تزامنا مع اقتراب رمضان

عادات قالمية متوارثة لاستقبال الشهر الفضيل

عادات قالمية متوارثة لاستقبال الشهر الفضيل
  • القراءات: 426
وردة زرقين وردة زرقين

تعرف المحلاّت التجارية ذات الاستهلاك الواسع والمراكز التجارية بقالمة هذه الأيام، حركة كثيفة يترجمها الإقبال الكبير وتوافد المواطنين على شراء كل ما يلزم من المشتريات، تحسّبا لاستقبال شهر رمضان المعظم، إذ يستقبله سكان قالمة بفرحة عارمة وقلوب تواقة.

بلغت درجة الإقبال على الأسواق ذروتها، خلال الأيام القليلة الماضية، إذ عجّت شوارع مدينة قالمة بالمارة والسيارات، لاقتناء المواد الغذائية الضرورية ذات الاستهلاك الواسع لتحضير فطور رمضان، من الزيت والدقيق والمصبّرات، وبعض المواد الغذائية الجافة وغيرها، ناهيك عن شراء بعض الأواني الجديدة وأغطية وتجهيزات المطبخ.

تعتبر "شربة الفريك" أو ما يعرف "بالجاري"، تقليدا سنويا تحافظ عليه العائلات القالمية، طيلة أيام الشهر الفضيل، ولعل ما يميّز طبق "الجاري" وإكسابه نكهة خاصة وطعم لذيذ، طريقة تحضيره التي لا زال سكان قالمة يحافظون عليها، من خلال تحضير "الفريك"، ومع بداية العد التنازلي لشهر رمضان الكريم، تلجأ العائلات القالمية، إلى اقتناء حبات القمح الأخضر لإعداد "الفريك" ليكون جاهزا خلال الشهر الفضيل، وتتفنن الڨالميات، في طبخ "الجاري" ويحرصن على تزيينه بالنباتات العطرية، خاصة "النعناع" المجفف الذي يضفي عليه طعما مميزا ورائحة زكية تعبق الشوارع والأحياء قبيل الإفطار، صانعة بذلك أجواء رمضانية مميزة، وأضحت تجارة "الحشائش" من "النعناع" و"القصبر، والكرافس" لتحضير "الجاري"، مصدر رزق لكثير من العائلات خلال هذه الأيام المباركة، تنتشر بكثرة خلال الشهر الفضيل في قالمة، إلى جانب "المعدنوس" الضروري لتحضير وجبات أخرى، بحيث تتفنّن ربات البيوت في تحضير أشهى أنواع الأطباق الرمضانية إرضاء لأذواق جميع أفراد العائلة.

ولتحضير "الجاري" لا بد من مرافقته بالبوراك أو "بريكة"، إذ تلجأ العائلات القالمية لشراء كمية من الدقيق لتحضير  الديول أو "لوريقات"، فيما تلجأ ربات البيوت الأخريات إلى اقتناء "لوريقات" من الباعة صباحا أو مساء، حيث تشتهر تجارة بيع "لوريقات" على الأرصفة وحتى في المحلات في كل بلديات الولاية. 

من جهة أخرى، تتسابق ربّات البيوت بڤالمة، على تحضير كل أنواع التوابل والبهارات، إلى جانب الخضر واللحوم البيضاء والحمراء وتقطيعها ووضعها في أكياس بلاستيكية لتجميدها في الثلاجات، لاستعمالها في الوقت المناسب، حتى يتسنّى لهن تحضير ما لذّ وطاب، كما تقوم النساء والفتيات بنقع بعض الحبوب، مثل الحمص ووضعها في الثلاجة لاستعمالها عند الحاجة طيلة الشهر، وبما أن المطبخ عنصر أساسي وهام في شهر رمضان، تحرص ربة البيت على شراء الكثير من الخضر وتحضيرها وحفظها في الثلاجة تسهيلا للطبخ الذي يحظى باهتمام خاص خلال الشهر الفضيل.