سكيكدة تودّع المفكر مالك شبل إلى مثواه الأخير

سكيكدة تودّع المفكر مالك شبل إلى مثواه الأخير
  • 681
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

شيعت أمس الأربعاء في مربع العائلة بمقبرة المجاهد بمنطقة بيسي (سكيكدة) جنازة المرحوم المفكر مالك شبل الذي وافته المنية بفرنسا السبت الأخير بعد معاناته مع مرض عضال، بحضور جمع غفير من المشيّعين من عائلة الفقيد وأصدقائه من المثقفين والفنانين والجامعيين والمواطنين، يتقدمهم وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي ووالي سكيكدة وقنصل فرنسا. وقد انطلقت الجنازة في أجواء مهيبة، من مسجد أول نوفمبر بحي مرج الذيب.

وكان جثمان الفقيد قد وصل أول أمس الثلاثاء إلى المسكن العائلي بحي قوس قزح بسكيكدة، قادما من فرنسا عبر مطار محمد بوضياف حيث كان في استقباله والي قسنطينة ومرافقيه، وتم نقله صباح أمس ليسجى بقصر الثقافة والفنون لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.

وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي ذكر في الكلمة التأبينية التي ألقاها بقصر الثقافة بخصال المرحوم ومساهماته الفكرية والعلمية، قائلا إنه واحد من الكفاءات العلمية المتخصصة في شؤون الإسلام والديانات المقارنة وباطلاعه الواسع في قضايا الدين المعقدة.

وأوضح ميهوبي أن الفقيد استطاع على مدار أكثر من ثلاثة عقود أن يقدّم للقارئ العربي والغربي على حدّ سواء رؤية أكثر جرأة وحداثة خاصة في الجانب الديني، حيث استطاع أن يدافع عن الإسلام بطريقة علمية وموضوعية بعيدة عن الراديكالية والتطرف، مما أكسبه احتراما كبيرا في الأوساط الثقافية والفكرية بفرنسا وفي العالم. 

وأكد المتحدث أن المفكر شبل وقف في وجه كل من حاول تشويه الدين أو استعماله لأغراض سياسية مدمرة، مضيفا أنه دافع بكل ما أتي من قوة عن هوية الشعب الجزائري وعن دينه، قيّمه ومقوماته، مثمّنا في الفقيد شخصيته المتشبعة بالثقافة والعلم وأنه كان كاتبا مستنيرا، فهم الغرب فقدم حصيلة تجربة عميقة وعرف كيف يتصدى بفكره للأفكار المغلوطة والتشويهات التي طالت الدين الإسلامي في هذا الظرف.

وقال في هذا الخصوص، إن الفقيد ظهر في وقت كنا بحاجة لأمثاله للدفاع عن الإسلام وهوية الإسلام والأمة التي كان يراها الغرب أمة تطرف وإرهاب، حيث استطاع المرحوم بأسلوب بسيط مبني على العقل والمنطق أن يبين للغرب عكس ذلك، فاستطاع أن يقف لأكثر من 30 سنة في مواجهة تيارات الفوبيا والتخويف، ونجح في إرسال الكثير من الرسائل للمجتمعات الغربية عن الجماعات المتطرفة التي أساءت لديننا الحنيف.

  الأصداء

❊أكد الإبن ميكاييل شبل الذي كان جد متأثر أن والده كان شخصية متميزة مرتبطة كل الإرتباط بوطنه الأم وكان طوال حياته مدافعا عن الراية الوطنية في بلاد الغربة والدليل أنه رفض الجنسية الفرنسية وظل مدافعا عن الإسلام، مضيفا بأنه في أيامه الأخيرة أوصى بأن يدفن بأرضه بجانب عائلته.

❊ صهره لعور سطايحي عبد الحميد قال بأن المرحوم كان على ارتباط بالوطن لكن المؤلم كما أضاف أن الرجل لا يعرف في أوساط الأجيال الحالية.

❊نور الدين بودماغ مدير قصر الثقافة، قال: «برحيل ملك شبل تكون الجزائر قد فقدت قامة من قامات الثقافة والفكر شرفت الجزائر والعالم الإسلامي»، مشيرا إلى أن القصر سينظم معرضا لمختلف إصداراته مع برمجة ملتقى حول فكر الفقيد تطبيقا لتعليمة الوزير.