ووري الثرى أمس بالمقبرة المركزية

قسنطينة تودّع مؤرخها وعالم الاجتماع مرداسي

قسنطينة تودّع مؤرخها وعالم الاجتماع مرداسي
  • القراءات: 780
شبيلة. ح شبيلة. ح

فقدت مدينة العلم والعلماء، قسنطينة، أول أمس الخميس، عالم الاجتماع والمؤرخ الكبير عبد المجيد مرداسي، بعد معاناة طويلة مع المرض، حسبما كشفت عنه أسرته.

الفقيد الذي حظر جنازته عدد من الوجوه الأدبية والإعلامية وحتى الفنية، ووري الثرى مساء أمس الجمعة، بالمقبرة المركزية في جو مهيب خاصة وأن المرحوم عرف بخصاله وأخلاقه بين العام والخاص فالكل يشهد بخلقه وعلمه وإبداعه في مجاله.

الفقيد والد وزيرة الثقافة السابقة مريم مرداسي، ينحدر من أسرة قسنطينية عريقة ويعد من أبرز الشخصيات بالولاية، فهو متحصل على شهادة في التاريخ ودكتوراه دولة في علم الاجتماع، وشغل منصب بروفيسور بجامعة قسنطينة لعدة سنوات، فضلا عن كونه كاتبا، حيث ألف العديد من الكتب حول الحركة الوطنية الجزائرية وحرب التحرير الوطنية والموسيقى الجزائرية وتاريخ مدينة قسنطينة .

كما ساهم بمقالات في عدة صحف وطنية، ويعتبر من أنشط الباحثين في مجالي التاريخ وعلم الاجتماع بالتزامن مع تدريسه في جامعات جزائرية وإلقائه محاضرات في عدة جامعات فرنسية، وعلى رأسها جامعة السوربون في باريس.

وقد ترك الفقيد عديد المؤلفات الهامة من بينها مؤلفات منشورة باللغة الفرنسية كتاب "قاموس الموسيقات والموسيقيين في قسنطينة"، و"الوظيفة الرئاسية في الجزائر"، فضلا عن مؤلفات أخرى ككتب حول الحركة الوطنية الجزائرية وحرب التحرير الوطنية، "الموسيقى الجزائرية" و"سوسيولوجيا فن المالوف"، وغيرها من المؤلفات التي كان آخرها "الحراك الوطني".

خبر وفاة المؤرخ الجزائري كان له وقع كبير في نفوس أصدقائه ومعارفه وتلاميذه وكذا الفنّانين والأدباء الذين هرعوا لتقديم التعازي والإشادة بخصال المؤرخ وأعماله، عبر منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن حزنهم الكبير لفقدانهم أحد أهم وأبرز علماء علم الاجتماع، حيث قال رئيس قسم علم الإجتماع بجامعة قسنطينة 2 " البروفيسور يوسف نصر. لـ"المساء" إن المرحوم كان من أبرز الأسماء المجتهدة، كان يتنبأ له بمستقبل كبير، كونه كان معتمدا على نفسه ومجتهدا ويسعى دائما لنفض الغبار عن التاريخ الجزائري عموما والقسنطيني بصفة خاصة.

وأضاف البروفيسور الذي تحدث بحرقة عن فقدان الساحة الجزائرية الأدبية للمرحوم مرداسي، أنه بعد نيله شهادة الدكتوراه زاد نشاطه خاصة في مجال التاريخ، حيث اهتم بقضايا مختلفة ومنها الموسيقى القسنطينية التي كانت عنوانا لمذكرة الدكتوراه. كما تحدث رئيس قسم علم الإجتماع عن شخصية الفقيد التي تميزت بالتواضع، حيث قال إن الراحل كان يهتم بالعلاقات الإنسانية كثيرا فكان فاتحا باب الحوار منذ أن كان أستاذا بمعهد العلوم الاجتماعية سابقا. من جهته تحدث السيد بن زقوطة توفيق، صديق المرحوم عن الجانب الإنساني والحياة الشخصية للمرحوم، حيث قال إن المرحوم كان يقول لهم دوما إن "نجاحه ساهمت فيه زوجته التي ساعدته كثيرا في مشواره العلمي والأدبي"، مؤكدا بأن الاستقرار العائلي ساهم بشكل كبير في نجاحه، ناهيك عن التواضع الكبير الذي كان معروفا به فأبوابه كانت مفتوحة لكل من أراد المعرفة. للإشارة فقد كان من بين الحضور في الجنازة ابنته الوزيرة السابقة مريم مرداسي وزوجته، فضلا عن البروفيسور أبركان وغيرهم.