اليقظان
إبراز المآثر الإصلاحية والروح الوطنية في فكر الشيخ

- القراءات: 525

أبرز مشاركون في أشغال الندوة الفكرية، المنظمة بمناسبة إحياء الذكرى 50 لوفاة الإعلامي المصلح الشيخ إبراهيم أبي اليقظان (1888-1973)، مؤخرا، بخنشلة، المآثر الإصلاحية والروح الوطنية في فكر تلك الشخصية، حيث أكدت الدكتورة مليكة قليل، أستاذة التاريخ القديم والمعاصر بجامعة "الشهيد عباس لغرور"، خلال المحاضرة التي ألقتها بالمركز الثقافي الإسلامي "الشيخ إبراهيم أبي اليقظان"، أن الشيخ "واحد من رواد الإعلام والفكر الإصلاحي في الجزائر، في ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال المقالات التي كان ينشرها بالعديد من الصحف الجزائرية، التي كان لها صيت في ذلك الوقت".
أضافت الدكتورة، بأن الشيخ أبي اليقظان "حاول من خلال المقالات التي كتبها في جرائد وادي ميزاب والمغرب والبستان والنبراس والفرقان والنور والأمة وكذا جريدة المنتقد، لصاحبها العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، الدفاع بشراسة عن الإسلام والوطن واللغة العربية، ومحاربة ثلاثية الجهل والفقر والتخلف التي اعتبرها عدوة كل إنسان". كما تطرقت الباحثة، إلى الرؤية الإصلاحية عند المرحوم إبراهيم أبي اليقظان، ودورها في نضج الفكر الثوري لدى الجزائريين، في ظل اشتداد القمع الفرنسي لكل معالم الهوية الجزائرية، خاصة اللغة العربية.
من جهته، دعا رفيق خليفي، أستاذ التاريخ بجامعة "الشهيد عباس لغرور"، القائمين على مؤسسة الشيخ أبي اليقظان، إلى "طباعة أزيد من 60 كتابا، تركهم الراحل في شكل مخطوطات، حتى يتسنى للباحثين وطلبة الجامعات الاستفادة من الموروث الثقافي، الذي تركه صاحب أول مطبعة عربية حديثة بالجزائر.
كما سلط الضوء على إسهامات أبي اليقظان في الدفاع عن القضية الفلسطينية، معرجا على معالم التجديد في فكر الرجل، الذي أكد بأنه ساهم من خلال المطبعة العربية، التي اقتناها سنة 1931، في الانتقال بالإعلام الجزائري إلى مرحلة جديدة، ساهمت في نشر الوعي لدى المجتمع إبان فترة الاستعمار الفرنسي.
وقبله، كان الشيخ ناصر بوحجام، المشرف العام لمؤسسة أبي اليقظان، قد عدد في كلمته الافتتاحية للتظاهرة، مناقب الشيخ إبراهيم أبي اليقظان، الذي اعتبره أحد رموز الإعلام والفكر الإصلاحي في الجزائر، مشيرا إلى أن فكره وتراثه امتد إلى مختلف البلدان والأمصار.
كما تم بالمناسبة، عرض مقتطفات من شريط وثائقي، أنجزته مؤسسة الشيخ أبي اليقظان، بالتنسيق مع مؤسسة ومضة للإعلام، خلال الصائفة المنقضية، وقامت بتصويره عبر 12مدينة بالجزائر وتونس وسلطنة عمان، أبرزت فيه أهم إنجازات نفس الإعلامي، من خلال شهادات حية قامت بتسجيلها مع 18 شخصية، لها علاقة بالرجل.
وقدم محمد العلواني، مدير الثقافة والفنون بولاية خنشلة، في ختام التظاهرة، مجموعة من الكتب القيمة، كهدية لفائدة مؤسسة الشيخ أبي اليقظان، نظير إسهاماتها في تنشيط المشهد الثقافي على المستويين الوطني والمحلي.الجدير بالذكر، أن مؤسسة أبي اليقظان، قامت منذ مطلع شهر نوفمبر الجاري، بمناسبة الذكرى 50 لوفاة الشيخ إبراهيم أبي اليقظان، بتنظيم عدة تظاهرات ومعارض ومسابقات فكرية، كانت بدايتها بقصر الثقافة "مفدي زكريا" في الجزائر العاصمة، لتنتقل بعدها إلى وهران، ومنها إلى قسنطينة، ثم خنشلة، لتتواصل أمس الأحد، بولاية باتنة، ويكون ختامها قبل نهاية الشهر الجاري، بمدينة القرارة (غرداية)، مسقط رأس الإعلامي المصلح.