فيما اعتبرت عنابة ولاية منكوبة

الفيضانات تخلف وفيات.. و16 ساعة من العزلة

الفيضانات تخلف وفيات.. و16 ساعة من العزلة
  • 1417
سميرة عوام سميرة عوام

عقد والي عنابة توفيق مزهود، أول أمس، جلسة عمل طارئة مع المديرين التنفيذيين ورؤساء الدوائر والمجالس البلدية، لاحتواء ملف الفيضانات التي حولت عنابة خلال 16 ساعة إلى ولاية منكوبة، مع تسجيل وفيات في صفوف المواطنين وانهيار سكنات هشة، مع إنقاذ أكثر من 300 مواطن من الغرق والموت المحقق.

توعد الوالي بمعاقبة المسؤولين الذين تقاعسوا عن رفع الأتربة وتطهير شبكة الصرف الصحي، وكانت سببا في إغراق مدينة عنابة نتيجة التهاون في متابعة تجسيد المشاريع، حيث شهدت في هذا الشأن، تسجيل العديد من الحوادث المتفرقة التي كان ضحيتها المواطن، رغم تدخل مصالح الحماية التي عجزت هي الأخرى عن امتصاص مياه الأمطار، التي غمرت عددا معتبرا من السكنات، خاصة على مستوى الأحياء المنخفضة، على غرار أحياء كل من فالاك، الأبطال، ديدوش مراد، بوخضرة والبوني مركز، فيما امتدت الفيضانات إلى منطقة جوانو، مدخل الطريق الرئيسي المؤدي إلى عنابة وسط.

كما سجلت عناصر الحماية المدنية تدفقا كبيرا للمياه ببلديات العلمة، وعين الباردة والشرفة، في حين عاش سكان هذه المناطق خوفا وقلقا بعد ارتفاع منسوب المياه، التي عملت نفس مصالح بعد ساعات من التدخل، على امتصاص جزء منها، إلى جانب انتشال جثة شخص بمنطقة العلاليق حوّل إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى ابن رشد، فيما أصيب، خلال هذه الأجواء، شاب فلسطيني بصعقة كهربائية أودت بحياته، على مستوى الإقامة الجامعية سيدي عاشور، إلى جانب وفاة شيخ في منزله بسبب البرد وتدفق المياه، حسب مصادر عليمة.

في سياق متصل، عبر سكان عنابة عن امتعاضهم الشديد إزاء تبديد المال العام في مشاريع فاشلة،مع استقدام مقاولات تلاعبت بالبرامج الموجهة لترميم الطرق وتغيير شبكات الصرف الصحي، الأمر الذي حال دون احتواء مشكل الفيضانات، من خلال ترك المشاريع ورشات مفتوحة، وهو ما ساعد على تجمع الأتربة وأغصان الأشجار، ومن ثمة غلق شبكات الصرف الصحي التي كانت وراء تحويل عنابة إلى ولاية منكوبة بامتياز، رغم الوعود التي قدمها المسؤولون والولاة الذين تعاقبوا على عنابة، ليستمر سيناريو الفيضانات التي تسجل كل سنة حصيلة ثقيلة من العائلات المشردة في الشوارع، خوفا من انهيار سكناتها.

على صعيد آخر، طالبت العائلات المتضررة من هذه الفيضانات، بضرورة تدخل الوالي، ووضع حد لمافيا المشاريع الفاشلة، والتحقيق معهم لمواجهة التجاوزات الخطيرة، فيما أعطى الوالي من جهته، تعليمة لنزول كل المديرين ورؤساء الدوائر والبلديات إلى الشوارع وإحصاء النقاط السوداء، مع التدخل السريع لمعالجة مشكل الفيضانات.

للإشارة، تسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في عزل سكان عنابة عن العالم الخارجي، بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء على مدار 16 ساعة، إلى جانب انعدام شبكتي الأنترنت والهاتف.

مركب ”سيدار” الحجار .... الأمطار توقف نشاط الفرن العالي 

تسببت الأمطار الغزيرة، ليلة أول أمس، في توقيف نشاط الفرن العالي بمركب سيدار الحجار، بعد تسرب كميات معتبرة إلى الفرن، مما أدى إلى توقف المنشأة، مع تسجيل عدة أعطاب تقنية كانت وراءها السيول الجارفة.

استنجدت المديرية العامة لمركب سيدار الحجار بتقنيين، للنظر في الأعطاب التي أوقفت نشاط الفرن العالي بالمركب في الوقت الحالي، وسيتم تقديم كل المحاولات الخاصة باسترجاع نشاط الفرن خلال الساعات القادمة، بعد امتصاص المياه الراكدة التي تجمعت حول المركب، لتتدخل مصالح الحماية المدنية بعنابة، وتسخر عتادا كبيرا من أجل امتصاص مياه الأمطار التي تسربت بقوة للمؤسسة.