لتعزيز دورها السياحي والاقتصادي

المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين

المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين
  • القراءات: 199
وردة زرقين وردة زرقين

دعا منتخبو المجلس الشعبي الولائي بقالمة، إلى إيلاء الأهمية الكبرى للمحافظة على المعالم الأثرية بالولاية، وإعطائها القيمة السياحية والاقتصادية، خاصة في مجال الاستثمار. كما دعوا رؤساء الدوائر ورؤساء المجالس الشعبية البلدية خلال انعقاد الدورة العادية الأولى للمجلس الشعبي الولائي مؤخرا، إلى العمل على إعطاء القيمة الحقيقية لولاية قالمة، خاصة في ما يتعلق بتعبيد الطرقات المؤدية إلى المواقع السياحية التي تعرف توافد السيّاح، وتهيئتها، ووضع إشارات تعريفية، إضافة إلى المواقع السياحية الأخرى التي لاتزال مجهولة، ولا يمكن الوصول إليها. 

ومن بين المعالم التي أكد عليها المتدخلون، زاوية "الشيخ الحفناوي عمارة بديار" التي لعبت دورا كبيرا أثناء الثورة التحريرية في نشر التعليم الديني في كل أوساط المجتمع، وفي نشر العلم ومقاومة الجهل والأميّة، ناهيك عن دورها في حماية الهوية الوطنية. كما كانت قِبلة لحفظ القرآن الكريم، وتدريس الحساب والكتابة؛ إذ تعرف الزاوية إلى يومنا هذا، توافد السيّاح من داخل الولاية وخارجها.

وتقع زاوية "الشيخ الحفناوي عمارة بديار" في قرية الناظور ببلدية بني مزلين، وتحديدا على ضفة وادي سيبوس العملاق أسفل جبل لكرابيش ببلدية بني مزلين شرق ولاية قالمة؛ حيث تأسست الزاوية الرحمانية سنة 1869، من قبل الشيخ العلامة "اعمارة بديار بن صالح" أحد تلاميذ الشيخ العالم الربّاني والرمز الروحي في ثورة المقراني ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1871، الشيخ محمد أمزيان بن علي المشهور بالشيخ الحداد.

ومنذ تأسيسها اضطلعت بدور رائد في المنطقة الممتدة من سوق أهراس شرقا إلى مدينة عين عبيد بقسنطينة غربا، ومن مدينة عين البيضاء بأم البواقي جنوبا إلى مدينة عنابة شمالا، وذلك في مجال تحفيظ القرآن الكريم للناشئة منذ الصغر، ونشر المعرفة الصحيحة بتعاليم الإسلام وعقائده وأحكامه وآدابه، ومحاربة الجهل والشعوذة والبدع، والإصلاح بين الناس، وتقوية أواصر الأخوة، وغرس القيم الوطنية، وحب الدين والوطن والانتماء الحضاري العربي الإسلامي لإفشال مخططات الاستعمار الهادفة إلى تحييد الشعب الجزائري عن أصالته واستئصال هويته.

وقد تعرّض من أجل ذلك مؤسس الزاوية للأذى، فوُضع تحت الإقامة الجبرية، وزُجّ به في السجن بمدينة قالمة. وبعد وفاته خلفه ابنه الشيخ محمد الحفناوي، الذي وُضع تحت الإقامة الجبرية سنة 1908.

ولايزال الأحفاد على خطى الأجداد، يواصلون أداء الدور الديني والاجتماعي للزاوية، وذلك للمحافظة على الميراث العلمي والديني لاسيما المخطوطات، منها مخطوطات الشيخ الحفناوي، رحمه الله، التي كتبها في دفاتر، يتحدث فيها عن حياة وقصص الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ومخطوط آخر غير مرقم، تم فيه جمع الأحاديث النبوية، ومخطوط كتبه في عدة دفاتر سمّاه "كتاب الوقف" . ولاتزال الزاوية تؤدي دورها في إمامة المصلين في الصلوات الخمس والتراويح بمسجد الزاوية الرحمانية بقرية الناظور على ضفاف وادي سيبوس، كما لاتزال تشهد توافدا معتبرا من السيّاح.