المغنية الفرنسية آمري سورال لـ"المساء":

أغني الجزائر بلد السلام والآمال والنضال

أغني الجزائر بلد السلام والآمال والنضال
المغنية الفرنسية آمري سورال
  • القراءات: 1647
❊حاورتها في فرنسا: نادية شنيوني ❊حاورتها في فرنسا: نادية شنيوني

فرنسية الأصل والنشأة، طبيبة نفسانية المهنة، رقيقة المشاعر تعشق الكتابة والشعر، دارسة للموسيقى، صدح صوتها العذب القوي بعدة لغات، فغنت إلى جانب الفرنسية، لغتها الأم، بالإسبانية والإنجليزية، لتلجأ مؤخرا إلى الغناء بالأمازيغية والعربية الفصحى، وهي اللغة التي اختارتها لألبومها السابق الذي عنونته بـ«الرسالة "، الصادر قبل ثلاث سنوات، وتضمن دعوة للسلام وجهتها للعالم بأسره، إذ ترى آمري سورال أن ترسلها من الجزائر التي تراها بلد الحب والجمال والنضال والسلام.

عدا كونها مغنية فرنسية، من تكون آمري سورال؟

❊❊  عدا كوني مغنية، فأنا معالجة نفسانية، ومؤلفة وكاتبة كلمات، وإضافة للفرنسية (اللغة الأم)، أغني بعدة لغات؛ الإنجليزية والإسبانية والعربية والأمازيغية.

فنانة فرنسية الأصل والنشأة، تنجذب للغة العربية وتغني بالفصحى، كيف جاءت الفكرة، وهل وجدت صعوبة في تعلم اللغة؟

❊❊ صراحة، اللغة العربية هي التي جاءت إلي ولست أنا التي سعيت إليها، ربما هو القدر الذي شاء ذلك، إذ وضع في طريقي أناسا ساعدوني كثيرا، وأذكر أن تعلقي بهذه اللغة حدث وأنا في سن الرابعة عشر، كل شيء بدأ حين خطت تلك المرأة المجهولة اسمي باللغة العربية، فبهرت وقتها بتلك الكتابة الجميلة المبهمة بالنسبة لي، باعتباري فرنسية لا أفقه حرفا في العربية، وقررت منذ ذلك الحين تعلمها، وبالفعل بدعم من صديق قديم، تعلمت الحروف والنطق وأساسيات كثيرة في اللغة وتعلمت الأمازيغية أيضا، إذا سألتني عن الصعوبة في التعلم والنطق بصفة محددة، أجيب قطعا؛ نعم الصعوبات موجودة، لكن المهمة لم تكن مستحيلة، مع وجود حب وإرادة في تعلم هذه اللغة الجميلة، ما كان يهمني أكثر، أنني كسرت القاعدة، إذ كثيرا ما نجد فنانين عرب يغنون بالفرنسية، وكنت أنا الفنانة الفرنسية الوحيدة التي اختارت اللغة العربية، لأكون بذلك أول فنانة فرنسية تصدح بالفصحى والعامية، وأفتح الطريق لغيري من الفنانين الغربيين للغناء بالعربية، ولم لا؟..

هل تعتقدين أن ما تقومين به، يعني غناؤك باللغة العربية، سيحفز المواطن الغربي على تعلم العربية وينجذب إليها؟

❊❊ وارد من الناحية السوسيولوجيا، هذا الفعل له قطعا نتائج مستقبلية، خاصة إذا تكللت الأغاني بالنجاح، فالكثير يذكر فضل نجاح أغنية (99ninety_ nine) (تسعة وتسعون كرة) لإحدى الفنانات الألمانيات سنة 1983، المسماة "نينا" وتأثير ذلك النجاح إيجابيا، حيث اندفع الشباب الفرنسي المتمدرس لتعلم اللغة الألمانية، لشدة عشقه للأغنية، واليوم ها أنا أسعى إلى فرض الأغنية العربية  بصوتي في الحقل الاجتماعي- الفني، على أمل أن يكون النجاح حليفها والانتشار عالميا نصيبها.

"الرسالة" كان عنوان ألبومك السابق، فمع الدعوة للسلام، هناك حب وهيام ومرح وانسجام بين الكلمات والأنغام، فهل كانت تلك وسيلتك لنشر السلام؟ 

❊❊ بالفعل، أردت أن يكون الألبوم السابق رسالة للسلام، وحبا ووئاما، رسالة صادقة تسافر عبر كلمات معبرة تصل للعالم بأسره، تحلو للسمع لتستقر في القلب، يحتوي الألبوم على عشر أغان كتبت معظم كلماتها منها؛ "أنت عمري" و"عيوني" و"الوالي" وأغنية "يا قلبي" و"وينك"، وأغنية "من غيرك أنت" و"واش نقول" و"يا سلام" و"يا بالسلامة"، كل هذه الأغاني من كلماتي وتلحيني وتوزيعي، ماعدا "دعوة السلام" التي تعاونت فيها مع الكاتب والملحن أحمد السلاموني، وإنتاج الألبوم أردته في الجزائر، واخترت أمين حمروش كمنتج بـ«أمينوس إستيديو" في ديسمبر 2016.

لماذا وقع اختيارك على الجزائر تحديدا لإطلاق دعوة السلام، هذه الرسالة الهامة في الفترة الراهنة مع كل ما يمر به العالم من حروب وتشتت؟

❊❊ لأنني أرى في الجزائر بلد السلم والأمان فعلا لا قولا، فزياراتي المتكررة للجزائر، جعلتني أدرك مدى طيبة الشعب الجزائري وكرمه، وسمحت لي الفرصة بهذا لأكتشف جمالا يفوق الوصف لهذا البلد، الذي حباه الله بمناظر طبيعية ساحرة وتضاريس خلابة ومناطق قد لا نجدها في أي مكان آخر من العالم، دون مجاملة، فالجزائر بلد سياحي بامتياز، وعليه من هذا المنبر، أدعو إلى زيارته للتمتع بأجمل المناظر والاحتكاك بأطيب شعب مسالم مضياف، على عكس ما يروج عن الجزائر وشعبها من مغالطات.

على ذكر دعوة السلام، كيف استقبلها العالم الأوروبي من فم فرنسية تغني بالعربية، طبعا هي وباقي الأغاني الأخرى؟

❊❊ كان التجاوب كبيرا مع استغراب ودهشة، كوني فرنسية الأصل وأغني بالعربية.. ندرك جيدا أن كل شيء جديد عادة يثير الاستغراب، لكن اليوم أرى أن الناس بدأوا يتقبلون الفكرة ويتجاوبون مع الكلمات، حتى وإن لم يفهموها، لأن الموسيقى واللحن ساهما في الترويج لمثل هذه الأغاني، وبذلك أصبحت الفرنسية الوحيدة التي تجرأت على اقتحام مثل هذه التجربة الفريدة، وأنا جد فخورة بذلك وأعتبرها خطوة انفتاح على عالم آخر بعاداته وتقاليده وتراثه، وهو جسر ممتد بين بلدي وبلد عانى كثيرا من الجراح والمآسي، وأرى أنه آن أوان تضميدها والالتفات لما من شأنه أن يعزز العلاقات من الجانب الفني والثقافي بين فرنسا والجزائر، بغض النظر عن ماض لم يكن لنا كفنانين ومثقفين ومواطنين بسطاء يد فيه...   

الجزائر دائما في القلب، فهل من جديد يحضر أو يكتب؟

❊❊ أكيد الجزائر دائما في القلب، وحاليا أحضر لأغنية بعنوان "الجزائر"، ولن أخوض في تفاصيل أكثر حتى تجهز الأمور، وربما برمجت حفلات غنائية في أوروبا وغيرها من الدول، وفي الجزائر، ولم لا تلوح في الأفق بشائر؟؟

ما هي أغلى أمنية للفنانة آمري سورال؟

❊❊ من بين أغلى أمنياتي، الوصول إلى الجمهور الجزائري من خلال إقامة حفلات في الجزائر، ولعل أعز أمنية أن يعم السلام العالم بأسره، وقد جسدتها من خلال دعوة مفتوحة للحب والسلام وأغنية أخرى للجزائر، باعتباره بلد التحضر والسلام وشعبه يعطينا كل لحظة دروسا وعبرا.