"المساء" ترافق عناصر الدرك في مهام تأمين وتحسيس المصطافين

الدرك.. عيون حارسة برا وبحرا

الدرك.. عيون حارسة برا وبحرا
  • القراءات: 4917
مبعوثة "المساء" إلى مستغانم: نسيمة زيداني مبعوثة "المساء" إلى مستغانم: نسيمة زيداني

* مداهمات فجائية وحملات تحسيس عبر شواطئ 14 ولاية

* مساع لمحاصرة الجريمة وتأمين ممتلكات المواطنين

* تحقيقات في سلامة مياه البحر وخلفيات حرائق الغابات

تسهر قيادة الدرك الوطني على تأمين حياة المواطنين وممتلكاتهم خلال موسم الاصطياف، اعتمادا على برنامج أمني مدروس وصارم يشمل عمليات التحسيس والمراقبة والتفتيش بالطرقات والشواطئ بالمدن الساحلية، كما منعت منعا باتا المواطنين من نصب موائد الشواء بالغابات لمنع نشوب الحرائق مع الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة، بالإضافة إلى محاربة أوكار الجريمة بكل أشكالها.

رافقت "المساء" عناصر الدرك الوطني في مهمة عمل لولاية مستغانم للوقوف على المجهودات المبذولة لضمان موسم اصطياف ناجح، وقبل الانطلاق في تنفيذ العمل الميداني، أعطيت تعليمات قبل الخروج حيث كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا، لتبدأ المهمة من مقر سرية أمن الطرقات بولاية مستغانم، أين كانت جميع الفرق والوحدات المشكلة على أتم الاستعداد للنزول الى الميدان والقيام بعملها الروتينية، وقد حضرت "المساء" جانبا من التعليمات المسداة إليهم من طرف قائد المجموعة الاقليمية بولاية مستغانم المقدم بناي مراد، الذي طالب بتطبيق القانون خلال تأدية المهام الموكلة إلى عناصر الدرك، لضمان تأمين المواطنين وممتلكاتهم. كما أسدى تعليمات لفرق الأحداث، من أجل تحسيس العائلات بضرورة مرافقة ابناؤهم وعدم تركهم وحدهم بالشواطئ تجنبا للتيهان والضياع.

بالمقابل، كلف فرق حماية البيئة برفع عينات من مياه البحر عبر الشواطئ وإرسالها للتأكد من سلامتها الى المعهد الوطني للأدلة الجنائية للدرك ببوشاوي بالعاصمة.

مراقبة، تفتيش وتنظيم حركة المرور بمحاور الطرقات

وشرع عناصر الدرك الوطني في عملهم انطلاقا من محور التفتيش والمراقبة الإخوة الثلاثة، والذي يعد من أكبر المحاور التي تعرف اختناقا مروريا تزامنا مع موسم الاصطياف، لمحاذاته كورنيش ولاية مستغانم السياحية التي تستقبل آلاف المصطافين من مختلف ولايات الوطن.

وفي حدود الساعة العاشرة صباحا، تكثفت مجهودات أعوان الدرك الوطني من خلال المراقبة وتفتيش السيارات والتحسيس من مخاطر حوادث المرور والقضاء على الزحمة المرورية وتسهيل حركة المرور وتقديم نصائح وإرشادات للسواق للتقليل من حوادث المرور مع تكثيف نقاط المراقبة والتفتيش لمحاربة الجريمة بشتى أنواعها.

وأكد المقدم بناي مراد، بأن البرنامج الخاص بموسم الصيف يشمل تنظيم حملات تحسيسية للأطفال والمراهقين من طرف فرقة حماية الأحداث لمحاربة مختلف الآفات الاجتماعية. مشيرا إلى أن العملية تتم بشكل دوري وبصفة منتظمة لضمان السيولة المرورية و احترام قواعد المرور ومنع ظاهرة التجاوز الخطير وعدم احترام القواعد.

غابة سيدي لخضر تنتظر نتائج التحقيق

الوجهة الموالية، كانت في اتجاه غابة اولاد ابراهيم التابعة لبلدية سيدي لخضر بمستغانم التي تعرضت للاحتراق، حيث كانت الساعة تشير لحوالي منتصف النهار، تزامنا مع الارتفاع الجديد لدرجة الحرارة، أين توجهنا رفقة قيادة الدرك الوطني للقيام بالتحقيق حول الاسباب الخفية وراء اشتعال النيران.

فور وصولنا لعين المكان، أخذ افراد الشرطة العلمية التابعة للدرك الوطني عينة من الحريق لإرسالها للمعهد الوطني للجناية ببوشاوي لمعرفة السبب الحقيقي لاشتعال النيران.

وأعطى المقدم برزيو عبد القادر رئيس مصلحة الاتصال بقيادة الدرك الوطني، بالمناسبة تعليمات صارمة وتحذيرات لمنع نصب موائد الشواء بالغابات لتفادي الحرائق والحد منها وتأمين حياة المواطنين، لاسيما إثر اندلاع النيران في العديد من الغابات بمختلف ربوع الوطن.

من جهته، أكد المقدم بناي مراد، أن اقليم ولاية مستغانم آمن مقارنة بالولايات الأخرى، لكن الامور تتغير مع حلول موسم الاصطياف، كون ولاية مستغانم سياحية بامتياز وتعرف استقبال عدد معتبر من المصطافين، مما يحتم تغيير الخطة الأمنية لتأمين قاصدي الولاية، من خلال تعزيز كل التشكيلات وتكثيف نقاط الحواجز للمراقبة الفجائية للطرق المؤدية للشواطئ، والتصدي لكل التهديدات من خلال استهداف أوكار الجريمة من خلال السرعة في التنفيذ والتدخل الميداني.

معاينة مياه البحر مهام أخرى لسلامة المواطن

بعد الانتهاء من التحقيق بالغابة، توجهنا نحو شاطئ "كلوفيس" الواسع المعروف بكثافة المصطافين ومقصد العديد من العائلات، حيث قام عناصر حماية البيئة بأخذ عينة من مياه البحر بشاطئ "كلوفيس"، باستعمال أنبوب خاص متعدد القياسات "مولتيمتر"، لإرسالها لمعهد الجنايات ببوشاوي.

كما قامت فرقة الاحداث بعمليات تحسيسية للمواطن والعائلات المتواجدة بالشاطئ القادمة للاستمتاع بزرقة بمياه البحر، من اجل حراسة ابناءهم وعدم السماح لهم بالسباحة خارج الاطر المطلوبة وعدم تركهم يتعرضون لحرارة الشمس التي تتسبب في اصابتهم بالمخاطر، خصوصا اوقات الزوال.

واستحسن المواطنون، من جهتهم حرص الدرك الوطني على حماية المصطافين والممتلكاتهم وتوفير الأمن، بتواجد الاعوان بزي جديد خاص بموسم الاصطياف .

تعزيزات أمنية لاستقبال المصطافين بغابة "الرحمة"

وفي حدود الساعة الخامسة مساء، رافقت "المساء" عناصر فرق الدرك بمستغانم إلى "غابة الرحمة" والتي تعد أحد أهم المنتزهات الترفيهية. أين كان في انتظارنا أفراد فرقة التدخل والحماية وفرقة الكلاب المدربة والتي شرعت في المراقبة والتدقيق عبر المنطقة التي تعد أحد أهم المناطق الخاصة بالنزهة بولاية بمستغانم، حيث استعان أفراد الدرك بفرقة الكلاب المدربة في البحث والتفتيش، خاصة عمليات مراقبة المركبات المشبوهة والمركبات المركونة بأنحاء الغابة. وقد عبر عدد من المواطنين القادمين من عدة ولايات والذين يفضلون هذا الفضاء الغابي عن ارتياحهم للإجراءات الأمنية المتخذة من طرف الدرك والتي سمحت لهم بقضاء ساعات في التنزه دون قلق، حيث أكد بعض المواطنين بأنه يفضل البقاء لساعات متأخرة بفضل توفر الأمن، في وقت استغلت فيه فرقة الأحداث الفرصة لتوعية وتحسيس العائلات والأطفال حول مخاطر الاستعمال السيئ للأنترنيت.

مداهمة فجائية للمحلات والحظائر ليلا

محطتنا التالية، كانت عبارة عن مداهمة ليلية في حوالي الساعة منتصف الليل، لمحلات الاكل السريع وحظائر السيارات والمحيط القريب للشواطئ، من طرف فرق التحري والتدخل، اين اخضعت المشتبه فيهم للتفتيش الدقيق، عل وعسى يتم حجز أسلحة بيضاء او مخدرات.

14 ولاية ساحلية تخضع لبرنامج أمني صارم

كشف المقدم بزيو عبد القادر رئيس مصلحة الاتصال بقيادة الدرك الوطني، أن قيادة الدرك الوطني سطرت مخططا أمنيا بمناسبة موسم الاصطياف يشمل كامل ربوع الوطن، وتم التركيز على الولايات الـ14 الساحلية، حيث يرتكز المخطط، حسبه، على تكثيف التواجد الميداني لوحدات امن الطرقات عبر الشبكات الواقعة ضمن اختصاص الدرك الوطني، من أجل تسهيل حركة المرور وتنقل المواطنين، خاصة من والى الولايات الساحلية، حيث تتواجد وحدات أمن الطرقات عبر مختلف المحاور المؤدية إلى الشواطئ.

كما يقوم أفراد أمن الطرقات، بالتحسيس والتوعية للمواطنين من اجل احترام قواعد المرور وتجنب كل المخالفات التي من شأنها ان تؤدي لحوادث المرور.

وأشارت المسؤول إلى تجنيد كل الوحدات للدرك الوطني على غرار الوحدات الاقليمية التي تقوم بمراقبة مختلف الشواطئ، خاصة حظائر توقف المركبات وكذا مراقبة الاشخاص الذين يحوزون على رخص الاستغلال، كما تقوم بمراقبة المحلات التي تعد المأكولات السريعة و مدى احترامها لشروط النظافة وعدم مساسها بالصحة العمومية، يوضح برزيو. وقال إن فرق الأحداث حاضرة هي الأخرى، على مستوى الشواطئ والتجمعات والاماكن السياحية، من أجل مرافقة العائلات، وتقديم الارشادات والنصائح اللازمة للعائلات والاطفال.

وأوضح أن فرق حماية البيئة، تقوم بأخذ عينات من مياه البحر، وإرسالها الى المعهد الوطني للأدلة الجنائية ببوشاوي، من اجل التأكد من سلامة المياه وصلاحيتها للسباحة.

وتقوم فرق الامن والتحري، على مستوى الشواطئ بمراقبة الشواطئ غير المسموحة ومنع ارتكاب اي مخالفات او جعلها وكرا لارتكاب مختلف الجرائم.

بالموازاة مع ذلك، يقوم افراد الدرك الوطني بدوريات على مستوى الغابات من اجل تحسيس المواطنين بضرورة تجنب كل ما من شانها ان يؤدي الى نشوب الحرائق وهذا من خلال دوريات راجلة يقوم بها افراد الدرك الوطني بتحسيس العائلات بضرورة عدم اضرام النيران او الشواء او رمي بقايا السجائر لمنع نشوب الحرائق.