مضاعفات خطيرة و"تقيّح" قاتل للأسنان

مضاعفات خطيرة و"تقيّح" قاتل للأسنان
  • القراءات: 512
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّر الدكتور سعيد ناحي، المختص في طب الأسنان، من الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية لعلاج آلام الأسنان بدون استشارة الطبيب، موضحا أن آلام الأسنان من الأعراض غير المحتملة، والتي غالبا ما تبدأ في الفترة الليلية بسبب زيادة ضغط الدم في الفم في وضعية الاستلقاء؛ الأمر الذي يدفع بالمصابين إلى التوجه المباشر نحو الأدوية، وأكثرها قوة بحجة القضاء على الآلام دفعة واحدة.

أوضح المتحدث أن آلام الأسنان من المشاكل الصحية التي لا تنتهي، والتي ترتفع الاستشارات الطبية بخصوصها مع انخفاض درجات الحرارة؛ إذ خلال أيام البرد تتحسس الأسنان بشدة، وتظهر المشاكل المتعلقة بها؛ كالتسوس أو مشاكل اللثة، أو حتى إفراط حساسيتها.

وأضاف أن الاستشارات الطبية التي تشهدها المصالح الاستعجالية للمراكز الطبية الجوارية، والأطباء الخواص، ما هي إلا نصف الحالات الحقيقية التي تحدث يوميا، وهذا راجع إلى تخوف الكثيرين من طبيب الأسنان، لا سيما هؤلاء الذين مروا بتجربة قاسية سابقة أثناء العلاج؛ باعتبار الأسنان لها علاقة مباشرة بالصداع الحاد، الذي يجعل الفرد يدخل في حالة من نوبات آلام مستمرة، لا يدرك، عادة، مصدرها الرئيس؛ بسبب انتشار الألم عبر السيالة العصبية في كافة الرأس.

ويضيف الدكتور سعيد ناحي: "إن هذا التخوف يدفع بالكثيرين إلى التوجه نحو الصيدليات، لمحاولة وقف الوجع بدون المرور على الطبيب، وعادة ما يطلبون مضادات حيوية، ومضادات التهاب لوقف الألم، إلا أن هذا التصرف قد يتحول إلى مشكل حقيقي على صحة الفرد، لا سيما أنه قد يتسبب في تفاقم المشكل بدون علاجه من أساسه".

وحذّر المختص من التوجه المباشر إلى الأدوية بدون استشارة الطبيب، مشيرا إلى أن العلاجات المنزلية قد تعقّد الأمر، وأنه يمكن الاستعانة بمسكنات الألم في حال العجلة، لا سيما خلال الليل إلى حين التوجه، صباحا، نحو طبيب الأسنان للعلاج. وأكد أن استعمال المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب واستهلاكها بدون وصفة، قد يتسبب في ظهور تقيّح على مستوى اللثة، قد يتطور إلى غاية بلوغ مرحلة التهاب النسيج الخلوي للثة، فيظهر انتفاخ على مستوى الوجه، ويصل إلى الرقبة، وهي عدوى بكتيرية تزيد من حدة الألم، ويمكن أن يكون ذلك القيح قاتلا إذا ما انتشر في بقية أنحاء الجسم، لا سيما إذا بلغ الأعضاء الحساسة؛ كالدماغ، والرئة أو القلب؛ فما إن يخرج من نطاقه الضيق تحت الجلد، يكن سريع الانتشار حينها.

وأضاف المختص أن التصرف غير الواعي والاستهلاك المفرط للأدوية ما هو إلا وسيلة لوقف العمل الطبيعي لمناعة الجسم في محاربة تلك البكتيريا، والتي يمكن علاجها من خلال علاج تسوّس الأسنان، أو علاج عصب السن في حال تهيّجه، أو قلعه تماما إذا كان في حال غير عكسية ولا يمكن علاجه. وكلها لا بد أن تتم على يد مختص، مشيرا إلى أن قلع السن من الكوارث التي يقوم بها البعض، وأنه يسبب آلاما حادة إذا لم يتم تحت مخدر، ويمكن أن يصل إلى السكتة القلبية.