جهراً بالحق

أصوات جزائرية تصدح لفلسطين وللإنسانية

أصوات جزائرية تصدح لفلسطين وللإنسانية
  • 151
لطيفة داريب لطيفة داريب

صدحت بفضاء "بشير منتوري" ، أول أمس، قراءات شعرية لمبدعين جزائريين قدّموا قصائد لهم عن فلسطين، وعن مواضيع أخرى تمسّ الحياة بصفة عامة؛ دليل على أنّ الأمل في فلسطين حرة قائم، وأنّ الظلم لا بدّ له أن ينتهي إن لم يكن اليوم فغدا.

هذا اللقاء نظّمته مؤسسة "فنون وثقافة" بالتنسيق مع مكتب بيت الشعر بالجزائر العاصمة، تم خلاله إلقاء مجموعة من القصائد، من بينها قصيدة "كل يوم يعطونا درس" للشاعرة فوزية لرادي من ديوانها "خيط الروح" ، جاء في بدايتها:

 "كل مرة يعطونا درس، شبان سلاحهم حجار، وإيمان بالأرض وبالقدس وبخروج المحتل من الدار، فلسطين بيهم تنادي، وينكم يا كل الأحرار، وين الأمة الإسلامية؟ وين الشعوب العربية؟ وين أوروبا الحضارة؟ وين حماة الإنسانية والصهيوني جهار اقتل، فالعزل صبحة واعشية؟! ".

قرأت لرادي، أيضا، أمام الحضور، قصيدة "الموازين انقلبت" ، قالت في جزء منها:

 "خلاص الموازين انقلبت والمحتل عاد صاحب دار، والمقاوم أرجع إرهابي ومضوا في هذا العار، والارهابي علامه ارفرف واحنا قدامه اصغار، الصهيوني اجوع ويقذف             أصحاب الحقوق بنار، والعالم واقف يتفرج ماقدرش يأخذ قرار".

وكذا أبيات من قصيدة "قسما بكل قطرة دم": 

«قسما بكل قطرة دم، بما شفنا من قهر وظلم، لنرجعك يا فلسطين               قسما بدموع الأم، بجسادنا نبني لك جسر إوصل لتحرير القدس، لا قصف يهزمنا  لا حبس نار إحنا عالمعتدين".

 كما قرأت الشاعرة قصيدة باللغة الفرنسية بعنوان "اصمتوا، نحن نقتل" ، كتبتها عن صمت العالم أمام ما يجري في فلسطين، التي شبهت مقاوميها بالمجاهدين الجزائريين. وأكدت في السياق ذاته، نصرة الحق، وأننا سنصلّي في القدس يوما ما.

وبدوره، قرأ الشاعر أحمد مباركي قصيدة ونصا من ديوانه المكتوب باللغة الفرنسية، فألقى قصيدة "صلوات لانتحار غير معلن عنه" ، عن منتحر لا أحد يبالي به، فيقرر العودة الى الحياة لإعادة كتابة صلواته دون تأخير وتجفيف قبره بدموع كاذبة.  كما قرأ مباركي نصا بعنوان "الإمبراطورة أستيا" . ويُقصد به مرض ارتفاع الضغط، الذي شبّهه بمخلوق نائم، يسمع دقات على الباب، تتزايد قوّتها. ويدخل عليه مخلوقان، أحدهما اسمه ألم، والثاني اسمه دوار، يقولان له إنهما مبعوثان من الإمبراطورة أستيا التي تحكم كوكب "كارديوس" (نسبة الى القلب)، وأن الحاكمة اختارته لكي تجرب درجة تحمُّله للألم والدوار؛ فما العمل يا ترى؟. من جهته، شارك الشاعر محمد سامي سعدي، بقصائد عديدة باللغة الفرنسية، من بينها قصيدة "وهم" ، عن رجل يعشق امرأة أم وقع في غرام وهم؟. ويصف محاسنها، ويحلم بأنها حقيقة وليست نسيج الخيال.  أيضا قصيدة" البؤس" عن حياة ضنكة بنهاية، حتما، شقية وتعيسة. أما قصيدة "تاريخ" فهي شبيهة سابقتها، تناول فيها الشاعر محطات من حياة قاسية؛ حيث تذبل فيها الأزهار، وتتحطم هناك الأحلام في الفرار من الجحيم، بينما تطرق في قصيدة "غرام من الهواء" ، لتغير الأزمنة ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، وسط عواصف صامتة، وإصرار على الحياة رغم كل شيء.