تعد الخيار الأول لأهل تندوف

لحوم الإبل غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات

لحوم الإبل غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات
  • القراءات: 386
علي سالم  لفقير علي سالم لفقير

يعتبر سكان تندوف وتجمعاتها السكانية المتناثرة عبر فضاء صحراوي شاسع، الإبل الركب المميز، كونها ترافقهم في الحل والترحال وتحمل متاعهم وأغراضهم لسنوات طوال، وكان لها دور فعال إبان الثورة التحريرية المجيدة، حيث كان يتنقل عليها الثوار ويحمل السلاح على ظهورها.

كما يتم الإقبال بكثرة على تناول لحوم الإبل بالمنطقة، كونها تمثل الثروة الأساسية لمعظم سكان المنطقة، إذ تكثر رؤوس الإبل بأعداد كبيرة ويفضلها أهل المنطقة على باقي اللحوم، وتنتشر محلات بيع لحم الإبل بكل الأحياء والأسواق الشعبية، ويصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 1100 دينار، ورغم ارتفاع ثمنه، فإن الإقبال عليه كبير، خاصة من طرف كبار السن الذين يفضلون "سنم" الجمل المعروفة شعبيا بـ "الذروة"، ويستعملونه للتشافي من أمراض الروماتيزم.

حدثنا أحد الشيوخ بتندوف، قائلا بأن اللحم" يلحم"، أي يلملم أعضاء جسم المريض، ويتمثل سر أكل لحم البعير لدى سكان تندوف بكثرة، وعلى مدار الأيام والشهور، كونه يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تكون ملتصقة بالنسيج الضام للعضلات، نظرا لاعتماد الإبل على الأعشاب الصحراوية في غذائها، على غرار الشيح والزعتر ونبات الطلح وغيرها، كغيره من الدواب ذات اللحوم الحمراء، إذ يحتوي على نسبة من البوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم، كما تتميز لحومها بنسب عالية من  الكالسيوم، مقارنة بغيرها من اللحوم، وهذا ما يفسر ملمسه المشدود، علاوة على أن لحم الإبل، حسب الدراسات المعدة في هذا الشأن، يحتوي على نسبة قليلة من الدهون.

إضافة إلى أن تناوله يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، نظرا لاحتوائه على نسبة كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة ومضادات الأكسدة، فضلا على أنه يحد من الإصابة بأمراض القلب والتعرض للسكتات القلبية وينشط الخلايا العصبية، ويساهم في التقليل من الشعور بالتوتر والقلق، لذا نجد سكان الصحراء هادئين، ويمتازون ببنية صحية جيدة، كما أنهم قليلا ما يصابون بالأمراض، ونجد في المقابل عزوف سكان الصحاري عن اقتناء اللحوم البيضاء والاكتفاء بلحوم الجمال فقط.