«حيزية» تُمتع القسنطينيّين

«حيزية» تُمتع القسنطينيّين
  • 1916
  ح. شبيلة ح. شبيلة

استمتع الجمهور القسنطيني المتعطّش للأعمال الفنية الهادفة والتي تجسّد البعد التراثي الجزائري في أشكال حديثة وأصيلة تستمد قوّتها وإبداعها من عبقرية الشعب الجزائري وذاكرته الزاخرة بالمواقف والبطولات والتضحيات، استمتع بالعرض الفني التراثي «حيزية» في قاعة العروض الكبرى «أحمد باي».

تفاعل الجمهور الحاضر على مدار ساعتين من الزمن مع حكاية رحلت بهم إلى قصة حب عذري بين «حيزية» و ابن عمها «سعيد»، اللذين عاشا في أواسط القرن الماضي وتأجّجت مشاعر الحب في قلبيهما، لكن هذه العلاقة العذرية العفيفة اصطدمت بأعراف القبيلة باعتبارها «طعنا في الشرف وخدشا للحياء». 

أوبيريت «حيزية» التي تروي تفاصيل دارت في البادية الصحراوية الجزائرية عن بنت أحمد بن الباي أحد أعيان عرش الذواودة بسيدي خالد «حيزية «وابن عمها السعيد، التي لم يقبل والدها أن تتناول الألسن سيرة سليلته، فقرر الرحيل إلى التل وقطع حبل الوصل بينها وبين محبوبها سعيد، وهو ما أثر كثيرا على نفسية ابنته التي توفيت بعدها من شدة حسرتها على الفراق، تاركة وراءها السعيد لوحده في هذه الحياة القاسية، فيما لم يجد سعيد الذي قضى آخر أيامه معتكفا بعيدا عن الناس بخيمتة، سوى الشاعر محمد بن قيطون ليطفئ لهيب لوعته، ويخلّد الراحلة حيزية في قصيدة تجمع بين الرثاء والوصف، قال في مطلعها: «عزوني يا ملاح في رايس لبنات سكنت تحت اللحود ناري مقدية...».

«حيزية» التي تم تقديمها بحلة امتزج فيها الشعر بالحوار البليغ، ضمّ جميع العناصر البصرية والصوتية والحركية الكوريغرافية على خشبة قاعة «أحمد باي»، واستعادت زمنا من العشق والحب الذي يصطدم بالأعراف، وسط أجواء حالمة تستعيد حكاية حيزية وسعيد بما تختزنه من قيم وجماليات.

وعرفت الأوبيرات الغنائية التي لحنها المرحوم محمد بوليفة وأخرجها فوزي بن إبراهيم، مشاركة عدد كبير من الفنانين الجزائريين كمحمد عجايمي، الذي يجسد دور والد حيزية، جهيدة يوسفي في دور الأم، لمياء بطوش في دور حيزية وناصر عطاوي في دور سعيد.

من هنا وهناك 

مهرجان يحتفي بتقاليد الصحراء

تستضيف محافظة تطاوين في جنوب شرق تونس، الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية الذي يحتفي بتقاليد الصحراء والموروث الثقافي لسكانها من الأول إلى الرابع من مارس المقبل.

وتنتشر القصور الصحراوية في محافظة تطاوين - 380 كيلومترا جنوب العاصمة ـ وعددها أكثر من 150 قصرا؛ أشهرها (قصر زناتة) و(قصر الحدادة) و(قصر أولاد دباب) و(قصر أولاد سلطان). وبدأ بناء القصور في الأماكن المرتفعة للفرار من هجمات الغزاة، ثم انتشرت في السهول، وتتميّز بشكلها المعماري الفريد. ويتألّف كل واحد من غرف يصل عددها إلى أكثر من 300 غرفة، ويتكوّن من مدخل رئيس يقود إلى ساحة كبيرة، فيما تتوزع الغرف على كل الجوانب فوق بعضها البعض، وغالبا ما تقام على ثلاثة أو أربعة طوابق وتربط بينها مدارج صغيرة.

وقال علي الثابتي المتحدث باسم المهرجان: «المهرجان يضم فقرات تتمثل في اللوحات الفنية والعروض الفرجوية التي تبرز العادات والتقاليد والموروث الثقافي الأصيل للجهة». وينظم المهرجان مجالس أدبية وليالي شعرية ومعارض وثائقية وتشكيلية ومعارض للصناعات التقليدية وسباقات في الفروسية والرماية ورحلات سياحية، إضافة إلى عروض فنية.

وفي حفل الختام يقدّم المهرجان عروضا للعرس التقليدي والألعاب الشعبية التقليدية إضافة إلى عرض فني تقدّمه فرقة «عيون الجبل» الليبية. وتشارك في الدورة الجديدة للمهرجان مصر والأردن والمغرب وليبيا والجزائر والإمارات وفرنسا وروسيا.

أديل تخطف الأضواء من بيونسي

اكتسحت النجمة البريطانية أديل حفل جوائز غرامي الموسيقية، ففازت بأكبر ثلاث جوائز، وهي أفضل ألبوم وأفضل أغنية مسجّلة وأغنية العام، وحققت انتصارا تاريخيا مفاجئا على المغنية الأمريكية بيونسي في ليلة محمّلة بالتصريحات السياسية والتأبين المفعم بالشجن.

وفازت أديل (28 عاما) بجوائز غرامي الخمسة التي رشحت لها بما في ذلك عن ألبومها «25» وأغنيتها الناجحة «هالو»، وأصبحت بذلك أوّل فنان يفوز بالجوائز الثلاثة الكبرى مرتين في تاريخ غرامي بعد أن فازت بها في 2012 عن ألبومها «21».

كانت بيونسي (35 عاما) قادت ترشيحات غرامي بتسع جوائز عن ألبومها الناجح «ليمونيد»، الذي يتناول قضايا العرق والمساواة بين الجنسين والخيانة، لكنها فازت بجائزتين فقط، مما أحبط آمالها في الفوز بجائزة غرامي أفضل ألبوم في العام للمرة الأولى في تاريخها.

وبدت أديل التي حصدت خلال مسيرتها الفنية 15 جائزة غرامي في المجمل مذهولة. وقالت للصحفيين خلف الكواليس إنها تشعر بأن «هذا هو وقتها (بيونسي) لتفوز». وقالت أديل لبيونسي لدى تسلمها الجائزة: «ملكتي ومحبوبتي هي الملكة بي. أعشقك». وأضافت: «لا يسعني قبول هذه الجائزة وأشعر بالتواضع الشديد والامتنان، لكن فنانة حياتي هي بيونسي، وهذا الألبوم بالنسبة لي - ألبوم ليمونيد - عمل ضخم».

وحازت بيونسي وأديل أيضا على أكثر التعليقات عما قالتاه أثناء الحفل.

وفي أول ظهور لها منذ إعلانها المفاجئ قبل 12 يوما أنها في انتظار ميلاد توأمين، ارتدت بيونسي ثوبا ذهبيا لامعا شفافا، وغنت مزيجا من الأغاني الراقصة العاطفية مثل «لوف دروت» و»ساندكاسلز».

وعلى غرار حفلات توزيع الجوائز الأخرى في هوليوود مؤخرا، لم يدّخر الفنانون جهدا للحديث عن السياسة. وارتدت المغنية كاتي بيري شارة على ذراعها، كتبت عليها كلمة «برزيزست»؛ أي «اصمد»، وأدت أغنية «تشايند تو ذا ريزم»، وخلفها كتبت عبارة «وي ذا بيبول»، وهي الجملة الافتتاحية في الدستور الأمريكي.

وكان الفائز الكبير الآخر في الحفل هو نجم الروك البريطاني الراحل ديفيد بوي، الذي فاز بخمس جوائز غرامي عن ألبوم «بلاكستار»، وهو آخر ألبوماته، ولم يحصل بوي أثناء حياته على أي جائزة غرامي عن ألبوم أو أغنية منفردة. وفاز المغني دريك بجائزتي غرامي عن أغنيته «هوتلاين بلينج»، لكنه لم يحضر الحفل لأنه يقوم بجولة غنائية في إنكلترا.

«لا لا لاند» يحصد جوائز «بافتا»

حقّق الفيلم الغنائي الاستعراضي الأمريكي «لالا لاند» فوزاً كبيراً في لندن، حيث حصد جوائز «بافتا» لأفضل فيلم وأفضل مخرج لداميين شازيل وأفضل ممثلة لايما ستون في حفل في قاعة ألبرت هول.

ويروي «لالا لاند» للمخرج الشاب داميين شازيل، علاقة عاطفية بين شابة تطمح لأن تكون ممثلة ومؤلف لموسيقى الجاز، وهو من بطولة إيما ستون وراين غوسلينع اللذين يرقصان ويغنيان في الفيلم.

وقد حصد الفيلم حتى الآن الكثير من الجوائز الأمريكية في موسم المكافآت الهوليوودية، فقد فاز خصوصاً بـ 7 جوائز غولدن غلوب، وهو عدد قياسي، كما أنه مرشح في 14 فئة في جوائز الأوسكار التي توزع في 26 فبراير الحالي، وحقق الفيلم نجاحاً عالمياً، وحصد عائدات فاقت 270 مليون دولار.

وتفوّق «لا لا لاند» على «أرايفال» و»مونلايت» و»مانشستر باي ذي سي» و»آي، دانيا بليك»، وفاز بجائزة «الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون» (بافتا) لأفضل فيلم،

فيما حصدت إيما ستون جائزة أفضل ممثلة كانت مرشحة لها مع إيمي أدامز (أرايفل) وإميلي بلانت (غيرل أون ذي تراين) وميريل ستريب (فلورانس فوستر جنينكز) وناتالي بورتمان (جاكي).