بعد أن أبهرت في ألعاب المتوسط و"الشان"

الجزائر تُضيء سماء إفريقيا في افتتاح "كان الصغار"

الجزائر تُضيء سماء إفريقيا في افتتاح "كان الصغار"
  • 1048
ت. عمارة    ت. عمارة

❊ حفل بوسم "صنع في الجزائر" وفلسفة "السهل الممتنع"

صنعت الجزائر الحدث مرة أخرى بتألقها في حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا تحت 17 عاما بملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، والذي كان مميّزا بألوان القارة السمراء، أبرز تمرّس الجزائر في تنظيم الأحداث الرياضية الكبيرة خلال الفترة الأخيرة..

رغم أن حفل افتتاح "كان الصغار" كان قصيرا (16 دقيقة)، ولم يكن بمستوى "نجومية" حفلي ألعاب المتوسط بوهران و«شان 2023"، إلاّ أن متابعيه أكدوا بأنّه كان ممتعا ووصفوه بـ"السهل الممتنع"، وهو الذي حرص على استذكار تاريخ الجزائر وإفريقيا الثقافي والتاريخي باللغة الفنية وسط تجاوب كبير من الجماهير الحاضرة بالملعب. جاء حفل كأس أمم إفريقيا تحت 17 عاما، أمس، بموضوع "إفريقيا والشباب"، تماشيا مع فحوى الحدث الكروي الذي يخص اللاعبين الناشئين، والذي تحرص "الكاف" من خلال تنظيمه على منح الأمل لشباب القارة السمراء لتجاوز مشاكلهم اليومية وتحقيق أحلام طفولتهم.  وشهد الحفل تقديم ومضات استعراضية بالأضواء، وفقرات فنية وموسيقية من إنتاج جزائري 100 %، فضلا عن الحرص على الإشادة وتكريم وتحيّة عدد من رموز القارة السمراء  في السياسة والفن، في صورة محبوب الجماهير وملك أغنية الراي، الراحل الشاب حسني. وشارك في الحفل نخبة من الفنانين، يتقدمهم الفنان الجزائري أحمد جميل غولي المعروف بـ"جام"، الذي أدى الأغنية الرئيسية في الحفل.

وحضر حفل الافتتاح كل من وزير الشباب والرياضة، عبد الرحمن حماد، والأمين العام للاتحاد الإفريقي لكرة لقدم، موسونغا فيرون، فضلا عن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جهيد زفيزف وعديد الضيوف الآخرين وفي مقدمتهم ممثلي السلك الدبلوماسي بالجزائر.

وكانت الجزائر قد بصمت في مناسبتين سابقتين على حفلي افتتاح بمواصفات عالمية، عندما نظمت ألعاب البحر الأبيض المتوسط صيف العام الماضي بوهران، وبطولة إفريقيا للاعبين المحليين "شان 2023" بداية العام الجاري، ما جعلها محل إشادة عالمية واسعة من طرف وسائل الإعلام والمتابعين والجماهير، ونجحت في التسويق والترويج لثقافتها وتقاليدها العابرة للتاريخ، برسائل مؤثرة لقيت تجاوبا كبيرا من طرف الجماهير الجزائرية، التي حضرت بملعبي ميلود هدفي بوهران ونيلسون مانديلا ببراقي، إلى درجة أن عناوين وسائل الإعلام العالمية آنذاك استقرت على كلمات واحدة اختصرت في "الجنون الجماهيري" و"الحفل الأسطوري" و"الإبداع الجزائري"، لترجمة ما تمت مشاهدته بالصرحين العالميين المخصصين للحدثين.

وخلّف حفل افتتاح "شان 2023" ردود فعل واسعة بفضل استقطاب الجزائر لنجوم الفن العالمي رغم "إفريقية" الحدث الكروي، وفي مقدمتهم النجم الجزائري، "سولكينغ"، صاحب السمعة العالمية والشعبية الجارفة في القارة السمراء وأوروبا، في وقت حرصت فيه الجزائر أيضا على إبراز دورها الريادي في القارة السمراء من خلال إلقاء الضوء على تاريخها وثقافتها دون إقصاء أو تمييز، ولم يحِّد المنظمون لكأس أمم إفريقيا تحت 17 عاما عن نفس الأفكار والنهج، عندما أعدوا برنامج حفل الافتتاح كان بأفكار جزائرية خالصة وإمكانات محلية لتأكيد الخبرة الواسعة المكتسبة، والتي يرى فيها متابعون بأنّها ستكون بمثابة تحضير استثنائي لاحتضان الجزائر لكأس أمم إفريقيا 2025 أو 2027، اللتين ترشحت لهما بصفة رسمية، في انتظار قرار الفصل النهائي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم الصيف المقبل.