إحياء يوم الشباب الإفريقي في الجزائر

فرصة لتبادل الخبرات بين أجيال القارة السمراء

فرصة لتبادل الخبرات بين أجيال القارة السمراء
  • القراءات: 1341
حنان. س حنان. س

احتضن مخيم الشباب بسيدي فرج مؤخرا الطبعة الثامنة لفعاليات إحياء يوم الشباب الإفريقي الذي تزامن مع إحياء الجزائر لعيد ثورتها المجيدة. وعلى هذا الأساس، قدمت محاضرات، من بينها تلك الخاصة بالمواقف البطولية للشباب إبان الثورة التحريرية، كما برمجت محاضرة أخرى حول الحركة الجمعوية وتطوير المواطنة، بالإضافة إلى تنظيم عدة ورشات حول هذه المواضيع المهمة على الساحة الشبانية الإفريقية.

اختير للمناسبة الشبانية السنوية شعار ”الشباب الإفريقي حامل التاريخ والمواطنة”، وكشفت محاضرة بهذا العنوان أن تربية الأجيال على قيم المواطنة لا تتحقق إلا بوجود تنسيق بين الأسرة والمجتمع المدني الذي أضحى اليوم مؤسسة مدنية حاضنة لأعداد متزايدة من الشباب، وبالتالي له دور محوري في تعزيز وتأكيد الخبرات المكتسبة في الحياة المجتمعية، ومنها الوطنية والمواطنة.

ولخصت السيدة ليلى بوكابوس، مديرة فرعية للنشاط التربوي الاجتماعي وترقية الترفيه بوزارة الشبيبة والرياضة لـ”المساء”، المحاضرة التي حملت عنوان ”دور الحركة الجمعوية في ترقية الشباب والمواطنة”، بقولها إن هذا الدور يتجلى أساسا في أن الشباب اليوم أصبح واعيا بكل التغيرات الحاصلة في محيطه، وبالتالي فإنه لا يمكن إغفال طبيعة هذه الفئة الاجتماعية الأكثر إقبالا على التغيير وتقبله، ولا بد من العمل المنسق كي يستفاد من طبيعة استعدادها في تحقيق تنمية مجتمعاتها بإعطائها الفرص لإسماع أصواتها.

وتطالب المتحدثة بضرورة مراعاة احتياجات الشباب، رغباتهم، آمالهم وأهدافهم في الحياة، مع العمل على تعزيز روح المواطنة لديهم وتأكيد التواصل الحضاري بين الأجيال، إلى جانب تعزيز قيم التعاون والتسامح بين أعضاء المجتمع، وإيجاد الآليات الكفيلة بإدماج الشباب في عمليات تشييد مجتمعاتهم وقارتهم على السواء، من منطلق أن الشباب الإفريقي أصبح اليوم واعيا بكل التحديات التي تواجهها القارة السمراء على جميع الأصعدة، إذ يمكنه المساهمة في رفع كل تلك التحديات، وهو ما دعا إليه المشاركون خلال الطبعة الثامنة لتظاهرة ”يوم الشباب الإفريقي”.

ومن التوصيات التي سيقت ضمن اليوم الاحتفالي، أهمية وضع استراتيجية وطنية للشباب، كل في دولته، تتضمن رؤاها للوضع الأفضل للشباب في دائرة التفاعل والترابط بين شرائح المجتمع.

ومن الشباب المشارك في التظاهرة، تحدثت ”المساء” إلى سيدو اماوري من النيجر، وهو طالب في السنة الثانية بكلية الإعلام والاتصال بالجزائر، حيث استحسن فكرة إقامة ملتقى يجمع شبابا من دول إفريقيا، يمكّنهم من تبادل الثقافات واكتساب المعارف في عدة ميادين. كما عبر الشاب عن إعجابه بالجزائر سياحيا وأردف قائلا: ”الذي أصر على قوله في هذه المناسبة هو غياب العنصرية في المجتمع الجزائري، فطوال إقامتي كطالب بجامعة جزائرية لم أتلق معاملة أقلت من شأني كوني شابا نيجيريا، بل العكس يتم التعامل معي كشاب مهاجر يطلب العلم في بلد آخر”.

كما ثمّن الشاب بويسو كفين من الكونغو احتضان الجزائر لاحتفال الشباب الإفريقي بيومهم، واعتبر تجربته هذه الأولى مثمرة، فقد مكنته من التعرف على ثقافات إفريقية أخرى من خلال تبادل المعارف والأحاديث مع شباب دول إفريقية أخرى. ودعا الشاب كل القادة الأفارقة إلى الاستماع الفعلي لشباب القارة السمراء لأنه يمتلك المقومات الكفيلة بجعله يساهم في تنمية دولته وقارته على السواء.

كذلك اعتبر الشاب إبراهيم عادل تواتي من ولاية وادي سوف أن هذا الملتقى يبعث برسالة إلى قادة الدول الإفريقية للعمل المشترك قصد تعزيز دور الشباب في بناء دولته وإشراك الشباب في عملية التنمية، ودعا المتحدث إلى تنظيم مزيد من اللقاءات والتجمعات الشبابية في إفريقيا والعالم العربي على السواء من أجل تبادل الخبرات بين الشباب قادة الغد.

للإشارة، فإن إحياء يوم الشباب الإفريقي تزامن هذه السنة مع إحياء 50 سنة عن تأسيس الاتحاد الإفريقي. وقد شارك في التظاهرة حوالي 200 شاب يمثلون 48 ولاية من الوطن، منخرطين في مؤسسات الشباب أو أعضاء في الجمعيات الشبانية، إلى جانب شباب يمثلون 20 دولة إفريقية أغلبهم يدرسون بالجامعات الجزائرية.

ونظمت على الهامش معارض خاصة بأعمال منجزة من طرف الشباب، ومن ذلك معرض للفن التشكيلي تحت شعار ”أحب بلديتي”.

كما كان الشباب على موعد مع حفل أقيم بالمناسبة، تفاعل ضيوف الجزائر، مع الأنغام الإيقاعية الاحتفالية، فيما تفاعل الشباب الجزائري مع الأغاني الوطنية، خاصة أن المناسبة كانت لإحياء ثورة نوفمبر المجيدة.