استقبل متحف وموقع "هيبون" الأثري بولاية عنابة، مؤخرا، مجموعة من الأطفال القادمين ضمن وفود المخيمات الصيفية من الجمهورية العربية الصحراوية، في إطار برنامج ثقافي تربوي، يهدف إلى تعريفهم على المعالم التاريخية والحضارية للمنطقة.

وتجول الأطفال داخل أروقة المتحف العريق، حيث تلقوا شروحات وافية حول تاريخ مدينة عنابة منذ العصور القديمة، مرورا بالعهد القرطاجي والروماني، وصولا إلى فترات لاحقة من التحولات التاريخية والثقافية، التي عرفتها المدينة. وقد أثارت القطع الأثرية المعروضة، خاصة التماثيل والنقوش الرومانية، فضول الزوار الصغار الذين أبدوا إعجابهم، وطرحوا العديد من الأسئلة حول طبيعة الحياة في تلك الأزمنة.

كما شملت الزيارة، اكتشاف الموقع الأثري "هيبون"، الذي يُعد من أهم الشواهد المادية على عراقة مدينة عنابة، حيث تمكن الأطفال من مشاهدة آثار المسارح والحمامات والمعابد الرومانية، التي لا تزال قائمة، رغم مرور القرون، ما منحهم فرصة نادرة للتواصل المباشر مع ذاكرة حضارية تمتد لآلاف السنين.

تأتي هذه المبادرة، في سياق التبادل الثقافي والتضامن الإنساني، الذي تحرص الجزائر على تعزيزه مع الشعب الصحراوي، لاسيما من خلال فتح المجال أمام الأجيال الصاعدة، للاطلاع على غنى التراث الجزائري. كما تعكس هذه الزيارة، أبعادًا رمزية وإنسانية تتجاوز البعد السياحي، لتجسد روح الأخوة والدعم الذي لطالما طبع علاقة البلدين.