حولت مهمة تحضير الأطباق إلى عمل سهل

قنوات الطبخ ساهمت في تنويع موائد الصائمين

قنوات الطبخ ساهمت في تنويع موائد الصائمين
  • القراءات: 377
رشيدة بلال رشيدة بلال

لم تعد تجد ربة البيت، في السنوات الأخيرة، صعوبة في تنويع أطباق المائدة الرمضانية على وجه الخصوص، بالنظر إلى العدد الكبير من القنوات التي أصبحت تولي أهمية كبيرة لكل ما يتعلق بالطبخ وتحضير الأطباق، والتي أصبحت تشكل مصدر رزق هام، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتجه كل المهتمين بالمطبخ، سواء المتخصصين أو الهواة، إلى عرض وصفاتهم ومشاركتها ما جعل المائدة الرمضانية تتميز بالتنوع.

في استطلاع للرأي، مس عددا من ربات البيوت على مستوى ولاية البليدة، حول الطريقة التي يعتمدنها لتنويع المائدة، حتى لا يشعر أفراد الأسرة بالملل من طبق الشوربة، والبوراك الذي لا يغيب عن موائد كل العائلات طيلة شهر كامل من الصيام، فتكاد ردود الأفعال تكون متشابهة، في الوقت الذي أكدت بعض المواطنات اعتمادهن على ما يقدمه الطهاة الجزائريون من وصفات مختلفة عبر بعض القنوات العمومية والخاصة، على غرار وصفات "الشاف فارس" أو "أم وليد" أو "صلاح الباتني" أو "أم عبد النور"، وغيرهم كثيرون، فإن أخريات اخترن ما يتم مشاركته من وصفات عبر منصات التواصل الاجتماعي، من وصفات سهلة اقتصادية وسريعة وعصرية، وحسبما جاء على لسان مواطنة خمسينية، فإنها فيما مضى، كانت تعاني كثيرا من مسألة تنويع المائدة، وكانت في كل مرة تجد صعوبة في تحضير الطبق الثاني، الذي يعتبر من الأطباق المهمة على مائدة رمضان، خاصة بعد مضي الأيام الأولى من  شهر رمضان، حيث يبدأ النفور من طبق الشوربة، موضحة أن الاعتماد على ما يتم عرضه من وصفات عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة، أصبح من السهل عليها تحضير أطباق متنوعة يكفي فقط متابعة ما يعرض بصورة يومية لطهاة جزائريين، وحتى من دول شقيقة.

بينما أكدت مواطنة أخرى، بأن تنويع المائدة لم يعد مطلقا يمثل مشكلة، بل على العكس من ذلك، أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تسهيل الوصول إلى وصفات مختلفة ومتنوعة، وسهلت عليهم أيضا تعلم الطبخ واكتشاف أطباق جزائرية تحضر في رمضان من كل ربوع الوطن. وحسبها، فإن أصحاب المواقع الذين تخصصوا في الطبخ، جعلوا مهمة تحضير مائدة رمضان ممتعة، لأنهم أخذوا على عاتقهم مهمة التفكير في السؤال، الذي كان في السنوات الماضية يطرح دائما، ومفاده "ماذا أطبخ اليوم؟"

من جهتها، أشارت السيدة "ربيعة.ث" من سكان العفرون، أنها تزوجت حديثا، وكانت تشعر بالكثير من الخوف، كونها لا تعرف كيف تطبخ، خاصة ما تعلق منه بالعجائن، وحسبها، فإن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت عليها المهمة، من حيث عرض طريقة التحضير بالخطوات لكل الأطباق، سواء الحلوة، أو المالحة أو أنواع السلطات والحلويات. موضحة بأنها تعلمت الطبخ، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي جعلتها تتجاوز مخاوفها وتبدع في تحضير مائدتها الرمضانية.

بينما علقت مواطنة أخرى، بأن قنوات الطبخ المختلفة أقحمت حتى الرجال في عالم الطبخ، حيث أصبح الكثيرون يختارون الوصفات التي يتم مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، و يشاركونها مع زوجاتهم، بغية تحضيرها، مؤكدة "أن ما يتم عرضه على القنوات، من جهة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سهل مهمة تنويع المائدة الرمضانية وجعلها عملية ممتعة"، وكشف من ناحية أخرى، عن مواهب الكثيرين من المهتمين بعالم الطبخ، حيث سمح لهم بعرض إبداعاتهم وقدراتهم، وفتح لهم باب الاسترزاق، خاصة من فئة الماكثات في البيوت من هواة الطبخ.

وحسب المختص في علم الاجتماع، الأستاذ حسين زبيري، "فإن واحدا من العوامل التي ساهمت في شهرة بعض القنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ربط  شهر رمضان في الثقافة الجزائرية بالأكل، الأمر الذي تنبّه إليه الكثيرون، حيث  وجهوا اهتماماتهم إلى فتح قنوات تعنى بالطبخ، لحصد أكبر عدد من المشاهدات، خاصة في شهر رمضان، حيث يصبح التفكير في المائدة الرمضانية الشغل الشاغل للكثيرين.