"المساء" ترصد مؤشرات التنمية بباتنة

قطار الاستثمار العمومي يقلع بكل طاقته

قطار الاستثمار العمومي يقلع بكل طاقته
  • القراءات: 1218
روبورتاج: عبد السلام بزاعي روبورتاج: عبد السلام بزاعي

❊ رفع التجميد عن 116 مشروع استثماري عمومي معطل

❊ نحو إنجاز 6232 وحدة سكنية جديدة 

❊ 80 مليارا لتحسين وجه عاصمة الأوراس

شُرع، مؤخرا، بباتنة، في رفع العراقيل عن 116 مشروع استثماري عمومي عالق (من 2016 إلى 2018)، حسبما أعلن عن ذلك والي باتنة محمد بن مالك، الذي أوضح في لقاء عقده، أن العملية تندرج ضمن مساعي الدولة للدفع بالمشاريع التنموية في مختلف المجالات، فيما حث المسؤول المصالح المختصة على مرافقتها، لتجسيدها على أرض الواقع.

أبرز بن مالك، خلال هذه الجلسة، أن تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بشأن تذليل العقبات أمام الاستثمار العمومي، ستمكن من استحداث عدد معتبر من مناصب الشغل لشباب الولاية.

وتم في هذا الصدد، رفع التجميد عن 15 مشروعا من أصل 166 مشروع استثماري معطل، منها تلك التي عززت قطاع الشباب والرياضة بولاية باتنة، بمبلغ يقدر بحوالي 15 مليار سنتيم، بعد موافقة الوزير الأول ووزير المالية، نهاية شهر ديسمبر 2023. ويتعلق الأمر بمشروع دراسة تكييف وملاءمة وإنجاز مركّب رياضي جواري ببلدية سريانة، بمبلغ يفوق 7.2 ملايير سنتيم، ومشروع دراسة تكييف وملاءمة وإنجاز مركب رياضي جواري ببلدية فم الطوب، بمبلغ يفوق 7.2 ملايير سنتيم. وتمت الإشارة إلى أن المشروعين مسجلان منذ سنة 2014، وتم تجميدهما سنة 2015.

كما تم رفع التجميد عن مشروع الملعب الأولمبي بسعة 30 ألف مقعد، الذي كان مجمدا منذ سنة 2013، ومحطة تصفية المياه المستعملة بمبلغ 500 مليار سنتيم، والتي كانت مجمده منذ سنه 2016. ويضاف إلى ذلك تجديد قنوات ربط سد بني هارون بسد كدية لمدور بتيمقاد على أكثر من 54 كلم، بتكلفة إجمالية قُدرت بـ 3 آلاف مليار سنتيم؛ حيث يمتد الشطر الأول على مسافة 24 كلم، بمدة إنجاز قدرت بـ 5 أشهر، وبقنوات ضخ ذات قطر 2 متر. وتم إسناد أشغال الإنجاز لمجمع "كوسيدار" ذي القدرات والكفاءة العالية، بتكلفة تصل إلى 1200 مليار سنتيم، مع العمل على توطيد ورشة الشطر الثاني من المشروع، ومشروع ربط ولاية باتنة بالطريق السيار "شرق - غرب" عبر محول شلغوم العيد بولاية ميلة، على مسافة 62 كلم، بمبلغ قدره 600 مليار سنتيم، خاص بـ 20 كلم تقع بولاية باتنة.

وفي قطاع السكن، استفادت ولاية باتنة من 10 آلاف وحدة سكنية، مع توفير العقار الخاص بتوطينها، مع العلم أن الولاية لم تستفد من حصص سكنية منذ سنة 2018، فيما تم توفير العقار لاستيعاب 10 آلاف وحدة سكنية، مع تسوية وضعية سد بوزينة بخصوص ربط السد بالشبكة الكهربائية، ودخوله حيز الخدمة قريبا، والذي كان متوقفا منذ سنة 2019.

ويضاف إلى ذلك رد الاعتبار لمطار باتنة الشهيد مصطفى بن بولعيد الدولي، ودعمه بعدد هام من الرحلات المحلية والدولية، تصل إلى 12 رحلة محلية و3 دولية، مع ضمان نقل الحجاج الميامين هذا الموسم.

كما تَعزز القطاع الصحي بمشروع المستشفى الجديد ببلديه عين التوتة بسعة 120 سرير، وإعادة بعث الأشغال بمشروع 780 مسكن في صيغة "عدل"، والذي كان متوقفا منذ سنة 2021.

كما تم رفع كل العراقيل عن مشروع الطريق الوطني الرابط بين ولاية باتنة وولاية خنشلة على مسافة 74 كلم، بمبلغ قدره ألف مليار سنتيم، مع فسخ العقد مع المقاولات المتقاعسة، ووضعها في القائمة السوداء، وتخصيص مبلغ قُدر بـ 400 مليار سنتيم لصيانة 357 كلم، مع إعادة تهيئة مقر وحدة الحماية المدنية ببلدية تازولت بمبلغ 7 ملايير سنتيم، ورفع التجميد عن منطقة التوسع السياحي بمنطقة سعيدة ببلديه نقاوس، والاستفادة من صومعة تخزين للحبوب بسعة مليون قنطار.

وفي نفس السياق، أشار المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية، إلى استحداث العديد من مناصب الشغل، مع دخول هذه المشاريع حيز الخدمة. كما ستعمل على المساهمة في استقرار الأسعار، وتعزيز الإيرادات، وإنشاء الثروة، والتصدير خارج نطاق المحروقات. وأكد أن الدولة تعمل على تحسين مناخ الاستثمار، وتوفير تسهيلات تمكن المستثمرين من العمل بكل أريحية، وبعيدا عن البيروقراطية؛ طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية، التي يحرص من خلالها على توفير المناخ الملائم للمستثمرين، ومرافقتهم لبعث الحركة الاقتصادية، وتوفير مناصب شغل للشباب.

6232 حدة سكنية جديدة لمواجهة أزمة السكن

استفادت ولاية باتنة من 6232 وحدة سكنية جديدة من مختلف الصيغ، ليرتفع عدد الوحدات السكنية التي استفادت منها الولاية منذ نهاية سنة 2022 حتى اليوم، إلى 10 آلاف وحدة سكنية، بعد التزام وتعهد سابق من والي باتنة، بتوفير وعاء عقاري يستوعب هذا العدد الهام من السكنات والخالي من أي عراقيل.

وأوضح بن مالك أن الولاية لم تستفد من أي برنامج سكني منذ سنة 2018؛ لعدم استهلاك الحصة المخصصة للولاية، وعدم توفر العقار الخالي من العوائق والبيروقراطية؛ حيث تم تخصيص وعاء عقاري لاستيعاب أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية خالية من كل العراقيل. وسيتم ربطها بمختلف الشبكات بمنطقة جرمة. كما كشف عن حصة سكنية ـ وكان القطاع استفاد سابقا ـ من 3750 وحدة سكنية في مختلف الصيغ، تعود حصة الأسد فيها للبناء الريفي، مع رصد 60 مليار سنتيم للتهيئة والتحسين الحضريين.

رصد 80 مليار سنتيم لتغيير وجه المدينة

استفادت ولاية باتنة من غلاف مالي قُدر بـ 80 مليار سنتيم، موجه للتهيئة العمرانية والتحسين الحضري، وإعادة تأهيل عدة مواقع ما بين حضرية وشبه حضرية؛ كشطر أول لرد الاعتبار للطرقات والإنارة العمومية والتهيئة الحضرية بمختلف بلديات الولاية،  في إطار الجهود المبذولة لتغيير وجه المدينة، واعتماد الحملات التطوعية للتنظيف، حسبما أعلن عن ذلك المسؤول على هامش اجتماع المجلس التنفيذي للولاية.

كما أعلن، بالمناسبة، عن ترسيم جائزة خاصة بأحسن بلدية في مجال الإنارة العمومية، ونظافة المحيط، ووضعية الطرق، وظروف تمدرس التلاميذ.

وأفاد الوالي في هذا السياق، بأن عمليات التحسين الحضري تندرج ضمن مسعى طموح، يستهدف دعم وتنمية الهيكل الحضري بطريقة تسمح بتحسين المنظر العام لمدينة باتنة. وتتضمن العمليات في مرحلة أولية، حسب المسؤول التنفيذي، إعادة تأهيل أشطر الطرق المتدهورة التي تضررت بفعل أشغال عمليات تجديد القنوات، والربط بشبكتي التطهير ومياه الشرب، وإصلاح الأرصفة، ونزع الممهلات في الطرقات الوطنية والولائية.

وأكد المسؤول أن تجسيد هذا البرنامج يندرج ضمن الجهود القائمة على تحسين الإطار المعيشي للمواطنين. ويستهدف مرافقة التغييرات التي يأمل من خلالها المواطنون أن تحوّل هذه المشاريع الولائية إلى ورشة حقيقية، مفتوحة على قطب جهوي متفاعل تنمويا. ولهذا الغرض تم تخصيص جائزة أحسن مدينة في كل المجالات، ومحاربة ظاهرة سرقة الكوابل النحاسية عبر 64 كلم، التي كلفت خزينة الولاية 170 مليار سنتيم.

... و70 مليارا لتهيئة وإصلاح شبكة الطرقات

أولت السلطات الولائية بباتنة، أهمية كبيرة لتوزيع مشاريع قطاع الأشغال العمومية. وتحرص على إتمام إنجاز الطرق لتفادي إتلاف الجزء المنجز منها في إطار مختلف البرامج التي استفادت منها الولاية؛ لتمكين المواطنين من استعمالها، وفك العزلة عن المناطق النائية، مع أخذ بعين الاعتبار اقتراحات البلديات في ما يتعلق بتسجيل المشاريع المتعلقة، على وجه الخصوص، بصيانتها.

وحسب والي باتنة محمد بن مالك، سيُشرع، قريبا، في إنجاز 25 مشروعا، خُصص لها غلاف مالي قدره 70 مليار سنتيم، سيوجه لتهيئة وإصلاح شبكة الطرقات الولائية والوطنية على مسافة 10485 كلم                               

وأوضح بن مالك في خرجة ميدانية له مؤخرا، لتفقّد سير أشغال إنجاز العديد من المشاريع التنموية بالولاية، أن 3 مشاريع انطلقت أشغالها خلال الثلاثي الأخير من سنة 2022، ورُصد لها مبلغ 14 مليار سنتيم لإنجازها على مساحة 15 كلم، إضافة إلى انطلاق عمليات إعادة تهيئة الطريق الرابط بين باتنة وعيون العصافير على مسافة 12 كلم.

وفي إطار الجهود المبذولة لدعم شبكة الطرقات بالولاية، ستنطلق، قريبا، أشغال ربط باتنة بالطريق السيار عبر الورشات المتوقفة، حسب ما أوضح الوالي، الذي تحدّث عن عمليات صيانة، شملت 26 كلم من الطرقات خلال السنة المنقضية.

وأكد، من جهة أخرى، أنه سيُشرع قريبا في أشغال مشروع الربط بالطريق السيار "شرق ـ غرب" في شقه الرابط بين باتنة وشلغوم العيد بولاية ميلة على مسافة57 كلم،

ستمكن من قطع المسافة خلال 40 دقيقة، إضافة إلى الشطر الرابط بين بولفرايس وبلدية الشمرة. كما تم تحديد أهداف لصيانة 150 كلم خلال السنة الجارية، فضلا عن ازدواجية الطريق على مسافة 20 كلم.   

وبخصوص صيانة الطرق البلدية التي كانت محل انشغال المواطنين الذين رفعوها إلى الوالي في العديد من دوائر الولاية والبلدية خلال زياراته الميدانية إلى العديد من المشاريع وضمن برامج مخططات التنمية البلدية، تم قبل هذه السنة، تسجيل 82 مشروعا، أُنجزت حصة الأسد منها. وسبق أن سُلِّم قبل هذه السنة، 440.3 كلم من الطرق البلدية.

مطار باتنة يتدعم برحلات إضافية

تَدعّم مطار "مصطفى بن بولعيد" بباتنة، برحلات جوية إضافية، كما صرح بذلك والي الولاية، تضاف إلى الرحلات السابقة نحو الجزائر العاصمة وفرنسا.

وتشمل هذه الرحلات، حسب المسؤول عن الجهاز التنفيذي للولاية، 4 رحلات؛ منها 3 دولية تجاه باريس ومارسيليا وليون، ورحلة محلية إلى الجزائر العاصمة.

ويطالب سكان الولاية والمستثمرون برفع عدد الرحلات الجوية، التي أصبحت مطلبا ملحّا في وجود فرص الاستثمارات، بعد رفع العراقيل عن 116 مستثمر مؤخرا، لمباشرة نشاطهم في أحسن الظروف. وتكمن هذه المطالب في فتح رحلات إضافية نحو البقاع المقدسة، وإسطمبول.

يُذكر أن مطار باتنة الذي أُنجز بمواصفات ومعايير دولية، من شأنه أن يشكل فضاء آخر للاستثمار، وجلب السياح، والمساهمة في بعث الاقتصاد الوطني والتنمية المحلية. ووفق ما أفاد بذلك بيان الولاية في الموضوع، فقد أعادت الخطوط الجوية الجزائرية الحيوية إلى هذا المطار، ليقفز العدد الإجمالي للرحلات إلى 16 رحلة  جوية.