فضيحة مدوية في أعلى هرم الكرة الإفريقية

ال”فيفا” توقف أحمد أحمد بتهمة الفساد والرشوة

ال”فيفا” توقف أحمد أحمد بتهمة الفساد والرشوة
  • 746

ضربت سمعة كرة القدم الإفريقية، أمس، في مقتل بعد قرار لجنة الأخلاقيات في الاتحاد الدولي لكرة القدم  الفيفا بتوقيف رئيس الكنفدرالية الإفريقية للعبة الكاف، الملغاشي أحمد أحمد، لمدة خمس سنوات كاملة بعد ثبوت تورطه في تلاعبات مالية وتعاطي الرشوة ومنحها.

وفجرت هذه اللجنة، قنبلة قوية في عرين الكرة الإفريقية بإعلانها إيقاف أحمد أحمد من ممارسة كل أنشطة كروية، إدارية ورياضية على المستويين الوطني والدولي بتهمة تقديم وتلقي هدايا وبعض المنافع الأخرى إلى جانب تجاوزات على مستوى الإدارة المالية للهيئة الكروية القارية. ويكون هذا القرار تتويجا لحادثة تعرض الملغاشي شهر جوان من العام الماضي للإيقاف للنظر من طرف محققين فرنسيين بالعاصمة الفرنسية باريس إثر شكوك بتورطه في قضايا فساد ولكنه خرج سالما حينها ولكن إلى حين. فما كان مجرد أحاديث هامشية وتسريبات إعلامية في وقت سابق، تحوّل إلى حقيقة قائمة حول وجود شبهات في تسيير أعلى هيئة كروية قارية بعد أن تحرّكت لجنة الأخلاقيات في المنتظم الكروي العالمي الفيفا التي أكدت ما كان مسكوتا عنه في قمة هرم الكاف بعد أن وقفت على تلك الخروقات والتجاوزات المالية في تسيير أموال الهيئة الكروية الإفريقية. والمؤكد أن التحريات التي قد تفتحها مصالح أمنية دولية في هذه القضية سوف لن تتوقف عند قرار التوقيف لمدة خمس سنوات وغرامة مالية بقيمة 200 ألف فرنك سويسري بالنظر إلى حجم الأضرار المرتكبة، خاصة وأن الأمر يتعلق بقضايا تحرّش ورشاوى وامتيازات غير مبررة تحصل عليها من دون وجه حق، هو والمقربون من محيطه.

وتحركت لجنة الأخلاقيات في الاتحاد الدولي مباشرة بعد تقديم الملغاشي، البالغ من العمر 60 عاما ترشحه لعهدة ثانية على رأس الهيئة الكروية الإفريقية بدعم من رؤساء مختلف الاتحاديات الإفريقية. وهو ما يدفع إلى التساؤل حول التزكية التي قدمها هؤلاء لهذا الأخير وهم على علم مسبق بتجاوزاته وسوء التسيير الذي طبع سنوات عهدته حيث وقع في نفس الفخ الذي وقع فيه سابقه الكاميروني، عيسى حياتو الذي تربع على عرش الكرة الإفريقية على مدار عدة عقود قبل أن تتسبب تصرفاته وقبضته الحديدية وسوء تسييره والمحاباة التي طبعت فترته، إلى الخروج من الباب الضيق لعرش الكرة الإفريقية. ويكون أحمد أحمد الذي ظهر بمظهر الرجل النزيه وصاحب اليد النظيفة، بهذا القرار قد جرفته رياح التغيير ذاتها التي عصفت برئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتير والدولي الفرنسي، ميشال بلاتيني اللذين طردا شرّ طردة من رئاسة الاتحادية الدولية ضمن أكبر فضيحة تسيير عرفتها وشملت رؤساء اتحاديات عدة دول في القارات الخمس. 

وكلفت لجنة الأخلاقيات المستقلة التابعة للاتحاد الدولي في بيانها الذي أعلنت فيه توقيف أحمد أحمد، نائبه كونستانت سليماني عوماري، بالاشراف على تسيير الكاف بالنيابة تنفيذا لمواد النظام الداخلي للهيئة القارية إلى حين إجراء انتخابات جديدة. وأكدت الكاف في بيان أصدرته بعد هذه الفضيحة على مواصلة عملها بطريقة عادية وقالت إنها تشعر بالقلق إزاء العواقب المترتبة على هذا الإجراء الطويل المدى، غير أنها تحتفظ برزنامة جميع الأنشطة والبرامج المسطرةوبإزاحة أحمد أحمد من رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فلم يبق في السباق لخلافته سوى الموريتاني أحمد يحي والإيفواري جاك انوما، والجنوب إفريقي، باتريس موتسيبي، والسينغالي، اغوستين سينغور.