"ليالي عنابة"..

ألحان تتردّد على ضفاف المتوسط

ألحان تتردّد على ضفاف المتوسط
  • 161
سميرة عوام سميرة عوام

تتجدّد الألحان وتتعالى الأصوات في سهرات صيفية  تعبق بالفرح والانتماء، حيث تحتضن ولاية عنابة تظاهرة فنية وثقافية واسعة تحت عنوان "ليالي عنابة". وهي مبادرة ثقافية، تهدف إلى تنشيط الفضاءات العمومية والساحلية خلال الموسم الصيفي، وإضفاء طابع فني واحتفالي على أمسيات المدينة، في لقاء يجمع بين البحر والموسيقى، وبين التراث والإبداع.

وانطلقت الفعالية يوم 31 جويلية، وتتواصل إلى غاية 20 أوت الجاري على امتداد الشريط الساحلي للولاية، لا سيما عبر شواطئ بلديات عنابة، التي تحوّلت إلى فضاءات مفتوحة للفن، والتعبير الموسيقي. 

وتأتي هذه المبادرة التي تشرف على تنظيمها رابطة النشاطات الثقافية، في سياق إحياء الموسم الصيفي بطريقة تجمع بين الترفيه والترويج للثقافة المحلية.

وفي هذا الإطار، احتضنت الساحة العمومية لبلدية شطايبي، سهرة فنية مميّزة، في واحدة من أجمل المناطق الساحلية ذات الطابع الهادئ، والطبيعة الخلّابة. 

وقد اجتمع جمهور من مختلف الأعمار، للاستمتاع بعروض موسيقية حيّة، أضفت على الأجواء دفءا وانسجاما.

وقاد السهرة الفنان الشاب بابي البحّار رفقة فرقته الموسيقية، حيث قدّم مزيجا من ألحان الراي بطابع عصري يُلامس وجدان الجيل الجديد، من دون أن يبتعد عن الجذور الأصيلة لهذا الفن.

كما شارك في السهرة الشاب فيدو، الذي أمتع الحضور بأداء جمع بين الراي الشعبي والتأثيرات الموسيقية الحديثة، مقدما لونا قريبا من الشباب، يُجدد الروح في الذائقة الموسيقية الجزائرية. 

أما مفاجأة الأمسية فكانت مع الشاب فؤاد القسنطيني، الذي أبدع في أداء الأغنية الشاوية بصوته القوي المتمكّن من الطبوع الجبلية العريقة، ما أضفى لمسة من الأصالة، وربط الجمهور بالموروث الثقافي الشرقي الجزائري.

وتندرج هذه التظاهرة في إطار تثمين التراث الفني المحلي، وتشجيع الطاقات الشابة على إبراز مواهبها في فضاءات مفتوحة، ومباشرة مع الجمهور. كما تسعى إلى جعل الشواطئ فضاءات للحياة الثقافية لا مجرّد أماكن للراحة والاستجمام. وهي، أيضا، فرصة لعائلات عنابة وزوّارها للاستمتاع بأمسيات موسيقية في الهواء الطلق، وسط مناظر طبيعية خلابة، تعكس جمال المنطقة، وتنوّعها.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه السهرات الفنية ستتواصل عبر مختلف بلديات الولاية إلى غاية غد، في دعوة مفتوحة لكل من يرغب في اكتشاف فسيفساء من الأنماط الموسيقية الجزائرية، في مشهد ساحلي يجمع بين عبق المتوسط، وأنغام الفن الجزائري.

"ليالي عنابة" ليست مجرد حفلات موسيقية، بل هي احتفاء بالهوية، وتعبير عن حيوية المشهد الثقافي المحلي، وبادرة تثقيفية راقية، تسعى إلى ترسيخ الثقافة الفنية في الفضاءات العامة، حيث يلتقي الفن بالجمهور؛ في أجواء احتفالية، تليق بصيف عنابة.