انهيار بنايتين بالقصبة والبلدية تعتبر الترحيل خارجا عن نطاقها

عائلة ثورية تنجو من الموت بأعجوبة

عائلة ثورية تنجو من الموت بأعجوبة
  • القراءات: 746
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

إنهارت بنايتان صبيحة أمس، بحي الإخوة والابن بن درياس بالقصبة العتيقة، وكاد الحادث أن يخلف وفاة عائلة من ستة أفراد، نجت بأعجوبة من الموت، حيث لم تحرك البلدية ساكنا رغم المراسلات والشكاوى المودعة لدى المصالح المختصة والتزمت الصمت ـ حسبما أكده لـ ”المساء” حاحاد مرزاق، وهو من عائلة ثورية والناجي من الحادث المأساوي الذي ترك رعبا في نفوس السكان.

الحادث، حسبما أكده لنا السيد مرزاق الذي كان يتحدث بنبرة فيها حزن شديد ولوعة، كون عائلته ثورية، أثر في نفوس أهله، حيث يروي لنا أنهم سمعوا انهيار بعض أجزاء البناية مما دفعهم للخروج بسرعة وإخلاء المكان، مضيفا: ”5 دقائق عقب إخراج والدتي الكبيرة في السن وعائلتي المتكونة من 6 أفراد، انهارت البناية ونجونا بأعجوبة وبقدرة قادر من خطر الموت”.

وأضاف، في سياق حديثه أن عائلته تقطن بهذا البيت منذ سنة 1925، وهو ملكية خاصة لعائلة حاحاد، لكن مع مرور الوقت أصبحت البناية آيلة للسقوط وصنفت ضمن الخانة البرتقالية ثم الحمراء، ما دفع بالعائلة للاتصال بمصالح البلدية وتقديم تقارير التقنيين والخبراء، لكن السلطات المحلية تحرك  ساكنا”.   و«أوجه الاتهام لرئيس المجلس الشعبي البلدي وأحمله كل المسؤولية”، يضيف مصدرنا.

وحسبما لاحظته ”المساء”، فإن العائلة المتضررة من انهيار هذه البناية متواجدة في الشارع ويبقى مصيرها معلقا بين البلدية وولاية العاصمة، حيث أكد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي للقصبة آيلان محفوظ الذي كان متواجد بمكان الحادث أن البلدية قامت بمراسلة الولاية وتنتظر الرد للتكفل بالعائلة المتضررة ولا جديد يذكر، ليبقى المواطن ضحية مأساة لا ذنب له فيها.

من جهة أخرى، كشف شهود عيان تحدثنا معهم، أن هناك بناية ثالثة مجاورة تعيش خطر الردم، حيث لم يتمكن السكان الذين يعيشون بها من الخروج  عقب الحادث بسبب الردوم وتم إخراج العائلات من النوافذ، حيث يطالب هؤلاء من المعنيين التكفل بالعائلات المتضررة في أقرب وقت ممكن، قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.

ونحن نتجول بالقصبة، اجتمعت عائلات من مختلف الشوارع من القصبة تبكي وتصرخ، معربة عن خوفها الشديد من العيش في الدويرات والأسقف الآيلة للسقوط، بما فيها العائلات التي تعيش بنهج الإخوة رسيم، حيث قالت لنا  سيدة تقطن بإحدى السطوح إنها تعيش وعائلتها الصغيرة خطرا كبيرا

والسلطات المعنية لا يهمها الأمر، ومع قدوم فصل الشتاء، يتقاسم السكان البيت والشارع خوفا من انهار البنايات في أي لحظة، والسؤال المطروح: إلى متى يبقى سكان القصبة يعيشون خطر الموت المفاجئ؟

كما تحدثت ”المساء” مع المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، الملازم الأول خالد بن خلف الله، الذي أكد أن مصالحه تلقت مكالمة هاتفية صبيحة أمس، تعلم أن بناية انهارت بالقصبة، تحركت من خلالها مباشرة لعين المكان ولحسن الحظ لم يخلف الحادث خسائر بشرية ـ يقول بن خلف الله.

للإشارة، عرفت القصبة شهر أفريل المنصرم من السنة الجارية، حادث سقوط عمارة من أربعة طوابق بمحاذاة مسجد ”كتشاوة” العريق، تسبب في وفاة خمسة أشخاص، طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات وشاب ثلاثيني ورضيعة ذات 3 أشهر ووالديها.

المخطط الاستعجالي للقصبة لم ينفع

الزائر لبعض أزقة القصبة العتيقة التي تعود جذورها للعهد العثماني، يلاحظ مدى هشاشة النسيج العمراني الذي تحول بعضه إلى أطلال، مما اضطر المصالح المعنية إلى تطبيق المخطط الإستعجالي بدعم البنايات بأوتاد خشبية ومعدنية، لكن رغم ذلك، فإن الشاغلين لهذا النسيج العمراني القديم غير آمنين على أنفسهم بدليل سقوط العمارة على السكان.

وذكر لنا البعض أن الدويرات أصبحت تشكل خطرا على العائلات، وبالرغم من أنها تحفة معمارية معروفة منذ العهد العثماني، إلا أنها فقدت صورتها الجمالية بانهيار جدارنها مثلما حدث في حي نفيسة سنة 2007، بشارع ”تماغيلت” واليوم بشارع الأب والابن بودرياس.

وأضاف أحد المواطنين، قائلاً إن العائلات تعيش في خوف دائم من الانهيارات المفاجئة لهذه البناءات الهشة، مشيرا إلى أن طفلا صغيرا سقط سنة 2007 من أحد الجدران وتوفي على الفور، ليضيف مواطن آخر أنه في سنة 2003، لفظت عائلة بكاملها أنفاسها تحت الأنقاض، جراء سقوط إحدى الدويرات.