خديجة بنت خويلد سيدة الجنة.. أول زوجات الصادق الأمين

خديجة بنت خويلد سيدة الجنة.. أول زوجات الصادق الأمين
  • القراءات: 766
تكتبه / أحلام محي الدين تكتبه / أحلام محي الدين

يقول الأستاذ بشير إبراهيم، أستاذ وباحث في طور الدكتوراه، تخصص الشريعة والقانون بجامعة "أبي بكر بلقايد" بتلمسان، "إن ربنا عز وجل اختص من نساء الأمة سيِّدات شرّفهن وأكرمهن بالزواج بنبيه ﷺ، ورفعهن الله تعالى فجعلهن أمهات للمؤمنين، حيث قال في شأنهن: {النبِي أولى بِالْمؤمنين مِن أنفسهِم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6]، وقال تعالى فيهن أيضا: {يا نساء النبِي لسْتُن كأحد مِن النساءِ} [الأحزاب: 32] وهن على الصحيح إحدى عشر زوجة طاهرة مطهرة".

إن الحديث عن مزايا وصفات الأمهات الكريمات، وما قدمنه للأمة الإسلامية يحتاج لمجلدات، ولأنهن القدوة الحسنة التي لابد أن تقتدي بها المسلمات، سنكون خلال شهر رمضان المبارك على موعد مع الطيبات، الفاضلات، المجاهدات، القوامات، الصوامات اللواتي نحتاج للسير على نهجهن والاقتداء بهن للفوز بالدارين. يقول الأستاذ بشير إبراهيم: "خديجة بنت خويلد رضِي الله عنها القرشية، وهي أول أزواج النبي عليه الصلاة والسلام، وقد تزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، ولم يتزوج عليها حتى ماتت، وأولاده كلهم منها إلا إبراهيم، ومن خصائصها أنها خير نساء الأمة، وكان الوحي ينزل على نبينا وهو في لِحافِها، وقد أقرأها جبريل عليه السلام، من ربها السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب (نوع من اللؤلؤ المجوف). وقد عقد البخاري رحمه الله، بابا في صحيحه فقال: باب تزْويج النبِي صلى الله عليهِ وسلم خدِيجة وفضْلِها رضِي الله عنها، وروى فيه حديثا عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما غِرْتُ على امرأة لِلنبِيِ صلى الله عليهِ وسلم ما غِرْتُ على خدِيجة، هلكت (أي ماتت) قبل أن يتزوجنِي لِما كُنت أسمعه يذكرها)".

عرفت خديجة رضي الله عنها بالطاهرة في مكة، وقد جمعت بين جمال أمها وقوة أبيها سيد قومه ورجاحة عقل عمها ورقة بن نوفل، تنافس أشراف مكة للزواج منها بعد وفاة زوجيها أبي هالة بن زرارة، وبعده عتيق بن عائد، اللذان ورثت منهما المال الوفير والتجارة الرائجة، فكانت من تجار مكة الكبار، تدير تجارتها بعقلها وحكمتها، وعرفت بسمعتها التجارية الطيبة، كانت تعد في زمانها من سيدات الأعمال المتفوقات في عالم المقاولاتية، في زماننا، زاد مالها وتوسعت تجارتها بعدما سلمتها بين يدي الأمين محمد عليه ازكى الصلوات والتسليم، الذي أرسلت في طلبه زوجا لما عرفته عنه من أمانة وصدق، بعدما سمعته من خادمها ميسرة، الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة في رحلاته التجارية مع الأمين قبل البعثة، ثم تزوجت الطاهرة الصادق الأمين، إذ لم تكن زوجة عادية، بل قلبا ينبض بالحنان والرحمة والإخلاص، زواجها يضرب به المثل عبر الأزمنة، فقد كان ولايزال أقوى وأعظم رباط مقدس فوق الأرض، أنجبت السيدة خديجة للنبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة كلا من زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة -رضي الله عنهن.

وكانت الملجأ والملاذ رضي الله عنها، عندما نزل الوحي على المصطفى ورجع للبيت خائفا يرتجف، عندما قال "زملوني" ... "دثروني"، كانت الصدر الحنون الذي احتواه، لقد هدأت من روعه بكلمات طيبات سكن داخله، وسكن معها الخوف والخشية على النفس وقتداك .... إنه الوحي... أمر عظيم جدا فوق الوصف.. هرع إليها مباشرة.. لما ...لأنها لم تكن امرأة عادية، فقد استطاعت أن تصنع الأمان في أجواء البيت رضي الله عنها، فطمأنته وبكل ثقة (واللهِ، لا يُخْزِيك اللهُ أبدا، واللهِ، إنك لتصِلُ الرحِم، وتصْدُق الحدِيث، وتحْمِلُ الكل، وتُكْسِبُ المعْدُوم، وتقْرِي الضيْف، وتُعِينُ على نوائِبِ الحقِ)، كانت أول من صدق برسالته وآمنت به، ساعدته بكل ما تملك، بل سبلت الروح والمال في سبيل إعلاء كلمة الحق والتوحيد، وتذكر في كل الأزمنة والأمكنة لأثرها العميق في حياة النبي، وما قدمته للرسالة المحمدية. خديجة بقى مكانها محفوظا في قلب زوجها المحب المخلص، بعد وفاتها كل نسائه رضي الله عنهن، دخلن بيته بعد وفاتها، كان عليه الصلاة والسلام يرسل الهدايا لصديقاتها، إكراما لها ولذكراها.

(في عدد الغد بحول الله لنا موعد مع السيدة سودة بنت زمعة).