حسيبة بن بوعلي سيدة القنابل ومليكة قايد المرأة الوحيدة المشاركة في أشغال مؤتمر الصومام

حسيبة بن بوعلي سيدة القنابل ومليكة قايد المرأة الوحيدة المشاركة في أشغال مؤتمر الصومام
  • القراءات: 10718
  أحلام محي الدين  أحلام محي الدين

قدمت المرأة الجزائرية أرقى نماذج التضحية والوفاء للوطن، خلال الثورة التحريرية المباركة، وعبرت عن تمسكها بدينها وقيم وطنها إلى آخر رمق من حياتها، قدمت النفيس والغالي في سبيل الحرية والكرامة... في أيام رمضان المعظم سنواصل مسيرة القدوة مع من صنعوا الحرية، وكتبوا بأسمائهم بحروف من ذهب في سجل الوجود.. سنكون على موعد مع الكثيرات، ومن بين تلك النماذج، نذكر اليوم الشهيدتين مليكة قايد وحسيبة بن بوعلي:

ذكر المؤرخ محمد غرتيل في هذا الشأن أن الشهيدة مليكة قايد، من مواليد 24 أوت 1933م بالحي الشعبي بلكور، تنحدر من منطقة القبائل، نالت شهادة التعليم الابتدائي بمدينة برج بوعريريج عام 1949م، وتحصلت على شهادة التمريض 1953م بمدينة برج بوعريريج، التحقت بصفوف الثورة عام 1955م تلبية لطلب العقيد عميروش، مارست التمريض والتطبيب في مستشفيات الثورة، شاركت في أشغال مؤتمر الصومام ما بين 13 و20 أوت 1956م بقرية ايفري أوزلاغن -ولاية بجاية- شاركت في معركة الجزائر سنة 1957م، وكلفت بزرع القنابل في وسط التجمعات الأوروبية. استشهدت يوم 20 جوان 1957م بمشدالة -ولاية البويرة... ودفنت بمقبرة الشهداء في باب الزوار.

أما الشهيدة حسيبة بن بوعلي، فمن مواليد 18 جانفي 1938 بمدينة الشلف (الأصنام سابقا)، نشأت في عائلة ميسورة الحال، زاولت تعليمها الابتدائي بمسقط رأسها.. وبعد انتقال عائلتها إلى العاصمة سنة 1948، واصلت تعليمها هناك، وانضمت إلى ثانوية عمر راسم (حاليا)، وامتازت بذكائها الحاد، ومن خلال رحلاتها داخل الوطن ضمن صفوف الكشافة الجزائرية، اطلعت على أوضاع الشعب السيئة. انضمت إلى صفوف الثورة التحريرية وهي في سن السابعة عشر، لكن نشاطها الفعال برز سنة 1956، حين أصبحت عنصرا نشيطا في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل، واستغلت وظيفتها بمستشفى "مصطفى باشا" للحصول على مواد كيمياوية تساعد على صنع المتفجرات، وكان لها رفقة زملائها دور كبير في إشعال فتيل معركة الجزائر، خاصة بعد التحاقها نهائيا بالمجاهدين في حي القصبة، ومغادرتها البيت العائلي نهائيا في أكتوبر 1956، بعد اكتشاف أمرها، واصلت نضالها بتفان إلى أن تم التعرف على مكان اختفائها من طرف قوات العدو، التي حاصرت المكان، وأمام رفض حسيبة وزملائها تسليم أنفسهم، قام الجيش الفرنسي بنسف المبنى بمن فيه، حيث كان يأويها رفقة علي لابوانت ومحمود بوحميدي وعمر الصغير، يوم 8 أكتوبر 1957، وقد كانت رفقة زملائها رمزا للتضحية بالغالي والنفيس من أجل حرية الوطن.