الأمهات يتحملن مسؤولية الاضطرابات التي تصيبهم

ربط الرضّع بالهواتف الذكية خطر يهدد نموهم الذهني

ربط الرضّع بالهواتف الذكية خطر يهدد نموهم الذهني
  • القراءات: 263
 رشيدة بلال رشيدة بلال

لاتزال التكنولوجيا وتأثيراتها السلبية تثير قلق المختصين، لا سيما بعدما أصبحت تستهدف الأطفال الصغار الأقل من خمس سنوات، محملين الأمهات المسؤولية الكاملة؛ إذ يعتقدن أن أسهل طريقة للسيطرة على أطفالهن، ربطهم بالهواتف الذكية؛ الأمر الذي يتطلب، حسب المختصين، رفع الوعي الأسري بخطورة التكنولوجيا خلال المراحل العمرية الأولى.

قالت الأستاذة نبيلة غريبي، المختصة في تربية الطفولة الأولى، في تصريح خصت به "المساء" بمناسبة مشاركتها مؤخرا في ندوة حول التأثيرات السلبية للتكنولوجيا، بأن ربط الأطفال في المراحل الأولى من أعمارهم بالتكنولوجيا، يبدأ وهم في بطون أمهاتهم بالنظر إلى الإدمان الكبير لجلّ الأمهات بمختلف الوسائط التكنولوجية.

وبمجرد أن يولد المولود يكون لديه اتصال مباشر بالهواتف الذكية بفضل أمهاتهم، خاصة أنها تحتوي على الكثير من الألوان والحركة من خلال ما يتم عرضه على مختلف المواقع والتي تجلب انتباههم، غير آبهات لحجم الخطر الناجم عن الذبذبات والإشعاعات التي تطلقها مثل هذه الوسائل، وتأثيرها على الدماغ، مشيرة إلى أن أهم تأثير سلبي للهواتف الذكية على الأطفال الرضع، يتمثل في إحداث خلل في ذهن الرضيع؛ فيكون عرضة لما يسمى بالبطء في النمو العقلي.

ووأوضحت المختصة تقول: "تُعرض علينا  بعض الحالات تعاني من صعوبات في التعلم، وحالات تأخر في النطق واضطرابات اللغة، وغيرها كثير من الاضطرابات التي تتحمل مسؤوليتها الأم؛ لأنها من تبادر بعرض التكنولوجيا على ابنها في سن مبكرة، فتتسبب له في الكثير من الاضطرابات ".

وردّا على سؤال "المساء" حول ما إذا كان تصرف الأمهات عن جهل  أو أنهن يتعمدن ذلك لشغل وقت الرضيع عنهن لبعض الوقت، أكدت المتحدثة أن لا مجال مطلقا لاستبعاد مسؤولية الأمهات والتحجج بجهلهن؛ لأن أغلب الأمهات في الوقت الحالي، هن أمهات مثقفات، ويدركن حجم الخطر الناجم عن مثل هذه الوسائل التكنولوجية، مردفة: "ومع هذا لا يتحرجن في تقديمها لأبنائهن وفي سن صغيرة، معرضات إياهم للكثير من الاضطرابات التي يشرعن بعدها في البحث عن سبل لعلاجها، لا سيما ما تعلق منها بالتأخر في النطق"، مضيفة: "القول بأن التكنولوجيا مسؤولة عما يحدث  للأطفال من مشاكل، غير صحيح؛ لأنها من ميزات العصر الحالي. والمطلوب هو التكيف معها، ومحاولة الاستفادة من جوانبها الإيجابية. وعلى الأولياء وتحديدا الأمهات، إيقاف التأثيرات السلبية لهذه الوسائل التكنولوجية، خاصة ما تعلق منها بالهواتف الذكية".

وأكدت المختصة: "خلال تبنّي مفهوم القدوة الحسنة والتي تبدأ من الأمهات على اعتبار أنهن مسؤولات عن تربية الأبناء"، ومن خلال إشراكهن في الندوات واللقاءات التي تتناول مواضيع تخص تأثيرات التكنولوجيا لحثهن على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية أبنائهن من  تأثيرات التكنولوجيا السلبية في سن مبكرة، إلى جانب تهذيب الطفل  خاصة في السنوات الأولى من عمره؛ من خلال استدراك الأخطاء التي جعلت بعض الأطفال يدمنون التكنولوجيا في سن أقل من خمس سنوات".

وحسبها، "فإن الطفل أقل من ست سنوات، يُفترض أن لا يحمل الهاتف نهائيا. أما في سن أقل من 12 سنة فيُفترض أن لا تزيد مدة استعماله الهاتف، عن 20 دقيقة. ولكن ما يحدث في مجتمعنا أن الطفل يمضي يوما كاملا في الهاتف؛ الأمر الذي يتطلب تدارك الوضع، خاصة أن التكنولوجيا وتأثيراتها السلبية، أصبحت تحيط بنا من كل جانب".