وجبة السحور خلال الشهر الفضيل

سُنّة تخلى عنها الشباب رغم بركتها ومزاياها الكبيرة

سُنّة تخلى عنها الشباب رغم بركتها ومزاياها الكبيرة
  • القراءات: 616
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد عبد الباسط أوكبدان، إمام مسجد، على أهمية السحور خلال شهر رمضان، ذاكرا فوائد هذه السنّة المباركة التي تخلى عنها الكثيرون، خاصة الشباب؛ بحجة عدم حاجتهم للأكل في هذه الساعة من الليل، موضحا في حديثه إلـى "المساء"، أن السحور من السنن التي كان النبي محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ يحرص على أدائها في وقت متأخر من الليل؛ لما فيها من بركة للصائم خلال الشهر المعظم. 

يبرر البعض تخلّيه عن السحور بعدم قدرته على الاستيقاظ في تلك الساعة. ويفضل آخرون الأكل قبل النوم، في حين يقول البعض ليس لهم حاجة في الأكل، ولا يجدون داعيا لذلك للشعور بالراحة خلال الصيام، وكلها من الأعذار التي تسببت مع مر السنوات، في إخفاء إحدى السنن، التي تحولت داخل الأسرة الجزائرية، إلى عادة، وتقليد عائلي؛ حيث كانت العائلة تستيقظ على رنين منبه واحد، ويفيق الجميع كبيرهم وصغيرهم، للاجتماع، مرة أخرى، على مائدة السحور، وأكل ما طاب لهم، وفق سنّة النبي محمد.

وكان من عادات بعض العائلات تحضير وجبة خاصة بالسحور، في الوقت الذي يفضل آخرون أكل ما تبقّى من وجبة الإفطار. وتحضّر عائلات أخرى وجبة شبيهة بوجبة فطور الصباح؛ حليب أو قهوة، وزبدة، ومشتقات الحليب، وفواكه وغيرها. أما آخرون فيفضلون الكسكسي واللبن، أو المسفوف بالخضار، والذي يُعد وجبة استثنائية في الشهر الفضيل.

واختفت، خلال السنوات الأخيرة، كثير من تلك العادات الجميلة، التي بقيت حكرا على كبار البيت، الذين ترسخت لديهم تلك العادة؛ عملا بسنّة نبينا محمد، ثم صلاة الفجر قبل الانطلاق في يومهم بكل حيوية ونشاط، وبركة خاصة.

وفي هذا الصدد قال إمام المسجد أوكبدان، إن تخلي شباب اليوم عن سنّة السحور، يعود لأسباب عديدة، نذكر أكثرها انتشارا، فوضى النوم الذي يعاني منه جيل اليوم، على حد تعبيره، قائلا: " لا موعد نوم له، ولا موعد استيقاظ، بل يظل ساهرا ليلا كاملا إلى غاية ساعة متأخرة، خاصة في الشهر الفضيل.

ثم يخلد للنوم قبل ساعتين أو ثلاثة من موعد السحور، وبالتالي يصعب عليه الاستيقاظ لذلك ». أما آخرون فتعود مسؤولية عدم ترسيخ فيهم تلك العادة، إلى أوليائهم؛ البعض يتخلون عن مسؤولية تعليم أطفالهم أهمية السحور والبركة في تأديتها، وعدم خلق عادات وتقاليد بالبيت منذ الطفولة، تسمح للطفل بالنضوج على تلك السنّة، التي تصبح له مع كبره، عادة جميلة، يؤديها عند الصيام.

وقال المتحدث إن في السحور بركة عظيمة؛ فعن رجل من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: " دخلت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يتسحر، فقال: "إنها بركة، أعطاكم الله إياها؛ فلا تدعوه »، مؤكدا أنّ للبركة أوجها عديدة، ومزايا مما نعرفه وما لا نعرفه؛ فالسحور يبعد مساوئ الأخلاق التي قد يثيرها الجوع خلال الصيام. كما إنه من أكثر الأوقات التي يوزع فيها الله الأرزاق، فيقوم المسلم للأكل، ثم لصلاة الفجر، والدعاء، والذكر، والاستغفار، والتقرب من الله عز وجل. وأضاف الإمام أن أحسن وقت للسحور، هو ما يتم تأخيره على سنّة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.