الأخضر الإبراهيمي

التدخل ”الأطلسي” في ليبيا لم يزدها إلا خرابا

التدخل ”الأطلسي” في ليبيا لم يزدها إلا خرابا
الأخضر الإبراهيمي، الديبلوماسي الجزائري والمبعوث السابق للأمم المتحدة إلى سوريا
  • 750
ي. ن ي. ن

أكد الأخضر الإبراهيمي، الديبلوماسي الجزائري والمبعوث السابق للأمم المتحدة إلى سوريا، أن التدخلات العسكرية الأجنبية العشوائية في ليبيا كانت سببا في خلق مشاكل كثيرة لهذا البلد في تكرار لما عرفه اثر التدخل العسكري للحلف الأطلسي بمبادرة فرنسية، وزاد مشاكله تعقيدات كبرى.

وقال وزير الخارجية الجزائري الأسبق في تصريح صحفي، أن التدخلات العسكرية العشوائية في الشؤون الداخلية للدول كثيرا ما تؤدي إلى حدوث مشاكل كبيرة للبلد المستهدف، مؤكدا أن ليبيا لم تخرج عن دائرة هذا الإشكال بعد أن تحول التدخل الأطلسي فيها إلى كابوس مازالت تبعاته قائمة إلى حد الآن وهو ما نشتكي منه. وأضاف الدبلوماسي الجزائري المخضرم أنه وانطلاقا من تجربته الشخصية، فإن التدخل العسكري في دولة تواجه مصاعب مثل التي تواجهها ليبيا، نادرا جدا ما يكون إيجابيا إلا اذا كان بقرار واضح من مجلس الأمن الدولي وهو أمر غير حاصل بالنسبة للتدخلات التي نراها الآن في ليبيا  كونها تدخلات عشوائية وكل واحد يتدخل كما يريد. وقال الإبراهيمي خصوص دور مجلس الأمن الدولي في الأوضاع القائمة في سوريا والعراق واليمن أن هذا الدور غير موجود لأن الأمم المتحدة شبه معطلة ومن يعطلها هم أعضاء مجلس الأمن وليس الأمين العام، بقناعة أن هذا الأخير مجرد موظف لدى الدول الأعضاء ويتحرك سوى في الاطار الذي يسمح له أن يتحرك في نطاقه.

وأشار في ذلك إلى إحدى مواد ميثاق الهيئة الأممية التي تنص على أن الأمين العام الأممي يستطيع التوجه لمجلس الأمن للفت نظر أعضائه إلى مشكلة تهدد الأمن العالمي وعليه فإن الدول هي التي تسيره كونه الجهة التي تتخذ القرار النهائي. وتطرق الإبراهيمي في تصريحه إلى مسألة إصلاح مجلس الأمن الدولي الجاري الحديث بشأنها منذ عهدة الأمين العام السابق للأمم المتحدة، خافيير بيريز دي كويلار بين سنتي ”1982-1992” حيث أشار إلى ما تم تحقيقه في نهاية خمسينات وبداية ستينات  القرن الماضي في سياق موجة استقلال الدول الإفريقية التي فرضت تعديل عضوية مجلس الأمن من 11 عضوا سنة 1945 تاريخ تأسيس الأمم المتحدة إلى 15 عضوا في الوقت الحالي. وختم بالتأكيد أن الاستجابة لمطالب إصلاح مجلس الأمن الدولي المتواصلة من دول أمريكا اللاتينية وأسيا وإفريقيا لن تكون ليوم غد وخاصة وان دول هذه القارات لم تتفق إلى حد الآن حول من يمثلها في الهيئة الأممية محبذا الأخذ بالمقترح الإفريقي الداعي إلى اعتماد أسلوب التناوب والتدوير على المنصب إرضاء للجميع.