استعدادا لعيد الأضحى المبارك

شاحذو السكاكين يغزون الأسواق الشعبية

شاحذو السكاكين يغزون الأسواق الشعبية
  • القراءات: 1402
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

احتفالية تسبق اليوم المبارك، تتمثل في كل التحضيرات المرتبطة بهذا اليوم، بعضها يمارس في البيوت بتنظيفها وتزينها. كما تشهد الأسواق انتشار حرفة شحذ السكاكين، تلك العملية التي يقوم بها مختصون في الميدان، لتحضير مستلزمات عملية نحر الأضحية بطريقة جيدة وغير مضرة بالأضحية، وتعتبر تلك الحرفة من النشاطات الموسمية.

تزدهر حرفة شحذ السكاكين مع حلول عيد الأضحى المبارك، وتنطلق العملية قبل أيام قليلة من اليوم المبارك، لتتواصل خلال ليلة العيد، يمارسها عادة رجال متقدمون في السن، نظرا لحساسية العملية التي لا يتقنها إلا القليلون، وهو ما يستوجب معرفة أساليب القيام شحذ السكين، لاسيما أنها عمليه حساسة وفيها خطورة على ممتهنيها.

خلال السنوات القليلة الأخيرة، بات لا يقتصر نشاط ممتهني حرفة شحذ السكاكين ولوازم النحر على هذا النشاط، بل يتعداه إلى صنع وبيع مختلف أنواع أجهزة الشواء، وهو ما يؤمن تنويع الخدمات والربح أكثر، خاصة أن العملية تتم مقابل 150 إلى 200 دينار فقط.

استعدادا لاستقبال هذه المناسبة العظيمة، تشترك العائلات من مختلف ولايات الوطن في التحضير له باقتناء كل ما يلزم أدوات نحر أضحية العيد من أدوات الذبح، وغيرها، كشراء الفحم، أدوات الشي، وكذا السكاكين اللازمة للتقطيع والنحر، البعض منها خاص بالرجال يستعملونها في النحر، والبعض الآخر تستعين به المرأة في بيتها لتحضير الطعام، بتقطيع اللحم وكل ما يليه من ذلك، كل تلك التحضيرات تعد جانبا من الاحتفالية التي تعد بالنسبة للمواطنين تعبيرا عن الفرح بحلول عيد الأضحى.

تشهد الأسواق الشعبية والمحلات التجارية حركة تجارية كبيرة، استعدادا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، ويحتل شحذ السكاكين وبيع معدات الشواء والفحم الصدارة في نوع المشتريات، خاصة أن أكياس الفحم ومعدات الشي معروضة بقوة أمام المحلات وفي الأسواق وحتى أرصفة الطرق، وكذا في مختلف الأحياء الشعبية، والمجمعات السكنية التي أضحت تتشابه في التجارة الموسمية والمناسباتية التي يغتنمها معظم التجار من غير التزام بنوع التجارة،  خدمة للمواطن من جهة، واسترزاق موسمي من جهة أخرى.

خلال تجولنا في أحد الأسواق الشعبية بالعاصمة، التقينا بوعلام، بائع مستلزمات الشواء، الذي أشار إلى أنه سيخرج معدات الشحذ قبل ثلاثة أيام فقط من ليلة عيد الأضحى المبارك، لاسيما أن الكثير من المواطنين يفضلون القيام بالعملية قبل ليلة أو ليلتين من العيد، حتى يظل السكين حادا وجيدا لعملية النحر، مشيرا إلى أن العملية ضرورية جدا، ولابد من عدم الاستهانة بها أو تهميشها، خصوصا أنها تعد رأفة بالأضحية، حتى يتم النحر بطريقة فعالة من الوهلة الأولى، وهذا ما يوصي به ديننا الحنيف؛ وهو الرأفة بالحيوان، فرغم إمكانية نحره فلا يعني ذلك أذيته أو جعله يشعر بالألم، هذا من جهة، كما أن شحذ السكين يساعد الفرد الذي يقوم بالنحر، ولا يشعر بالإرهاق خلال ذلك.

المتجول عبر أسواق وطرق معظم بلديات العاصمة، يشد انتباهه الديكور الذي غزا الشوارع بفعل الأنشطة الموسمية من أكياس الفحم المنتشرة أمام المحلات التجارية، وأدوات الشي، أو السكاكين وكذا الأواني، والمنتشرة عبر كل أرصفة الطرق، مبشرة باقتراب عيد الأضحى الذي تقبل فيه العائلات على عملية الشي الذي يقتنون مستلزماته، إلى جانب هذا، يظهر أشخاص متخصصون في شحذ السكاكين.